الدوحة – موقع الشرق
شاركت دولة قطر بوفدٍ رفيع المستوى ترأسته سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، ورئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، في أعمال المؤتمر العام الثالث والأربعين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المنعقد في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، بمشاركة وزراء ومسؤولين من مختلف دول العالم.
واستقطب المؤتمر وفودًا رفيعة المستوى من كافة أرجاء العالم، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق ما بين الدول الأعضاء، وتحديد أولويات منظمة “اليونسكو” للسنوات المقبلة.

وفي مستهل كلمتها أمام المؤتمر، قدّمت سعادتها شكر دولة قطر لحكومة جمهورية أوزبكستان على كرم الضيافة وحسن التنظيم، مثمنةً اختيار سمرقند عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2025، ومؤكدةً أن العالم يواجه تحديات إنسانية وتكنولوجية متزايدة تتطلب عملًا جماعيًا يعيد ترتيب الأولويات ويضع الإنسان في صميم التنمية.
وأكدت سعادة الوزيرة موقف دولة قطر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وصون تراثه الثقافي، مشددةً على ضرورة مضاعفة جهود اليونسكو لحماية المؤسسات التعليمية والثقافية في المناطق المتضررة من النزاعات، ولا سيما في فلسطين والسودان، حيث تتعرض المواقع التاريخية والتعليمية لدمارٍ واسع يهدد التراث الإنساني المشترك.
كما ثمّنت سعادتها توقيع الاتفاق المحدّث بين دولة قطر ومنظمة اليونسكو بشأن المكتب الإقليمي متعدد القطاعات في الدوحة، مشيرةً إلى أن دخوله حيّز النفاذ في فبراير 2025 سيُسهم في تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات التعليم والثقافة والعلوم.
وأوضحت أن دولة قطر، بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أطلقت استراتيجيتها التنموية الثالثة (2024–2030) التي تضع التعليم في صميم التنمية المستدامة والانتقال نحو اقتصاد قائم على المعرفة، لافتةً إلى إنجازات قطر في هذا المجال، ومنها استضافة مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الرابع عشر، والتحضير للمؤتمر الإقليمي الخامس للتعليم العالي في مايو 2026، وفوز بلدية الدوحة بجائزة اليونسكو لمدن التعلّم لعام 2024.
كما استعرضت سعادتها إسهامات قطر العالمية في دعم التعليم عبر مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، التي وفّرت فرص التعلم لأكثر من 14.5 مليون طفل وشاب في أكثر من 60 دولة، وجهود صندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر الخيرية في دعم التعليم بمناطق النزاع.
وفي المجال الثقافي، أشارت إلى انضمام قطر إلى اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور تحت الماء، وإدراج ملفي النخلة والحناء ضمن قائمة التراث غير المادي للإنسانية، واستضافة مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي في أكتوبر 2025.
واختتمت سعادتها كلمتها بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواصلة التعاون مع الدول الأعضاء لتحقيق أهداف اليونسكو ورسالتها السامية في بناء عالمٍ أكثر سلامًا وإنسانية.
كما شاركت سعادة السيدة الخاطر في جلسة وزارية مغلقة بعنوان “تحويل الغد اليوم: حول المهارات اللازمة لمستقبل مستدام”، أكدت خلالها أن رؤية قطر الوطنية 2030 تضع الإنسان في قلب التنمية، وتسعى إلى بناء منظومة تعليمية تُعزز الهوية الوطنية وتنفتح على العالم، قائلةً:
“هدفنا ليس فقط إعداد المتعلّمين لوظائف الغد، بل تمكينهم من صناعة الغدّ نفسه، ليكونوا قوةً للخير والمعرفة والتنمية.”
وقد شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 2800 ممثل من 190 دولة، في حدثٍ يُعد الأول من نوعه خارج مقر اليونسكو في باريس منذ أكثر من أربعين عامًا.
كما اُنتخب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا جديدًا لليونسكو خلفًا للسيدة أودري أزولاي، ليُصبح أول شخصية عربية تتولى هذا المنصب الرفيع.
وتأتي مشاركة دولة قطر في المؤتمر العام الثالث والأربعين لليونسكو تأكيدًا على التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد، وانسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإنسان محورًا للتنمية الشاملة.

