مركز النور للمكفوفين

الدوحة – موقع الشرق

شهد مركز النور للمكفوفين، أحد المراكز المُنضوية تحت مظلّة المؤسّسة القطريّة للعمل الاجتماعي، خلال العام الحالي 2024/2025 سلسلةً من النجاحات التي رسّخت مكانته كمؤسّسة رائدة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة في قطر والمنطقة، ومع اقتراب ختام العام الأكاديميّ الحالي، يستعرض المركز ملامح ما تحقّق من تطوّرات، ويُؤكّد استعداده لمرحلة جديدة عنوانها التوسّع، التأثير المجتمعي، والانفتاح على الشراكات الدوليّة.

في هذا السياق، سلّط مساعد المدير التنفيذيّ لمركز النور للمكفوفين، السيّد محمد عبدالله العبيدلي، الضّوء على أبرز محطّات العام وجهود المركز الرامية إلى تمكين المنتسبين والمستفيدين، ونقل خبراته نحو آفاق أكثر تأثيرًا وابتكارًا.

بنية مؤسّسيّة قويّة تعكس الرؤية والرّسالة

أوضح السيّد العبيدلي أنّ مركز النور اليوم يقف على بُنية تنظيميّة وإداريّة متينة، تعكس رؤية المركز ورسالة عمله التي تقوم على التمكين والدمج المجتمعي، وتحويل التحدّيات إلى فُرص، قائلًا إنّ المركز شهد خلال الفترة الماضية تطوّرات إداريّة وتقنيّة شملت عددًا من الأقسام والخدمات، ما ساعد في تحسين جودة الأداء، وزيادة عدد المنتسبين والمستفيدين، وتوسيع نطاق التأثير داخل وخارج الدولة.

وأكّد أنّ العمل المؤسّسيّ المُستند إلى خُطط استراتيجيّة مدروسة، مكّن المركز من تطوير منظومة خدمات متكاملة تتماشى مع أفضل المُمارسات العالميّة، وتُعلي من كفاءة العمل وتُعزّز من تجربة المنتسبين والمستفيدين.

مشاركات مجتمعيّة ومعارض نوعيّة

لفت العبيدلي إلى أنّ العام الجاري شهد حضورًا فاعلًا ومُكثّفًا للمركز في الفعاليّات العامّة والمناسبات الوطنيّة، من خلال تنظيم معارض ومبادرات متنوّعة، ما أتاح فرصة واسعة للتعريف بخدمات المركز وتعزيز حضوره المجتمعيّ.

وبيّن أنّ هذه المشاركات لم تكن شكليّة أو احتفاليّة فقط، بل تميّزت بمضامين غنيّة قدّمت صورة متكاملة عن قدرات المكفوفين في مختلف المجالات، سواء من خلال المعارض الحرفيّة، أو ورش العمل، أو المبادرات التوعويّة التي لاقت تفاعلًا لافتًا من مختلف شرائح المجتمع.

وأشار إلى أنّ هذه الفعاليّات، بما تُحقّقه من تفاعل مباشر، تُعدّ من أهمّ وسائل إيصال رسالة المركز، وتُسهم في تغيير الصور النمطيّة، وبناء مجتمع أكثر شمولًا وتفهّمًا لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة.

قَصص نجاح ومُخرجات ملموسة

أشار مساعد المدير التنفيذي إلى أنّ من أبرز ما يُميّز مركز النور هو قدرته على ترجمة خططه إلى نتائج واقعيّة ملموسة على الأرض، تمثّلت في قَصص نجاح حقيقيّة استطاع من خلالها العديد من المُنتسبين والمستفيدين الوصول إلى مراحل متقدّمة في حياتهم المهنيّة والاجتماعيّة.

وأوضح أنّ المركز يعمل بشكل مُستمر على تطوير المهارات الفرديّة، وتنمية القدرات الذاتيّة، عبر برامج تدريبيّة وتأهيليّة مُصمّمة وفق احتياجات كل مُنتسب ومستفيد، وبما يتماشى مع توجّهات التنمية الشاملة التي تتبنّاها الدولة.

