معرض الدوحة للكتاب 2025

الدوحة – قنا

في إطار البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، عقدت ندوة بعنوان “إشكاليات كتابة التاريخ الفلسطيني” في الصالون الثقافي بالمعرض الذي يتواصل حتى السبت المقبل في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

وتحدث في الندوة الدكتور عصام نصار، رئيس برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، موضحا أن كتابة التاريخ مرت بمرحلتين: ما قبل العصر الحديث حيث كان التاريخ يُكتب غالبًا من قبل أصحاب السلطة، ليصبح “تاريخ المنتصر”، ولكن ومع بدايات حركات التحرر الوطني، بدأ المهمشون يسطرون روايتهم الخاصة، وإن لم تصل بشكل واسع في البداية، إلا أنها وجدت لها موطئ قدم في المؤسسات الأكاديمية والبحثية وحتى على المستوى الشعبي.

وتناول في كلمته قضية فلسطين كأرض مقدسة تناولتها الكتب السماوية، مشيرا إلى أن القدس تحديدًا، بقدسيتها وارتباطها بالديانات المختلفة، حظيت باهتمام كبير في الكتابات، لكنها في الوقت نفسه عانت من أن هذا الاهتمام غالبًا ما يطغى على تاريخ شعبها وحياته اليومية.

وشدد الدكتور نصار على أن كتابة تاريخ فلسطين تواجه تحديًا يتمثل في كثرة الكتب التي تناولتها من منظورات خارجية، مما يهمش المنظور الفلسطيني الأصيل، منوها إلى تجاهل الخطاب التاريخي لليهود آلاف السنين من الحضارات والإمبراطوريات التي تعاقبت على فلسطين، بما في ذلك 1400 عام من الحضارة الإسلامية.

وحذر من نتيجة إشكاليات كتابة التاريخ الفلسطيني في المرحلة المعاصرة، منذ عام 1948 وحركات التحرر، منبها إلى ميل البعض إلى كتابة جزء من التاريخ وتجاهل أجزاء مما يؤدي إلى تزييف الوعي التاريخي، مشيرًا إلى أن الانقسام السياسي الفلسطيني أثر سلبًا على إنتاج تاريخ فلسطيني موحد وشامل.

واختتم الدكتور عصام نصار، رئيس برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الندوة بالتأكيد على أن كتابة التاريخ الفلسطيني هي مسؤولية جماعية تتطلب تجاوز الخلافات والعمل على إنتاج رواية تاريخية موثوقة ومنصفة تعبر عن كافة مكونات الشعب الفلسطيني.

  في سياق متصل، شهد معرض الكتاب ندوة أخرى بعنوان “أثر العدوان والإبادة على الثقافة والتراث الفلسطيني في غزة”، شارك فيها كل من: الكاتب والروائي ناجي الناجي، والكاتب والمؤرخ عبدالحميد النصر، والكاتب والروائي حبيب هنا.

وناقشت الندوة ما يتعرض له القطاع من استهداف متواصل للهوية الثقافية والمعالم التراثية والمشهد الإنساني العام ، كما أكدت الندوة على أن المثقف الفلسطيني ظل مدافعًا عن الهوية والحقيقة، رغم محاولات الطمس والتشويه التي تمارسها آلة الاحتلال.

وأكد المشاركون في الندوة على أن ما يتعرض له قطاع غزة ليس فقط إبادة مادية، بل هي أيضًا إبادة ثقافية وفكرية وإنسانية واجتماعية، حيث تم استهداف كل المواقع الأثرية والتاريخية والمكتبات والمخطوطات التاريخية.

يشار إلى أن دولة فلسطين، تحل ضيف شرف النسخة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، التي تقام تحت شعار “من النقش إلى الكتابة” وتشارك فيه 522 دار نشر من 32 دولة منها 11 دار نشر فلسطينية، إلى جانب برنامج ثقافي شامل حول فلسطين.

شاركها.
Exit mobile version