الأمم المتحدة

الدوحة – قنا

أكد سعادة الدكتور أحمد مرعي، ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بالدوحة، أن دولة قطر تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أرست معيارا عالميا في العمل الإنساني، ما جعلها مركزا إقليميا ونموذجا يحتذى به في الدبلوماسية الإنسانية، وتقديم المساعدات الفعالة، وتعزيز التنسيق الدولي، والتأهب والاستجابة للكوارث.

وقال سعادة الدكتور مرعي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن ما يميز النهج القطري هو تكامليته، حيث لا تقتصر دبلوماسية قطر الإنسانية على الوساطة، بل تتبعها استجابة عملية فورية تعكس التزاما حقيقيا تجاه المتضررين، وبإنسانية مطلقة، مشيرا إلى أنه قد تم تصنيف دولة قطر “بطل الدبلوماسية الإنسانية” تقديرا لدورها القيادي في الاستجابة للأزمات الإنسانية العالمية.

ونوه بأن دولة قطر تمثل نموذجا رائدا في الالتزام بالدبلوماسية الإنسانية والعمل الإغاثي الدولي، حيث تنطلق جهودها من رؤية قيادتها الحكيمة التي تؤمن بأن تقديم العون للمحتاجين واجب إنساني وأخلاقي لا تحده اعتبارات سياسية أو جغرافية.

وأكد سعادته في سياق متصل، أن دولة قطر تتبنى سياسة خارجية قائمة على مبادئ واضحة ترتكز على تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وهو ما ينعكس جليا في نهجها الدبلوماسي الذي يركز على الحل السلمي للنزاعات وتشجيع الحوار كوسيلة أساسية لتحقيق الاستقرار العالمي، مشيرا إلى أن إحدى الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية القطرية تتمثل في الوساطة في النزاعات، وتعزيز المساعدات الإنسانية، ودعم الجهود الإنسانية الوقائية.

ولفت إلى أن قطر تجسد هذا الالتزام من خلال دعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، حيث توفر الدعم السخي وتساهم في تمكين الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية حول العالم، وأن دورها لم يقتصر على تقديم المساعدات فحسب، بل عززت أيضا الدبلوماسية الإنسانية كأداة للسلام والاستقرار، ما جعلها وسيطا موثوقا في حل النزاعات وفتح الممرات الإنسانية، حتى في أصعب البيئات السياسية والأمنية.

وأشار إلى أن قطر تبني شراكات استراتيجية مع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، لضمان إيصال الدعم إلى الفئات الأكثر ضعفا دون أي تمييز، مؤكدا أنها من خلال هذا النهج، باتت مثالا يحتذى به في الجمع بين القوة الدبلوماسية والالتزام الإنساني، ما يعزز مكانتها كشريك دولي رئيسي في مواجهة الأزمات والتحديات الإنسانية العالمية.

ووصف سعادة الدكتور أحمد مرعي، التعاون بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بالدوحة ودولة قطر بأنه شراكة مبتكرة واستراتيجية بامتياز، وبأنها مستدامة وليست ظرفية، وتمثل نموذجا رائدا ومتميزا للشراكة الفاعلة في المجال الإنساني، مؤكدا أن قطر أثبتت من خلال مؤسساتها الحكومية والإنسانية، التزامها الراسخ بدعم الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية، ما عزز مكانتها كشريك أساسي في الاستجابة للأزمات الإنسانية حول العالم.

ونوه إلى أن هذا التعاون يستند إلى رؤية دولة قطر الاستراتيجية في تعزيز الدبلوماسية الإنسانية، وتوسيع نطاق الدعم المقدم للمنظمات الإنسانية، والمساهمة في تطوير آليات التمويل المستدام.

وأضاف قائلا بهذا الخصوص: “منذ افتتاح مكتب /أوتشا/ في الدوحة، شهدنا تقدما ملموسا في عدة مجالات، بما في ذلك تنسيق الاستجابة الإنسانية، ودعم التمويل الإنساني، وتعزيز الشراكات مع الجهات القطرية الفاعلة، مثل صندوق قطر للتنمية، وقطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، والخطوط الجوية القطرية، والمجموعة الدولية للبحث والإنقاذ وغيرها”.

وأوضح سعادته أن هذه الشراكة تقوم على نهج متعدد المستويات، يشمل تعزيز القدرات، وتبادل الخبرات، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الإنسانية، مبينا أن دعم قطر للدبلوماسية الإنسانية أسهم في تحقيق تأثير إيجابي ملموس، سواء من خلال تقديم المساعدات أو في الجهود الرامية لحماية المدنيين في مناطق النزاع.

