وامتدت مسؤولياتها الحرفية لتشمل مساندة والدها في سقاية الإبل، باستخدام “السواني” الوسيلة التقليدية لرفع الماء من الآبار قبل ظهور الصهاريج والوسائل الحديثة، وبين الجهد البدني والصبر اليومي، تعلّمت قيمة الاعتماد على النفس، وأهمية الإبل في حياة الصحراء، ودورها المحوري في الاستقرار والمعيشة.
وعاصرت التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة، من الطرق الترابية إلى المعبدة، ومن الوسائل البدائية إلى التقنيات الحديثة، دون أن تنقطع صلتها بما تعلّمته في بداياتها، إذ حافظت على مهاراتها الحرفية، وطوّرتها بما يتناسب مع الحاضر، لتصبح منتجاتها شاهدًا على استمرارية التراث لا اندثاره.
وفي مشاركتها الأولى بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، تعرض بعض المنتجات التي نسجتها، إلى جانب مستلزمات الإبل، وتحمل بعدًا يتجاوز العرض الحرفي، إذ تمثل اعترافًا بقيمة ما قدّمته الأجيال السابقة، وتأكيدًا على أن التراث ليس مادة للعرض فحسب، بل هو قصة إنسانية متكاملة، عنوانها الصبر والعمل والاعتزاز بالهوية.
وتختصر سيرة أم سند رسالة المهرجان في أحد أوجهها, وهي الحفاظ على التراث الثقافي السعودي، ونقله للأجيال الحالية بوصفه ركيزة من ركائز الهوية الوطنية، وذاكرة حية تستحق أن تُروى.

