الدوحة – قنا

 

عقدت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، بالتعاون مع منتدى الأعمال، الملتقى الخامس والعشرين من سلسلة ملتقيات /كتارا تك/ تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي والتعليم: فرص وتحديات”.


وشارك في الملتقى نخبة من الخبراء والمتخصصين، على غرار الدكتور أنس بوهلال، أخصائي البرنامج الإقليمي للتعليم العالي والتدريب المهني والتقني، والسيدة خلود المناعي، مدير إدارة التعليم الإلكتروني والحلول الرقمية في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والدكتور شاكر أحمد الأشول، المدير التنفيذي للمعهد العالمي للدراسات بالشراكة مع جامعة ولاية أركانساس الأمريكية، والسيد عبد العزيز بن إبراهيم آل إسحاق، الرئيس التنفيذي لشركة “AI قطر”، فيما أدار الجلسة الكاتب والإعلامي الأستاذ عيسى بن محمد آل إسحاق.


وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد ثامر القاضي، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في كتارا ورئيس ملتقى كتارا تك، أن الثورة التكنولوجية الراهنة تفرض مسؤولية مشتركة على الجميع، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكا حقيقيا في صياغة مستقبل التعليم.


وأضاف أن الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي تشمل تطوير المناهج، وابتكار أساليب تعلم شخصية، وتمكين المعلمين من التركيز على الإبداع، غير أن هذه الفرص تقترن بتحديات تتعلق بالخصوصية وأخلاقيات الاستخدام وتأهيل الكوادر البشرية.


وأوضح القاضي أن تعاون كتارا مع منتدى الأعمال يعكس الترابط الوثيق بين التعليم والتقنية والاقتصاد، معتبرا أن الاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا هو استثمار في الإنسان والمستقبل، مشيرا إلى أن الملتقى يمثل منصة لتبادل الخبرات والأفكار وتحويل التحديات إلى فرص.


من جانبه، عبر السيد سعد محمد الدباغ، رئيس مجلس إدارة منتدى الأعمال، عن شكره للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على تنظيم الملتقى، موضحا أن موضوعه ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي ترتكز على التنمية البشرية والمعرفية.


وأكد الدباغ أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة وطنية لخدمة المستقبل، داعيا إلى تعاون القطاعين العام والخاص لتسخير التقنيات الحديثة في تطوير التعليم.


وفي مداخلتها، أشارت السيدة خلود المناعي إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي كانت من أوائل الوزارات في العالم التي بدأت تدريب معلميها على استخدام الذكاء الاصطناعي منذ عام 2022، مؤكدة أن الهدف من التقنية ليس استبدال المعلم، بل تمكينه وتخفيف أعبائه.


وأضافت أن الوزارة وضعت إطارا للكفايات الرقمية للمعلمين والطلاب بما يتناسب مع البيئة المحلية، كما تعمل على تطوير إطار حوكمة للتعليم الإلكتروني يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للأدوات الرقمية في المدارس.


كما أشاد الدكتور شاكر الأشول ببيئة التعليم العالي في قطر، مشيرا إلى أن نحو 60% من الجامعات في الدولة تقدم برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.


وأكد أهمية تحديد الاحتياجات الحقيقية من الذكاء الاصطناعي وتوجيه استخدامه بما يخدم الأهداف التعليمية.


من جهته، تناول الدكتور أنس بوهلال دور منظمة اليونسكو في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مبينا أن المنظمة تعد الجهة الدولية الوحيدة التي وضعت إطارا متكاملا لهذا المجال.


ولفت إلى خصوصية السياقات الثقافية في العالم العربي التي تستدعي مقاربة متفردة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن الأخير لا يعد بديلا للذكاء البشري، بل أداة توسع آفاق التعليم وتجعله أكثر شمولا وانفتاحا.


واختتم السيد عبد العزيز بن إبراهيم آل إسحاق النقاش بالتأكيد على أن التعليم يشهد تحولا جذريا بفضل الذكاء الاصطناعي، داعيا إلى الحفاظ على القيم والأخلاقيات باعتبارها التحدي الحقيقي في هذا المجال، مشيرا إلى أن الإشكالية لا تكمن في استخدام التقنية، بل في مخرجاتها وطرق توجيهها.


وفي ختام الملتقى، فتح المجال أمام الحضور لتبادل الآراء والأفكار حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم، وسبل مواجهة التحديات مع مراعاة الخصوصية الثقافية والمعرفية للمجتمعات العربية.

شاركها.
Exit mobile version