وأضاف أنّ عددًا من مُنتسبي المركز تمكّنوا من تحقيق إنجازات لافتة في مجالات مختلفة، منها الفنيّة، والثقافيّة، والتقنيّة، ما يدلّ على أنّ الإعاقة البصريّة لم تكن يومًا عائقًا أمام التميّز، بل دافعًا نحو إثبات الذات وتخطّي التحدّيات.

نحو الريادة الإقليميّة والشراكات الدوليّة

أوضح العبيدلي أنّ المركز يسير بخُطى ثابتة نحو تعزيز حضوره الإقليميّ والدوليّ من خلال عقد شراكات جديدة، وتبادل الخبرات مع مؤسّسات مشابهة في عدد من الدول، حيث قام وفد من المركز بعدّة زيارات ميدانيّة إلى مراكز متخصّصة، وشارك في فعاليّات إقليميّة، ما أتاح فرصة ثمينة للاطّلاع على أحدث التجارب وتطوير برامج المركز.

وبيّن أنّ المركز بدأ فعليًّا ببناء منظومة شراكات محليّة وعالميّة تهدف إلى رفع مستوى الخدمات، والاطّلاع على أحدث التقنيّات الداعمة لذوي الإعاقة البصريّة، مشيرًا إلى أنّ هذه الشراكات ستُسهم في دعم الكوادر الوطنيّة وتوسيع أثر المركز في المنطقة.

كفاءة الكوادر وجودة الخدمات

نوّه مساعد المدير التنفيذيّ إلى أنّ مركز النور يضمّ اليوم كفاءات وطنيّة وإداريّة وفنيّة متخصّصة، تُسهم بشكل فعّال في تطوير مختلف أقسام المركز، وقال إنّ العمل المُتكامل بين الفِرَق المختلفة ساعد في تقديم خدمات احترافيّة عالية الجودة، تنطلق من فَهم دقيق لاحتياجات المستفيدين.

وأكّد أنّ المركز يُولي اهتمامًا كبيرًا ببناء قدرات الموظّفين، من خلال التدريب المُستمر والتطوير المهني، إيمانًا بأنّ الاستثمار في العنصر البشري هو حجر الأساس لتحقيق رؤية المركز المستقبليّة.

رؤية مستقبليّة واعدة

في ختام تصريحه، شدّد السيّد محمد عبدالله العبيدلي على أنّ مركز النور سيواصل نهجه في التوسّع والابتكار، وقال إنّ القادم يحمل مزيدًا من المبادرات النوعيّة والخُطط التوسّعيّة، التي تهدف إلى تعزيز دور المركز كمؤسّسة رائدة ليس فقط على المستوى المحلّي، بل على المستويين الإقليميّ والعالميّ.

وأشار إلى أنّ المركز يعمل حاليًّا على عدد من المشاريع التي سيتمّ الكشف عنها قريبًا، والتي ستُضيف نقلة نوعيّة في مستوى الخدمات، وتُجسّد شعار المركز في أن يكون بيت الريادة والتمكين لكلّ من فقد نعمة البصر ولم يفقد الطموح.

ويُذكر أنّ مركز النور للمكفوفين تأسّس في عام 1998 تحت اسم معهد النور للمكفوفين، بهدف رعاية الأطفال المكفوفين الذين تجاوزوا سنّ الثالثة، وبعد مضي عشرين عامًا، تمّ تحويله إلى مركز في عام 2018، بهدف تقديم خدمات نموذجيّة للأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة في مجالات التعليم والتأهيل والتوعية المجتمعيّة بقضاياهم وحقوقهم، لتعزيز حياتهم بمزيد من الاستقلاليّة وتعظيم إدماجهم في المجتمع.

شاركها.
Exit mobile version