❖ محسن اليزيدي

أكد خبراء في القطاع السياحي ومواطنون على ضرورة توخي الحذر والحيطة عند القيام بالحجز عبر المواقع الإلكترونية التي باتت تعتبر الوسيلة الأكثر رواجاً لحجز التذاكر والفنادق عبر العالم، مشددين على ضرورة البحث والتأكد من مصداقية المواقع وخصوصاً أن هناك بعض المواقع غير المعروفة التي تقدم عروضاً ترويجية مذهلة وخصومات تجذب المسافرين.

 وقالوا في استطلاع لـ”الشرق”: إنه ومع بداية موسم الاجازة والسفر وزيادة الطلب على حجوزات التذاكر والفنادق، تنتشر مواقع إلكترونية تروج لتخفيضات وعروض مغرية لجذب المسافرين إليها، ما يدفع الكثير منهم لاتخاذ قرار الحجز دون التأكد من مصداقيتها، أو حتى وجود مكاتب أو مؤسسات رسمية لها يمكن مراجعتها في حالة حدوث أية مشكلات في إجراءات الحجز والدفع الالكتروني.

محمد السقطري: التحقق من المصداقية قبل الحجز

أكد محمد السقطري، خبير الأمن وتكنولوجيا المعلومات، على أن استخدام التطبيقات في الإعداد لخطة سياحية ينبغي أن يأتي على خطوات. في المقام الأول، يجب على المسافر أن يحدد وجهة السفر والهدف منها، سواء كانت سفرة للعلاج أو السياحة أو غير ذلك. بعدها يأتي دور التخطيط للدولة التي يرغب في السفر إليها. وبشكل عام، يفضل البحث في جوجل عن أنسب وقت للسفر للدولة المقصودة والتعرف على عاداتها وتقاليدها، حتى لا يذهب إلى دولة وهو لا يعلم شيئًا عن ثقافتها. وفيما يتعلق بالاستخدام الأمثل لتطبيقات السفر والسياحة لحجز التذاكر والفنادق، فإن جميع خطوط الطيران لديها مواقع رسمية إلكترونية، ويمكن لأي شخص أن يحجز عن طريقها دون الحاجة إلى استخدام مواقع أخرى ربما تكون وهمية. حتى وإن كانت العروض فيها مشجعة وأسعارها رخيصة، فإن رخص الأسعار في المنصات الإلكترونية عادة ما يكون محاولة لجذب المسافرين والاحتيال عليهم.

وأضاف السقطري أنه وبعد التأكد من حجز تذاكر الطيران عن طريق خطوط شركات الطيران من مواقعها الرسمية، تبدأ عملية حجز الفندق أو سيارة الأجرة وغيرها. وهنا ينصح باستخدام تطبيقات محلية في الدولة التي تقوم بزيارتها والتي يستخدمها سكان تلك الدولة لأنها تتمتع بالمصداقية وتطمئن لها. كما أن التطبيقات الإلكترونية لا تقتصر خدماتها على حجز الفنادق وتذاكر الطيران فقط، بل تستخدم لحجز جميع الرحلات الداخلية وزيارة الأماكن السياحية والمطاعم والانتقال في القطار أو المترو أو غيرها، حيث إن التطبيقات المحلية في أي دولة عادة ما تتمتع بالمصداقية كونها تعمل تحت عين ومراقبة الأجهزة الأمنية في الدولة.

قاسم الشرفي: الحذر من شركات السياحة الوهمية

قال قاسم الشرفي إنه لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة في ظاهرة تعرض المسافرين لعمليات الخداع والنصب بسبب المواقع السياحية المشبوهة التي تنتشر على الإنترنت. حيث إن تلك المواقع لا وجود لها في الواقع، بل تديرها شركات سياحية وهمية هدفها الاحتيال على أموال الناس. وكثير من الناس لهم تجارب سيئة معهم. ومن التجارب السيئة التي سمعتها من بعض الأشخاص الذين تعرضوا للخداع أنهم بعد أن قاموا بحجز تذاكر الطيران وغرف الفنادق في إحدى الدول الأوروبية، تفاجؤوا بأن الحجز غير صحيح وأنه كان وهميًا، وأنهم قد تعرضوا للخداع والاحتيال عليهم. لذلك، أنصح المواطنين والمقيمين الذين ليس لديهم خبرة ودراية بالمواقع المعروفة والرسمية أن يقوموا بالحجز عن طريق مكاتب السفريات المعروفة حتى يأمنوا على أنفسهم ولا يتعرضوا للخداع والتحايل من الشركات المشبوهة التي تنتشر على مواقع الإنترنت.

