عواطف بن علي

تستضيف سويسرا “المؤتمر رفيع المستوى حول السلام في أوكرانيا”، في بورغنشتوك، وذلك يومي 15 و16 يونيو الجاري. يهدف المؤتمر إلى “تحفيز عملية سلام مستقبلية، ووضع عناصر وخطوات ملموسة على طريق هذه العملية”، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية السويسرية أما الدول المشاركة، فيجب أن تكون قادرة على المساهمة بأفكار ورؤى من أجل “سلام عادل ودائم في أوكرانيا”.

وجّهت سويسرا الدعوة لحضور القمة إلى 160 دولة، وتتحدث وزارة الخارجية السويسرية عن 80 وفدا رسميا (أكدت أوكرانيا من جانبها حضور أكثر من 100 وفد). وقد تمت دعوة كل من الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا، والفاتيكان، فضلاً عن عدد من الحكومات. ويأتي نصف الوفود التي أكدت حضورها من أوروبا، والنصف الآخر من خارجها. وسيكون المعسكر الغربي حاضرا بقوة. فيما رفضت البرازيل والصين حضور القمة بدعوى أنه من دون مشاركة روسيا، فإن مثل هذا الاجتماع سيكون بلا جدوى. من المرجح أن ينصب التركيز في المؤتمر على القضايا التي يمكن أن تحظى بدعم معظم الدول المشاركة. وتتمثل هذه القضايا في الأمن الغذائي (تصدير المنتجات الغذائية من أوكرانيا)، وسلامة المحطات النووية، وتبادل أسرى الحرب.

دور قطر

من المنتظر ان تشارك الدوحة في “المؤتمر رفيع المستوى حول السلام في أوكرانيا” في سويسرا، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد زيارته الأخيرة للدوحة، على منصة إكس أن “قطر ساهمت بشكل فعال، في التحضير لعقد قمة السلام بسويسرا”، لافتاً إلى أن “قضية عودة الأطفال من روسيا، على جدول أعمال القمة”، منوها بوساطة قطر ودورها في لم شمل الأطفال الأوكرانيين. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن زيلينسكي ناقش في الدوحة سبل إنهاء الصراع الشامل المستمر منذ 27 شهرا بين أوكرانيا وروسيا. وأوضحت أن المباحثات في الدوحة ركزت على تطورات الصراع “لا سيما مساعي وجهود المجتمع الدولي لوقف القتال وحماية المدنيين، والإبقاء على كافة قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة بالحوار والوسائل الدبلوماسية، بالإضافة إلى تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها”.

وبدوره، قال سفير أوكرانيا لدى الدولة أندري كوزمينكو في تصريحات سابقة لـ”الشرق”: “كما يعلم الجميع، ستعقد القمة حول السلام في أوكرانيا في سويسرا، ونحن نعتقد أن مشاركة قطر في القمة الافتتاحية للسلام إشارة قوية ومهمة إلى الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي”.

وشاركت دولة قطر يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمر برلين لإعادة بناء أوكرانيا، في جمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث مثل دولة قطر في المؤتمر، سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، وهو المؤتمر الذي شارك في المؤتمر فخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول، بالإضافة إلى منظمات دولية وقادة في قطاعات الأعمال والمجتمع المدني.

وكانت قطر قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار لأوكرانيا، وساهمت الدوحة بمبلغ 20 مليون دولار لدعم مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية بهدف مساعدة البلدان الأفريقية للحصول على الصادرات الغذائية من هذه المنطقة.

جهود الوساطة

تساهم الوساطة القطرية بشكل فعال في إعادة عدد من الأطفال الأوكرانيين ولم شمل الأسرى المتأثرة من النزاع في أوكرنيا. ومنذ يوليو 2023، ساعدت قطر على لم شمل عشرات الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم.

وقال رايان بوهل، أحد كبار محللي شؤون الشرق الأوسط، لموقع لمونيتور أن أوكرانيا تريد «أن ترى على وجه التحديد ما إذا كانت قطر ستساهم في إعادة أطفال أوكرانيين آخرين. وربما كانت علاقات قطر الودية مع روسيا دافعًا آخر لزيارة زيلينسكي. وأوضح بوهل أنه من المحتمل أن يكون زيلينسكي يسعى إلى «استشعار ما هو مزاج روسيا فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار المحتملة في المستقبل».

وتابع التقرير إن جهود قطر كوسيط في النزاعات الدولية هي أحد الأسباب التي دفعت أوكرانيا إلى التطلع إلى الدوحة للمساعدة في استعادة الأطفال، وفقًا لأحد مراكز الأبحاث التي تتخذ من كييف مقراً لها جاء: «إن تقديم قطر لنفسها كمركز جيوسياسي للوساطة والحوار هو عنصر مهم في نهج قطر. وفي أوكرانيا يُنظر إلى قطر على أنها واحدة من أكثر الدول ودية في الشرق الأوسط». وأوضح التقرير أن اهتمام قطر بالتوسط في التبادلات بين روسيا وأوكرانيا يتناسب مع دورها كوسيط على الساحة الدولية.

شاركها.
Exit mobile version