الأرصدة الصفرية من الأدوية تتخطى مستويات كارثية..
غزة.. مخيمات
❖ غزة – ريما زنادة – وكالات
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة امس عن 13 شهيدا جراء البرد وتداعيات منخفض «بيرون» الجوي الذي يضرب القطاع، وسط نقص المساعدات والإمكانيات. وأكدت وزارة الداخلية في غزة استشهاد 13 فلسطينيين -بينهم 3 أطفال- وانهيار 13 منزلا -آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة- بسبب المنخفض الجوي في القطاع. ولا تزال طواقم الدفاع المدني تتعامل مع مئات النداءات والاستغاثات، حيث تلقت وزارة الداخلية أكثر من 4300 نداء استغاثة من مختلف محافظات القطاع منذ بدء المنخفض الجوي. ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية، وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، تتصاعد أزمة انعدام الأدوية في القطاع، حيث يشكوى المرضى من عدم توفر الدواء. وتقول المريضة ندوة شكري (57 سنة) لـ»الشرق» بعد استبدال نوع الدواء الذي درجت على استخدامه: هذه لم تكن المرة الأولى الذي يتم فيها استبدال الدواء لي .. فبين فترات متقاربة يعمل الطبيب على تغييره، نظرا لانعدام الدواء المطلوب فيعمل جاهدا على كتابة دواء يحتوي على تركيبة متقاربة قدر المستطاع إلا أن البدائل غالبا لا تتناسب مع صحتها فتأتي بآثار عكسية تعرض حياتها للخطر. وأضافت ندوة شكري: «من الصعب أن يتقبل جسمي اختلاف الدواء خاصة أنني أعاني من مرض مزمن يلازمني منذ أكثر من عشر سنوات، واعتدت على نوع معين لكن بسبب نفاده يضطر الطبيب لاستبدال الدواء إلا أنني أجد نفسي متعبة بعد تناوله».
ولفتت إلى أنه منذ بداية الحرب، وإلى الآن بسبب نقص الأدوية عمل الطبيب على استبدال دوائها ما يزيد على خمس مرات، وفي كل مرة تدخل بها في وعكة صحية كادت أن تقطع أنفاسها عن الحياة.
وبينت أنها تعاني كثيرا من عدم توافره، وبحثت عن الدواء الذي تحتاجه في مناطق عديدة ومختلفة من قطاع غزة لكن بدون جدوى.
والمعاناة ذاتها يمر بها إسماعيل خالد «27 سنة»، حيث قال لـ «الشرق»: «أخبرني الطبيب بأن جرعات الكيماوي التي آخذها أسبوعيا نفدت، وهذا يعني توقف العلاج وانتشار مرض السرطان في أنحاء مختلفة في جسمي». ولفت إلى أن الأمر بالنسبة له مخيف لكن ليس باليد حيلة فالمعابر مغلقة ولا يستطيع العلاج خارج القطاع ولا يتوافر علاجه في غزة.
من جهتها؛ قالت وزارة الصحة في قطاع غزة: «إن الأرصدة الصفرية من الأدوية والمستهلكات الطبية لا تزال تتخطى مستويات كارثية».
وأشارت إلى أن ( 52 %) من قائمة الأدوية الأساسية، و(71 %) من قوائم المستهلكات الطبية رصيدها صفر، و(70 %) من المستهلكات المخبرية رصيدها كذلك صفر. ولفتت إلى أن الأزمة ذات منحنيات تصاعدية مع زيادة احتياج التدخلات العلاجية للجرحى والمرضى، وأن الرعاية الأولية والجراحة والعمليات والعناية المركزة والسرطان وأمراض الدم من الخدمات التي تعاني نقصا شديدا في قوائم الأدوية. وأضافت: «إن أقسام جراحة العظام والكلى والغسل الكلوي والعيون والجراحة العامة والعمليات والعناية الفائقة تواجه تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية»، مطالبة بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة، لتمكين عمل الطواقم الطبية في الأقسام التخصصية.