وأضاف الشرفي أن ميزة مكاتب السياحة في البلاد أنها شركات آمنة ومعروفة وتعمل تحت نظر ومراقبة الدولة ومؤسساتها، وأن نسبة الخداع أو المخاطرة فيها تكاد تكون منعدمة. وللأسف، خلال الفترة الماضية، سمعنا عن زيادة في عمليات الاحتيال من قبل المواقع المشبوهة، حيث تعرض العديد من المسافرين لصعوبات ومشكلات خلال إجراء حجوزاتهم عبر مواقع إلكترونية مختلفة، إما بسبب أخطاء من طرفهم مثل عدم مراجعة تاريخ الحجز بدقة قبل تأكيده ومعرفة تفاصيل إقامتهم الفندقية، أو من خلال تعرضهم لعمليات قرصنة عبر الدخول لمواقع مزيفة أو مجهولة دون التركيز في البحث عن مصداقية هذه المواقع.

خليفة العمادي: الحجز عبر المكاتب السياحية أفضل

أشار خليفة العمادي إلى أن تطبيقات الحجز للسفر والسياحة أصبحت بديلاً عن العديد من الخيارات التي يلجأ لها المسافر أثناء السفر، وأغنته عن الذهاب لشركات السياحة. ولكن في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع كثيرًا عن تعرض بعض الأشخاص للنصب والاحتيال من قبل شركات سياحية وهمية التي أصبحت تنتشر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. لذلك، أنصح بعدم الانجرار وراء المغريات التي تقدمها تلك المنصات الإلكترونية التي أحيانًا تنتحل أسماء شركات ومنصات عالمية. ورغم أن الحجز الإلكتروني سهل وموفر والأسعار فيه أرخص من بعض المواقع المعروفة، إلا أن الاحتياط واجب. ومن حيث المبدأ، لا أمانع من استخدام المواقع الإلكترونية لأنني أنا شخصيًا أستخدم المواقع المعروفة عالميًا والتي أصبحت تنافس مكاتب السفريات، ولكن المطلوب هو الحذر من الشركات الوهمية التي تروج على أنها شركات سياحية عالمية ولكنها في الأساس وهمية هدفها الاحتيال على أموال الآخرين.

وأكد العمادي على ضرورة الاختيار الصحيح عند الحجز الإلكتروني في مواقع معروفة عالميًا، لافتًا إلى أن الكثيرين من المسافرين ما زالوا يختارون الحجز عبر المكاتب السياحية لأنها أكثر أمانًا ولتفادي الوقوع في أي مأزق أو حتى أي خطأ عند الحجز. حيث يعجز الموقع الإلكتروني في استرجاع الأموال أحيانًا حتى إن كان يتمتع بالمصداقية، مما يعرض المستخدم لخطر خسارة أمواله. بينما شركات السياحة المعروفة في كل بلد تضمن له استرجاع أمواله في حالة حدوث أي أخطاء في الحجوزات. وبما أن الحجوزات الإلكترونية أصبحت تُستخدم أكثر من مكاتب السياحة والسفر، ومع وجود مزايا فعلية للحجز الإلكتروني، يبقى الحجز عبر المكاتب السياحية الأفضل، لأننا غالبًا ما نضطر إلى التأجيل أو إلغاء الحجوزات

علي السعدي: تجربة شخصية مريرة مع موقع وهمي

قال علي عبدالله السعدي: «لي تجربة شخصية مريرة مع هذه المواقع الإلكترونية، وذلك عندما لاحظت وجود تخفيضات وأسعار مغرية في أحد المواقع الإلكترونية المشبوهة. ولأنني كنت أخطط أنا وشقيقي لزيارة سياحية لإحدى الدول الآسيوية، ظننت أنني وجدت ضالتي من خلال هذا الموقع الذي كان يعرض أسعارًا مناسبة جدًا للفنادق والمنتجعات السياحية في تلك الدولة. وللأسف، تسرعت واتخذت قرار الحجز ودفعت المبلغ مقدمًا، حتى تفاجأت أن الحجز كان وهميًا واكتشفت أنني تعرضت للنصب والاحتيال من ذلك الموقع المزيف».وأضاف السعدي: «لهذا السبب، أنصح كل مواطن ومقيم ألا ينخدع بالعروض والتخفيضات التي تقدمها المنصات الإلكترونية التي تدعي أنها منصات للسفر والسياحة، بينما في الحقيقة هي شباك لاصطياد المسافرين والحصول على أموالهم بطرق غير مشروعة. وللأسف، هناك مواقع مزيفة بدأت في الانتشار عبر الإنترنت، وإن كانت قليلة، لكن ضحاياها في ازدياد. لذلك، أنصح بتجنب تلك المنصات المشبوهة لأن البعض يستخدمها نتيجة الوقوع تحت ضغط الخصومات الكبيرة التي تقدمها. وهناك فئات في المجتمع قد لا تستطيع التمييز بين المنصات الحقيقية والمزيفة، لذلك أنصح بالحجز عن طريق المواقع الإلكترونية المعروفة عالميًا».

شاركها.
Exit mobile version