ولفت إلى أن إطلاق الحوار الاستراتيجي بين “أوتشا” ودولة قطر، والذي عقدت نسخته الثانية في فبراير الماضي، بهدف تعزيز التعاون الإنساني الإقليمي والدولي، يعد تأكيدا على التزام قطر بتعزيز التعاون الإنساني على المدى الطويل، بجانب تطوير آليات مستدامة لدعم الاستجابة الإنسانية، بما يضمن استدامة الاستجابة وتأثيرها الإيجابي، مشيرا إلى أن هذه النسخة من هذا الحوار أسفرت عن إطلاق العديد من المبادرات الإنسانية التي تدعم الاستجابة السريعة والمستدامة للأزمات العالمية.

 وحول المجالات التي تشملها الشراكة الإنسانية بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالدوحة “أوتشا” ودولة قطر، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات لمستحقيها، نوه سعادة الدكتور أحمد مرعي، إلى أن هذه الشراكة الإنسانية تشمل العديد من المجالات الحيوية التي تعزز الاستجابة الإنسانية الفعالة وتساهم في تطوير قدرات المؤسسات والكوادر العاملة في هذا المجال.

 وقال: إن من أبرز هذه المجالات، عملية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية حيث ترتكز الشراكة في هذا السياق على تعزيز التنسيق بين الجهات القطرية والمنظمات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات بسرعة وكفاءة إلى الفئات الأكثر احتياجا، ويشمل ذلك دعم عمليات الإغاثة العاجلة، والاستجابة للأزمات، وتقديم المساعدات عبر آليات التنسيق والتمويل الإنساني، مثل الصناديق المشتركة، مما يعزز مرونة وقدرة الاستجابة الإنسانية.

وذكر أن من تلك المجالات أيضا الدبلوماسية الإنسانية وحشد الموارد، حيث تلعب دولة قطر دورا محوريا في تعزيز الدبلوماسية الإنسانية من خلال المناصرة والتأثير في صنع القرار العالمي لدعم القضايا الإنسانية، فضلا عن مساهمتها أيضا في حشد الموارد لصالح العمليات الإنسانية الدولية، بما في ذلك تمويل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) وصناديق التمويل الإنساني القطرية (CBPFs)، لافتا إلى أن هذا الدور قد ساهم في تعزيز الاستجابة الفعالة للأزمات وتحقيق تأثير ملموس على المستوى العالمي.

وأشار سعادة الدكتور أحمد مرعي ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالدوحة، في حواره مع /قنا/، إلى أن تعزيز قدرات المؤسسات والكوادر العاملة في المجال الإنساني يعد كذلك من الركائز الأساسية للشراكة بين المكتب ودولة قطر، مبينا أن الجهود في هذا الإطار تشمل برامج تدريبية متخصصة، تهدف إلى تعزيز إدارة الأزمات، والاستجابة الإنسانية، والتنسيق بين الجهات الفاعلة لضمان فاعلية أكبر في العمل الميداني.

ومضى سعادته إلى القول إن الشراكة بين “أوتشا” وقطر شملت أيضا تعزيز قدرات البحث والإنقاذ والتأهب للكوارث، حيث تم بهذا الخصوص دعم المجموعة القطرية الدولية للبحث والإنقاذ (QISRG)، التي تم إعادة تصنيفها في نوفمبر الماضي كفريق ثقيل للبحث والإنقاذ القطري الحضري (USAR)، موضحا أن هذا التصنيف قد مكن الفريق من لعب دور ريادي في الاستجابة للكوارث على المستويين الإقليمي والدولي، إلى جانب تعزيز قدرات الفرق الدولية الأخرى، ما يعكس التزام قطر بالجاهزية والاستجابة السريعة والفعالة في أوقات الأزمات.

وقال إن هذا التصنيف قد عزز كذلك قدرة المنطقة على التعامل مع الكوارث والاستجابة بفعالية، ويعكس ريادة قطر في بناء منظومة إقليمية متقدمة للاستجابة للكوارث، وفي تنفيذ برامج تدريبية متخصصة بالشراكة مع “أوتشا” لرفع كفاءة الكوادر القطرية والدولية، مما يعزز القدرات الوطنية ويؤهل كوادر قادرة على قيادة وتنفيذ استجابات إنسانية رائدة.

وبين أنه في مجال دعم الابتكار في العمل الإنساني، تهدف الشراكة إلى تطوير حلول مبتكرة للتحديات الإنسانية، مثل استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في إدارة البيانات الإنسانية، وتحليل الاحتياجات، وتحسين آليات الرصد والتقييم وتحديد الاحتياجات الإنسانية بشكل أكثر دقة وفعالية، فضلا عن إدماج الحلول الرقمية لتعزيز الشفافية في توزيع المساعدات وضمان وصولها إلى المستفيدين الأكثر احتياجا، مشيرا إلى أن التعاون مع الخطوط الجوية القطرية قد عزز كفاءة سلاسل الإمداد اللوجستية، ومثل نموذجا مبتكرا في اللوجستيات الإنسانية، ما أتاح استجابة أسرع وأكثر كفاءة للأزمات، وتسريع عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية.

