الدوحة – قنا

أطلقت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، النسخة الثانية من سلسلة ندوات /من ذاكرة المجموعات الخاصة في قطر/، وذلك بحضور سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية وسعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام وسعادة السيد عبدالله بن خليفة العطية رئيس مجلس أمناء دار الوثائق القطرية وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ وكبار المسؤولين.

ويأتي إطلاق النسخة الثانية من سلسلة الندوات احتفاء بالتراث الثقافي العريق للدولة، وفي إطار جهود مكتبة قطر الوطنية الرامية إلى الحفاظ على التراث الوطني ونقله إلى الأجيال القادمة وإثراء المعرفة حول تاريخ قطر الثقافي والاجتماعي.

وتهدف سلسلة ندوات /من ذاكرة المجموعات الخاصة في قطر/ إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي للأفراد في توثيق تاريخ قطر والحفاظ على تراثها وتقاليدها، والتأكيد على أهمية المكتبات العائلية ليس فقط لما تحويه من مقتنيات شخصية قيمة، ولكن أيضا بوصفها ركنا أساسيا في التراث الثقافي الثري للدولة.

وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، خلال افتتاح الندوة، اهتمام المكتبة بالحفاظ على التراث الوطني عبر تنظيم النسخة الثانية من سلسلة ندوات /من ذاكرة المجموعات الخاصة في قطر/، مشيرا إلى أن المكتبة تملأ الفجوات السردية في تاريخ قطر والمنطقة، وتقدم معلومات تاريخية قيمة لا يمكن الحصول عليها بطرق أخرى.

وأضاف سعادته: “هذه الندوات تجسد التزامنا العميق بالحفاظ على التراث الثقافي الغني لدولتنا ونقله إلى الأجيال القادمة، وتسليط الضوء على دور الأفراد والمكتبات العائلية في توثيق تاريخ قطر والحفاظ على تقاليدها كجزء أساسي من رسالتنا في إثراء المعرفة وتعزيز الهوية الوطنية”.

وأشار سعادته إلى أن الندوة جاءت لتسليط الضوء على مجموعتين عائليتين، هما مجموعة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد المانع ومجموعة فضيلة الشيخ حامد بن أحمد المرواني، وما تحتويان من كتب نادرة ووثائق تعكس النهضة العلمية والثقافية التي تميز بها أهل قطر.

واستعرض سعادته في نبذة تاريخية عن الشخصيتين دورهما الثقافي والتعليمي في تاريخ دولة قطر، حيث ساهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد المانع، رحمه الله، في تأسيس التعليم الأساسي في دولة قطر عبر تأسيسه للمدرسة الأثرية في عام 1915، كما تقلد منصب القضاء والوعظ والإفتاء في عام 1918، وأثمرت جهوده في إنشاء مكتبة ملحقة بالمدرسة لتوفير المراجع والكتب المهمة لتزويد الطلاب بمختلف المعارف حتى شكلت هذه المكتبة نواة دار الكتب القطرية عند إنشائها.

كما تناول سعادته جهود فضيلة الشيخ حامد بن أحمد المرواني، رحمه الله، باعتباره واحدا من أوائل رواد التعليم في قطر، إذ ساهم بعلمه في تأسيس الحركة التعليمية في قطر في أوائل القرن العشرين الميلادي، قبل تطبيق التعليم النظامي في بداية الخمسينيات.

ونوه سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، في ختام كلمته، بجهود دار الوثائق القطرية في حماية وصون التراث الثقافي القطري وتوثيق الذاكرة الوطنية، وحرصها على تعزيز التعاون مع مكتبة قطر الوطنية.

وقدم السيد عبدالرحمن سالم المري الباحث بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، دراسة تاريخية عن فضيلة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، رحمه الله، وبحثه في طلب العلم ما بين القصيم والمسجد الحرام في السعودية وبغداد في العراق والأزهر الشريف في مصر وتتلمذه على عدد من علماء الشام.

ونوه المري، خلال الندوة، بجهود فضيلة الشيخ المانع العلمية في كل من قطر والسعودية وإسهاماته العلمية والفكرية وأهم المناصب التي تقلدها في قطر، ومنها تولي منصب القضاء والإفتاء وتأسيس المدرسة الأثرية في قطر.

واستعرض السيد حسن المرواني، خلال الندوة، محتويات مكتبة فضيلة الشيخ حامد بن أحمد المرواني، رحمه الله، وأهم ما تضمه من كنوز، كما تحدث عن تاريخ المكتبة وكيفية الاعتناء بها، فيما تناول الباحث محمد يسلم المجود مكتبة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد المانع، رحمه الله، وأهم ما تحويه من كتبه ومؤلفاته الشخصية، إلى جانب مقتنيات المكتبة من ذخيرة علمية من مخطوطات ومطبوعات ذات قيمة علمية كبيرة.

ودارت نقاشات بين المشاركين في الندوة حول تشكيل ملامح المشهد الثقافي القطري، حيث سلطوا الضوء على الكثير من التفاصيل التاريخية المتعلقة بالمقتنيات القيمة من المجموعات العائلية المعروضة خلال الندوة.

وأكدت عائشة حسن الأنصاري رئيس قسم المجموعات التراثية في مكتبة قطر الوطنية، في كلمة لها خلال افتتاح الندوة، اعتزاز المكتبة بالتعاون مع المجتمع المحلي وتفاعله الإيجابي من خلال سلسلة /من ذاكرة المجموعات الخاصة في قطر/.

وعبرت عن تطلعها إلى تحويل هذه الندوات إلى مبادرة ملهمة ذات بعد مستقبلي، في إطار حرص مكتبة قطر الوطنية على القيام بدور محوري في التوعية بمثل هذه المجموعات الخاصة.

وأضافت: “تهدف رسالتنا إلى توعية الأجيال المختلفة بنشأة هذه المجموعات الخاصة وقصة تكوينها ومراحل تطورها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.. نحن في مكتبة قطر الوطنية لا ندخر وسعا في إبراز هذه المجموعات الخاصة وتقديم الدعم الفني والمعلوماتي عبر الفعاليات والأنشطة المختلفة، الأمر الذي يعزز قيمتها باعتبارها إرثا ثقافيا بالغ الأهمية”.

وقالت رئيس قسم المجموعات التراثية في مكتبة قطر الوطنية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش الندوة، إن مكتبة قطر الوطنية اختارت أن تسلط الضوء على المجموعات الخاصة وحتى إن كانت لدى الأفراد للتعريف بهذا التراث الثقافي القطري، نظرا لما تحويه المكتبات العائلية من مقتنيات شخصية قيمة.

وردا على سؤال لـ /قنا/ حول إمكانية رقمنة مثل هذه المكتبات لتكون متاحة للباحثين والجمهور، قالت عائشة الأنصاري: “هذا مشروع مهم نهتم به حال وافقت الجهات المالكة لهذه المجموعات لنقوم بالرقمنة لإتاحتها للجميع، لكنها ليست ملكا للمكتبة”، مشيرة إلى أن مجموعتي فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد المانع وفضيلة الشيخ حامد بن أحمد المرواني، رحمهما الله، تختلفان عن مكتبة الجابر التي أصبحت من مقتنيات المكتبة وتم تسليط الضوء عليها في النسخة الأولى من سلسلة ندوات /من ذاكرة المجموعات الخاصة في قطر/ التي أقيمت العام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version