رغم البدايات الضبابية لفئة المحترفين «من مواليد 2003» مع الأندية السعودية، فإن الكثير منهم وضع بصمته سريعاً مع انقضاء النصف الأول من النسخة الحالية للدوري، وسجل حضوراً لافتاً إلى جانب نخبة نجوم الخبرة المحلية والعالمية.

ولكن مع ذلك، شهدت فترة الانتقالات الصيفية السعودية تفاعلاً «أقل من المتوقع» إزاء فكرة جلب لاعبين محترفين أجانب من مواليد 2003 فما فوق، حيث تعاقدت 3 أندية فقط معهم، فيما أتمّت 10 أندية تعاقدها مع لاعب واحد، ولم تتم 5 أندية أي تعاقد في نطاق هذه الفئة المستحدثة.

بنزيمة مرحبا بهيرنانديز في الاتحاد (نادي الاتحاد)

وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن في أواخر 2023 أن الموسم الحالي سيشهد زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى عشرة لاعبين عوضاً عن ثمانية، على أن يكون منهم اثنان كحد أقصى من مواليد عام 2003.

وبحسب النظام ذاته، فإنه بإمكان كل فريق إشراك 8 لاعبين محترفين غير سعوديين في كل مباراة، في حين سيتم السماح بمشاركة كامل العدد من اللاعبين الأجانب في مباريات كأس الملك والسوبر السعودي.

البرازيلي ماركوس يحتفل بأحد أهدافه مع الهلال (تصوير: عبدالعزيز النومان)

هذا القرار كان بمثابة حلقة مفقودة في مشروع دعم اللاعبين الشبان، فعدم المشاركة المستمرة يُسهم أحياناً في تأخر بروز المواهب وإسهاماتهم، كما حدث مع البرازيلي ماركوس ليوناردو على وجه التحديد في الهلال.

هذا القرار يحمل عدة أوجه؛ منها استهداف المواهب الشابة الأبرز، وتأكيد أن الدوري السعودي مشروع طموح لا يضم اللاعبين بأعمار كبيرة فقط، بل لديه طموحات لمستقبل قادم، أما النقطة الأخرى فهي بند الاستثمار لعدد من الأندية التي تهتم في هذا الجانب باستقطاب أسماء يتوقع لها البروز، ومن ثم العمل على تسويقها بصورة جيدة.

رينان في إحدى مباريات الشباب (نادي الشباب)

ومع بداية الموسم، لم تكمل معظم الأندية خانة اللاعبين الشبان «المواليد»، بهدف تسجيل لاعبين سعوديين أو لوجود لاعبين في الخانة بعد تقليص قائمة كل فريق إلى 25 لاعباً فقط، لكن الأمر أصبح مختلفاً في فترة الانتقالات الشتوية، وقبلها بجولات عدة بعد تألق الكثير من الأسماء.

وأبرم النصر واحدة من أكبر الصفقات على مستوى العالم في سوق الانتقالات الشتوية، والمتمثلة في ضم النجم الكولومبي جون دوران، لاعب فريق أستون فيلا الإنجليزي، في صفقة ستغير الكثير من الملامح الهجومية لفريق النصر، وفقاً لما يمتلكه اللاعب من إمكانيات وأرقام كبيرة.

وكان الهلال أكمل صفوفه بالتعاقد مع البرازيلي كايو سيزار، القادم من الدوري البرتغالي؛ إذ أظهر اللاعب الشاب ملامح أولية جيدة، وسجل هدفاً في شباك الأخدود، في حين تعاقد الاتحاد مع الإسباني أوناي هيرنانديز، القادم من برشلونة الإسباني B، وأحد مواهب لا ماسيا الشهيرة، فيما تعاقد الأهلي مع البرازيلي جالينو، القادم من الدوري البرتغالي.

بعد إسدال الستار على سوق الانتقالات الشتوية، لم يحدث حراك كبير للأندية، لكن الأبرز كان التعاقدات مع اللاعبين الشبان أو ما بات يعرفون باسم المواليد؛ إذ ستكون الأنظار متجهة نحوهم في الفترة المقبلة.

بعيداً عن الوافدين الجدد إلى الدوري السعودي، فإن هناك عدداً من أسماء اللاعبين المحترفين الأجانب الشبان أو من فئة المواليد، حققوا نجاحات بارزة في النصف الأول من الدوري السعودي للمحترفين.

أحد الأسماء التي يجب الإشارة إليها هو «ماركوس ليوناردو»؛ فهو بمثابة هداف على الطريق الصحيح، في ظل انزعاج الهلاليين من إصابة الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم فريق الهلال، إلا أن هذه الإصابة كانت كفيلة بميلاد هداف كان غائباً لسبب يعزوه اللاعب نفسه؛ لكونه يشارك خارج منطقة الجزاء أو بأدوار بعيدة عن المنطقة التي يعشقها.

