انعكس الانقسام السياسي والعسكري، الذي تعيشه ليبيا، على احتفالات قادتها بالذكرى الـ83 لتأسيس الجيش الليبي. ففيما التقى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» بـ«رئاسة أركان الوحدات الأمنية»، أجرى 14 ألف عسكري عرضاً في طرابلس، بحضور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ”الجيش الوطني” الليبي (القيادة العامة)

ووسط حشود عسكرية من جميع قطاعات الجيش، قال الدبيبة في الاحتفالية التي شهدها «ميدان الشهداء» بوسط العاصمة، مساء (الأربعاء)، إن «زمن الحرب ولّى، والمواطن الليبي لن يرفع السلاح بعد الآن أمام أخيه، وفوهات البنادق لن تصوب إلا في وجه الأعداء».

https://www.facebook.com/HAKOMITNA/videos/215510801460607

وأضاف الدبيبة مؤكداً أن «أموال الشعب الليبي ستُصرف على التنمية والمِنح وحياة الشعب، وليس على الحروب والقتل، ومعركة البناء والاستقرار هي معركتنا الأساسية الآن».

وتابع الدبيبة، وسط حضور رئيس الأركان العامة التابعة لحكومته الفريق محمد الحداد، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة الفريق حسين العائب، ورؤساء الأركان النوعية، وآمري المناطق العسكرية، أن «الشعب الليبي اختار طريقه نحو الانتخابات والاستقرار»، مناشداً «جميع المواطنين أن يكونوا جيشاً موحداً من المدينة إلى القبيلة»، ومؤكداً أن «الظروف أثبتت أن إرادة الشعب فوق السياسيين، وفوق الأحزاب التي باعت ذممها للخارج واللاهثين وراء السلطة ولو على دماء الليبيين، وفوق الإرادة الدولية».

استعراض عسكري لقوات الجيش بغرب ليبيا بميدان الشهداء وسط طرابلس (منصة “حكومتنا”)

وقطعت ليبيا خطوات على طريق توحيد الجيش، المنقسم بين غرب البلاد وشرقها منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، علماً بأن الجيش الليبي تأسس قبل 83 عاماً عقب دعوة الأمير إدريس السنوسي الزعماء الليبيين إلى اجتماع بالقاهرة في التاسع من أغسطس (آب) 1940.

من جهتها، استغلت السفارة الأميركية مناسبة الاحتفال لتهنِّئ «جميع الجنود الليبيين» بذكرى تأسيس جيشهم، وجددت عبر حسابها على موقع التواصل «إكس» («تويتر» سابقاً)، دعوتها بتوحيد الجيش.

وأمام استعراض تشكيلات الجيش، قال المنفي، بصفة مجلسه القائد الأعلى للجيش، إنه «يسعى لبناء جيش حديث قوي، بعيداً عن الجهوية والفئوية»، ورأى أن ذكرى التأسيس هي «تحية وفاء للجيش الليبي الذي نعتز به ونفاخر، وهو رمز وحدة الدولة وسياج مناعتها وصلابة قوتها، والمؤسسة الوطنية التي يلتف حولها الليبيون في كل وقت وحين».

من جهته، رأى الحداد في كلمته أن «آفاق المستقبل تتطلب جيشاً قوياً مدرباً يدافع عن الكيان والمقدرات ويحميها، والسيادة لا تكون إلا من الشعب»، داعياً إلى «الالتزام بالمحافظة على النظام الديمقراطي، وخيارات الشعب لممثليه في السلطة»، ومشدداً على أن «الجيش أسس على غايات نبيلة لتحرير البلاد وصون حدودها».

بموازاة ذلك، احتفل «الجيش الوطني» في بنغازي بذكرى تأسيس الجيش. وأمام «رئاسة أركان الوحدات الأمنية» التي أسند رئاستها إلى نجله العميد خالد، حثّ حفتر، قادتها على التسلح بالعلم والمعرفة والتدريب الجيد لرفع كفاءاتها.

وقال حفتر في كلمته إن «العناصر الموجودة أمامي هي العناصر التي نعول عليها في كل كبيرة وصغيرة، وهم الحصن الحصين للجيش وللوطن بكامله».

العميد خالد حفتر آمر “رئاسة أركان الوحدات الأمنية” يتوسط الصورة (القيادة العامة)

وكان حفتر، قد أصدر قرارات الشهر الماضي، بإنشاء «رئاسة أركان الوحدات الأمنية» التابعة للقيادة العامة، وكلف نجله آمر «اللواء 106 مجحفل»، العميد خالد، آمراً لها. وتضم رئاسة أركان الوحدات أيضاً «لواء خالد بن الوليد».

من جهة أخرى، استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة الدكتور محمد تكالة، المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس.

محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة الجديدة مستقبلاً باتيلي (المكتب الإعلامي للمجلس)

وتناول اللقاء، بحسب المجلس، الخميس، تطورات العملية السياسية في ليبيا، ونتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية (6+6)، وسبل إيجاد حلول تحقق الاستقرار في ليبيا، ومشروع المصالحة الوطنية للخروج من الأزمة، وتحقيق العدالة الاجتماعية. وهنأ باتيلي أعضاء مكتب رئاسة المجلس بمناسبة توليهم رئاسة المجلس، آملاً التعاون للمضي قدماً بالبلاد والوصول بها للسلام والاستقرار.

شاركها.
Exit mobile version