القاهرة، مصر (CNN)– تسبب قرار وزارة الأوقاف المصرية بدعوة المساجد إلى تخصيص من 3 إلى 5 دقائق بعد صلاة الجمعة بالصلاة والسلام على النبي محمد، إلى حالة انقسام ما بين مؤيدين للفكرة من شيوخ وعلماء بالأزهر الشريف وعلى رأسهم مفتي مصر، شوقي علام، الذي أكد أنه “أمر مشروع على سبيل الاستحباب، ولا إثم فيه ولا بدعة”.
وفي المقابل، أطلق معارضون للقرار دعوات للمقاطعة، وعدم الالتزام بالترديد وراء أئمة المساجد، ونشروا فتاوى قديمة لشيوخ سلفية تؤكد أنه “بدعة”.
وبدأ هذا الانقسام مع إعلان وزارة الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة عن فضائل الصلاة والسلام على النبي محمد، على أن يتم التطبيق العملي لموضوع الخطبة بأن تصدع جميع المساجد عقب صلاة الجمعة بالصلاة والسلام على النبي محمد، وذلك لمدة من 3 إلى 5 دقائق، وحددت الصيغة التي سيتم ترديدها.
وبعدها بساعات قليلة نشرت دار الإفتاء المصرية بيانا أكدت فيه أن الدعوة للصلاة على النبي محمد “ليست بدعة”، مستشهدة بنص أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان أو مكان معين بالأعمال الصالحة، واستحباب تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على النبي، كما أكدت أن من يتهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة فهو الأولى بهذا الوصف، مبررة بأنه “تحجر واسعا، وضيق على المسلمين أمرا جعل الشرع لهم فيه سعة”.
كما أكد وزير الأوقاف محمد جمعة، عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الهدف من القرار هو نشر الدعوة بالصلاة على النبي محمد.
وأيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، وهي أقدم الكيانات في العالم الإسلامي لجمع وحفظ أنساب بيت النبي، دعوة وزارة الأوقاف لتخصيص دقائق بعد صلاة الجمعة للصلاة على النبي محمد، مؤكدا قناعة النقابة بأهمية القرار لما فيه من الدعوة للتعبير عن حب النبي، من خلال الصلاة والسلام عليه، والتي تعد أفضل الذكر وأقرب القربات.
وعلق الشريف، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، على دعوات مقاطعة الصلاة على النبي، مكتفيا بعبارة “ربنا يهديهم”، مشيرا إلى أنه أصدر بيان رسميا بصفته نقيبا للأشراف يثمن قررا وزارة الأوقاف.
وفي نفس السياق، قال إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، إن “الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نكثر من الصلاة والسلام على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في كل وقت وحين، ويرددها المسلمون في كل أنحاء العالم خلال صلواتهم، وفي مصر يتداول خلال الحديث بين العامة الدعوة للصلاة على النبي”، مضيفا أن “من الطقوس الدينية التي نحرص على تعليمها للأطفال والشباب كثرة الصلاة على النبي حتى تنحل العقد وتفرج الكرب وتقضى به الحوائج وتزاح الهموم من الصدور، وهذا كل من فضائل الصلاة على النبي، كما أن الصلاة على النبي تعد بمثابة تجديد العهد مع الرسول محمد”.
وحول دعوات مقاطعة الصلاة على النبي، قال رضا، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص، ولا يوجد نص يحرم منع المسلمين في مكان واحد ووقت واحد من الصلاة على النبي محمد، مضيفا: “ومن يأتي بقرينة ينكر الدعوة، فنحن نرحب به، ولكن ما دام لا يمتلك دليل فمن الأولى تطبيق الدعوة للصلاة والسلام على النبي”.
وردا على رفض الدعوة بسبب صدورها من وزارة الأوقاف، أوضح إبراهيم رضا أن منظومة الدعوة في مصر تدار من قبل متخصصين من خريجي الأزهر أفنوا عمرهم في معرفة أحكام الإسلام والشريعة، وهدفهم دعوة المسلمين على كلمة واحدة ونشر الإسلام الوسطي المعتدل، والوصول لجوهر الدين الحقيقي، دون تفرقة بين المسلمين في جماعات.
وفي المقابل، انتقد الكاتب الصحفي، إبراهيم عيسى، قرار وزارة الأوقاف، قائلا إن الصلاة على النبي “لا تحتاج لقرار حكومي، ولا تحتاج إلى تحديد وقت معين”، مضيفا أن “الأوقاف ليست على وعي بأننا دولة مدنية”.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي، تدشين حملات مقاطعة للاستجابة لدعوات ترديد الصلاة على النبي بعد صلاة الجمعة، بدعوى أنها بدعة يجب التحذير من فعلها، مستشهدين بحديث للنبي محمد بأن: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات سابقة لشيوخ سلفية معروفين من بينهم الشيخ مصطفى العدوي، بأن الدعوة للصلاة على النبي “أمر محدث، ودخيل على الإسلام ولم يكن على عهد النبي”، مؤكدا أن الصحابة لم يقوموا بهذه الدعوات، ولم يرد بشأنها في المذاهب الأربعة.