غابريل وضع بصمته سريعا مع النصر (نادي النصر)

يقول البرتغالي خورخي خيسوس، مدرب فريق الهلال، بعد مواجهة العروبة التي سجل فيها ماركوس هدفين: ليوناردو مهاجم نثق به، ولأجل ذلك تم التعاقد معه، واليوم سجل هدفين، وأعتقد أنه يفضل اللعب داخل منطقة الـ18.

أما اللاعب نفسه فيوضح: «كنت ألعب دائماً في الفريق مهاجماً ثانياً، لكن بعد غياب ميتروفيتش الذي أتمنى عودته سريعاً، لعبت رأس حربة، وأنا سعيد بالاستمرار في تسجيل الأهداف، ومنذ قدومي للفريق وأنا متاح للمساعدة».

ولعب ليوناردو حتى الآن في الدوري السعودي للمحترفين، 14 مباراة بمعدل دقائق بلغ 1049 دقيقة، وسجل 12 هدفاً، منها تسعة أهداف حضرت خلال شهر يناير (كانون الثاني) (منذ إصابة ميتروفيتش)، وساهم بصناعة هدف، ليصبح رقماً صعباً في خريطة الفريق الأزرق.

وهناك أيضاً مقاتل ألباني يقدم أوراق اعتماده في الاتحاد هو ماريو ميتاي، ابن الواحد والعشرين عاماً، والذي أظهر نفسه بصورة مثالية ليفعّل فريقه بند الشراء بعد أن قَدِم إليه معاراً حتى نهاية الموسم، لكن العميد كما يُطلق عليه أنصاره، وقّع عقداً جديداً يمتد حتى 2028 مع ميتاي.

الألباني ميتاي شارك مع الاتحاد على صعيد الدوري السعودي للمحترفين حتى الآن في 13 مباراة بمعدل وصل 1059 دقيقة، وسجل هدفاً، وساهم في إرسال تمريرتين حاسمتين، ويحظى بثقة من مدربه الفرنسي لوران بلان.

ويتميز ميتاي بدقة تمريراته التي وصلت 91 في المائة وفقاً لإحصاءات رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وسجل تألقاً كبيراً في الجانب الدفاعي لفريقه، ولم يتحصل إلا على بطاقتين صفراوين فقط.

تألق لينان في الشباب

كان روبرت رينان، القادم من صفوف فريق إنترناسيونال البرازيلي، أحد أبرز الأسماء في خانة اللاعبين المواليد؛ إذ سجل حضوراً مستمراً مع الشباب، وكان أحد أكثر الأسماء مشاركة من حيث المباريات وعدد الدقائق.

ورغم التغييرات التي مر بها الشباب على صعيد رحيل البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب الشباب، ثم قدوم التركي فاتح تيريم، فإن رينان متوسط قلب الدفاع أحد العناصر الثابتة، والذي قدم نفسه بنجاح لافت.

ابن الـ21 عاماً شارك في 16 مباراة، بمعدل 1372 دقيقة، وتحصّل على بطاقة صفراء وحيدة فقط، وبلغت نسبة تدخلاته الناجحة 68 في المائة.

إذاً، هناك ظهور مميز رغم قلة، المشاركة والتي كانت أحد المخاوف أمام فكرة نجاح وجود عشرة لاعبين، وبنسبة أكثر تجاه اللاعبين المواليد، لكن هناك أرقام يُسجلها بعض اللاعبين رغم قلة مشاركتهم تدل على امتلاكهم الكثير، ولكن الفرصة والمشاركة بصورة مستمرة ستمنحانه التألق أكثر.

في النصر، يأتي البرازيلي أنجيلو غابرييل الذي شارك بـ12 مباراة، لكن بدقائق محدودة بلغت 779 دقيقة؛ إذ سجل هدفاً وحيداً لفريقه في الدوري السعودي للمحترفين، وساهم بصناعة ثلاثة أهداف.

وفي التعاون، يوجد الفنزويلي رينيه ريفاس الذي شارك بعشر مباريات فقط، ولكن بدقائق قليلة بلغت 428 دقيقة؛ إذ نجح الظهير الأيسر بمساهمة وحيدة خلال مشاركته مع الفريق.

وفي الاتفاق يبرز البرتغالي جواو كوستا، القادم من روما الإيطالي، الذي وضع بصمته بثلاثة أهداف مع فريقه، لكن قلة مشاركته ساهمت بغياب فاعليته بصورة كبيرة؛ إذ شارك كوستا في 13 مباراة بمعدل 588 دقيقة فقط.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version