ناقشتها رابطة خريجي جامعة قطر في مخيم العلوم..

الدكتورة وردة جراب

❖ الدوحة – الشرق

نظم فرع تعليم الأحياء برابطة خريجي جامعة قطر النسخة الثالثة من «مخيم العلوم»، بمشاركة واسعة من الطلاب والمعلمين من مختلف المدارس، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والخبراء. يسعى المخيم إلى تشجيع الابتكار، وتطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلاب، ليكونوا على أتم الاستعداد للمشاركة في بناء مستقبل علمي مزدهر في قطر.

في كلمتها الترحيبية، أعربت الأستاذة الدكتورة وردة جراب، رئيسة رابطة تعليم الأحياء بجامعة قطر، عن سعادتها بتنظيم المخيم، كما رحبت بالحضور، قائلةً، «نرحب بكم في هذه الفعالية المتميزة التي تجمعنا اليوم. نحن هنا لنحتفل بما هو أكثر من مجرد مخيم علمي؛ نحن هنا للاحتفاء بدور الابتكار الذي نغرسه في عقول أبنائنا. هذه العقول الشابة هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع علمي ومجتمعي متميز، قائم على العلم والمعرفة. إن هذا المخيم هو انطلاقة جديدة نحو مستقبل مشرق، ونحن على يقين بأن جهودكم وإبداعاتكم ستكون لبنة أساسية في بناء وطننا الغالي».وفي كلمتها الملهمة، قالت الأستاذة فاطمة خميس، خريجة جامعة قطر، والتي استعرضت تجربتها الشخصية المؤثرة في مجال التعليم، قائلةً، «رحلتي في التعليم لم تكن مجرد تحصيل علمي، بل كانت قصة غنية بالدروس والقيم التي شكلت مسيرتي. منذ طفولتي، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن العالم من حولي، وكبرت وأنا أتابع الأفلام العلمية التي كانت بمثابة نافذة على عالم المعرفة. كنت أتعلم دون وعي الوجهة التي أرغب في الوصول إليها، إلا أن هذه الأفلام شكلت شغفي الأساسي بالعلم. لاحقًا، وجدت في التعليم ليس فقط وسيلة لنقل المعلومات، بل رحلة نحو بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. تعلمت أن النجاح الحقيقي يكمن في القدرة على الاستفادة من المعرفة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف».

   – تجربة عملية مهمة

ومن جانبها، قدمت الخبيرة سميرة أحمد الصديقي، المتخصصة في مجال التزييف والتزوير، محاضرة توعوية لطلاب المخيم. وأكدت في كلمتها أهمية تخصصها وتأثيره على المجتمع، قائلةً، «علم التزييف والتزوير هو أحد العلوم المهمة التي لا تُدرّس في الجامعات، وإنما يتم اكتسابها من خلال التجربة والخبرة. من خلال عملي في هذا المجال، أدركت أن العلم له دور حيوي في كشف الحقائق وحماية المجتمع من الاحتيال والمخاطر. إن تقديم مثل هذه المحاضرات هو جزء من إيماني بأن العلم ليس مجرد دراسات نظرية، بل أداة لتغيير حياتنا نحو الأفضل. أتمنى أن تكونوا قد استوعبتم اليوم بعض الأساسيات التي قد تساعدكم في حياتكم اليومية، وتُسهم في تطوير الوعي الأمني والمعرفي لديكم».وتضمنت فعاليات المخيم عدة مختبرات علمية متخصصة تهدف إلى تقديم تجربة تفاعلية للطلاب، تعزز من فهمهم للمفاهيم العلمية وترسخ مهاراتهم التحليلية والنقدية. وتحدثت الأستاذة مريم الغضبان، نائب رئيس اللجنة التربوية لرابطة تعليم الأحياء، عن دور المختبرات، قائلةً، «من خلال مختبر التحليل الكيميائي، يتمكن طلابنا من التعامل مع المواد الكيميائية وفحصها بطريقة علمية تحاكي الواقع. إن هذه التجارب تتيح لهم التعرف على آلية تحليل وتفكيك المواد، حيث يقومون بمقارنة الدم الحقيقي بدم المختبر، وتمييز المواد الآمنة من المواد الضارة، مما يمنحهم أساسيات التفكير النقدي ويمكّنهم من مواجهة تحديات الحياة بوعي أكبر. هذه التجربة التفاعلية هي خطوة مهمة لتعميق مفاهيم العلوم التطبيقية وتنمية روح الاكتشاف لدى طلابنا».كما سلطت الأستاذة منى اليهري، رئيسة لجنة تكنولوجيا التعليم وعضو في الرابطة، الضوء على أهمية المخيم في تعزيز التفكير النقدي، موضحةً، «الهدف الأساسي من مخيم العلوم هو تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي لدى طلابنا، وتوجيههم نحو حل المشكلات العلمية باستخدام الأدلة والتجارب. في هذا العام، ركزنا على القضايا البيئية والتنمية المستدامة كجزء من الأنشطة المخبرية، والتي تهدف لتعريف الطلاب بمفاهيم مثل القضاء على الجوع وتعزيز الحياة الصحية».

    – تجربة تعليمية فريدة

وفي إطار مشاركتها، أعربت الأستاذة سارة النوبي، عضو في رابطة تعليم الأحياء ومعلمة في مدرسة روضة بنت محمد الثانوية للبنات، عن انطباعاتها حول المخيم، قائلةً، «هذه هي ليست أول مشاركة لي في مخيم العلوم، الذي يشكل تجربة تعليمية فريدة لا تتكرر، حيث أجد نفسي كل مرة أشارك فيها وكأنني أكتشف عالمًا جديدًا. المخيم ليس مجرد فعاليات تعليمية، بل هو رحلة علمية استثنائية تجمع بين المعرفة والتجربة الحية، والتي تُظهر لنا مدى شغف وفضول الطلاب وحرصهم على التحدي واكتشاف أسرار العلم بأنفسهم. هذا العام، تركز مشاركتي حول مختبر التحليل النسيجي، حيث يقوم الطلاب بتعلم كيفية تحليل أنسجة مختلفة والتعرف على مكوناتها، بما في ذلك التمييز بين الشعر الصناعي والعضوي وتحديد نوع الألياف المستخدمة. هذه التجربة تمنح الطلاب فهماً حقيقياً للتطبيقات العلمية في الواقع، وتجعلهم يلمسون بأيديهم أهمية العلوم الجنائية والتحليل الدقيق، خاصة في محاكاة سيناريوهات حية مثل تحليل مسارح الجرائم».

شاركها.
Exit mobile version