وأوضح أنه فيما يعنى بتعزيز التعاون مع المنظمات الإنسانية القطرية، فإن “أوتشا” تتعاون مع المؤسسات القطرية الرائدة في المجال الإنساني لتعزيز الاستجابة الإنسانية وتنسيق الجهود في المناطق المتأثرة بالأزمات، مبينا أن هذا التعاون أثمر عن برامج ومبادرات فاعلة أسهمت في تحسين آليات تقديم المساعدات وضمان استدامة الدعم الإنساني.

واستعرض سعادة الدكتور أحمد مرعي، ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بالدوحة في حواره مع /قنا/، أبرز تحديات العمل الإنساني، ونبه إلى أن الاستجابة الإنسانية تواجه اليوم تحديات متزايدة تتطلب حلولا مبتكرة ونهجا أكثر تنسيقا وفعالية، مشيرا إلى أن من أبرزها تصاعد الأزمات الإنسانية وتعقيدها، والتي شهدت في السنوات الأخيرة تزايدا غير مسبوق، سواء الناتجة عن النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية أو التغير المناخي ما يفرض ضغوطا هائلة على الموارد المتاحة. وقال: إن الحل يكمن في تعزيز الدعم المستدام، والانتقال من الاستجابة الطارئة إلى بناء القدرة على الصمود والتنمية طويلة الأمد.

  ونبه إلى أن من التحديات أيضا نقص التمويل الإنساني في ظل الاحتياجات المتزايدة، موضحا أنه رغم سخاء المانحين، لا تزال الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والتمويل المتاح كبيرة، ما يؤدي إلى تأخير أو تقليص المساعدات، فيما يعد صعوبة الوصول الإنساني بسبب النزاعات والقيود السياسية أيضا واحدا من تحديات العمل الإنساني، فضلا عن تحدي تأثير تغير المناخ على الأوضاع الإنسانية، وكذلك تحديات التكنولوجيا والرقمنة في العمل الإنساني، مبينا أنه رغم الفرص التي توفرها التكنولوجيا لتحسين الاستجابة الإنسانية، إلا أن هناك تحديات تتعلق بـالحوكمة وحماية البيانات، وضمان عدم استبعاد الفئات الأكثر ضعفا من الاستفادة من الحلول الرقمية، وأنه من هذا المنطلق لا بد من تعزيز الابتكار المسؤول في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لضمان تحسين كفاءة المساعدات مع الحفاظ على حقوق المستفيدين.. مضيفا أنه رغم هذه التحديات إلا أن الدبلوماسية القطرية تلعب دورا محوريا في تمكين إيصال المساعدات إلى المناطق المعزولة سياسيا أو أمنيا.

وقال في سياق ذي صلة، إنه على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتأثر المنطقة بشكل كبير بالنزاعات المسلحة، والاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية، مبينا أنه بحسب تقارير الأمم المتحدة الأخيرة مثلا، فإن ما يقرب من 100 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مع زيادة حادة في أعداد المهجرين داخليا وفي الخارج بسبب النزاعات المستمرة.

أما على المستوى العالمي، فكشف أن أكثر من 350 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب تقارير “أوتشا” ومنظمات إنسانية أخرى، موضحا أن هذا الرقم يشمل ملايين من المتضررين في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى مناطق النزاع مثل أوكرانيا، وأفغانستان، وجنوب السودان، والصومال.

أما بالنسبة لحجم التمويل المطلوب، فقال سعادته إنه في عام 2024، قدرت “أوتشا” أن حوالي 50 مليار دولار أمريكي ستكون مطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العالمية، مبينا أن هذا المبلغ يشمل التمويل لعدة مجالات، بما في ذلك الغذاء، والرعاية الصحية، والمياه والصرف الصحي، والتعليم، والحماية، واللوجستيات، وقال إنه يتم تحديد هذه الأرقام بناء على تحليل شامل للاحتياجات الإنسانية في المناطق المتأثرة بالأزمات، وهي تتطلب استجابة سريعة وفعالة لتجنب تفاقم الأوضاع.

وأكد أن الشراكة بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ودولة قطر تشكل نموذجا فريدا ومتكاملا في مجال العمل الإنساني، حيث تستند إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق أثر مستدام يتجاوز الاستجابة الطارئة إلى بناء قدرات المجتمعات وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية، لافتا إلى أنه مع تصاعد التحديات الإنسانية عالميا، فإن مستقبل التعاون بين الجانبين يحمل فرصا كبيرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية الفعالة، خاصة في البيئات الصعبة والمتأثرة بالأزمات.

ومضى قائلا “في السنوات المقبلة، من المتوقع أن تلعب قطر دورا متزايدا في تعزيز الدبلوماسية الإنسانية من خلال دعم الوساطة في النزاعات، ما يسهم في تهيئة الظروف المناسبة لوصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفا. فقد أثبتت التجربة أن العمل الإنساني الفعال لا يمكن أن يقتصر على تقديم المساعدات فقط، بل يتطلب أيضا بيئة سياسية مواتية، وهو ما تحققه قطر عبر جهودها الدبلوماسية في مناطق النزاع”.

وقال: إنه مع استمرار الأزمات الإنسانية لفترات طويلة، تتجه الجهود أيضا نحو دعم الحلول المستدامة التي تعزز قدرة المجتمعات على الصمود والتعافي المبكر، مبينا أنه من خلال الشراكة مع قطر، يمكن تطوير مشاريع تنموية تسهم في تمكين السكان المحليين، خاصة في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد المحلي، مما يحد من الاعتماد على المساعدات الطارئة ويحقق استقرارا أكبر للمجتمعات المتضررة.

ونوه إلى أن مستقبل العمل المشترك بين “أوتشا” وقطر يحمل آفاقا واعدة لتعزيز التأثير الإنساني عالميا، من خلال الجمع بين الالتزام السياسي، والابتكار التكنولوجي، والاستجابة الفعالة للأزمات، وقال: إنه من خلال هذه الرؤية المشتركة، يمكن ترسيخ دور قطر كشريك استراتيجي محوري في تعزيز العمل الإنساني وتقديم حلول مبتكرة وفعالة للمجتمعات المتضررة حول العالم.

وأكد أنه رغم التحديات المتزايدة، فإن “أوتشا” مستمرة في تطوير أساليب عملها من خلال تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتقديم استجابات أكثر سرعة ودقة، والعمل على إيجاد حلول تمويلية مبتكرة تضمن استدامة العمل الإنساني. كما أن التعاون مع الدول الفاعلة في المجال الإنساني، مثل دولة قطر، يشكل عنصرا محوريا في تعزيز قدرة “أوتشا” على التعامل مع هذه التحديات بفعالية أكبر، سواء من خلال الدبلوماسية الإنسانية أو من خلال دعم المبادرات التنموية التي تقلل من الحاجة إلى المساعدات الطارئة على المدى الطويل.

وتحدث سعادته عن العلاقة بين العمل الإغاثي والتنموي وقال: إن الأول يهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والفورية، مثل توفير الطعام، المياه، المأوى، والرعاية الصحية في حالات الطوارئ، وأنه يعتبر حيويا للحفاظ على حياة الأفراد وتخفيف المعاناة الإنسانية في فترات الأزمات والنزاعات، إلا أنه يعتبر عادة حلا مؤقتا يركز على المعالجة الفورية للأزمات دون النظر إلى التداعيات طويلة المدى على المجتمعات المتضررة.

في المقابل، قال إن العمل التنموي يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمات وتحقيق نمو شامل ومستدام، ويركز على تحقيق الاستقرار على المدى الطويل وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمام التحديات المستقبلية، مشيرا إلى أنه لتحويل العمل الإغاثي إلى عمل تنموي مستدام، يجب أن يتم التخطيط بعناية لضمان الاستجابة للأزمات الحالية بشكل لا يتعارض مع الأهداف التنموية طويلة المدى.

وأشار إلى أن التركيز على الاستدامة هو جزء أساسي من هذه الاستجابة المتكاملة مع استدامة الدعم والتمويل ووجود شراكات فعالة بين المنظمات الإنسانية والتنموية. 

ورأى أنه لتنفيذ استجابة عاجلة وفعالة للتحديات الإنسانية، هناك عدة عناصر أساسية يجب أن تتوفر لتحقيق النجاح في الميدان، خاصة في ظل القيود والتحديات المتزايدة، ومنها السرعة والمرونة في الاستجابة باعتبارهما من العوامل الحاسمة بجانب التنسيق بين مختلف الفاعلين والمرونة في التعامل مع القيود السياسية والأمنية، والتركيز على الشراكات المحلية، والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار.. مؤكدا أن الاستجابة الإنسانية الناجحة تتطلب مزيجا من التنسيق الفعال، والمرونة، والابتكار، والشراكة المحلية، فضلا عن القدرة على التكيف مع التحديات الميدانية وضرورة أن يكون النهج الاستراتيجي قائما على التنسيق المستمر، والشفافية، والاستجابة السريعة والمرنة لاحتياجات المجتمعات المتضررة.

شاركها.
Exit mobile version