فتح الجزائري حسام عوار، نجم خط وسط نادي الاتحاد، قلبه ليتحدث بصراحة عن تجربته في دوري روشن، وعن الفارق بين مدربيه السابق والحالي، وعن اللحظة التي غيّر فيها كريم بنزيمة قراره وجعل وجهته إلى جدة حتمية.
عوار، الذي انتقل إلى العميد صيف 2024 قادماً من روما، أثبت سريعاً أنه قطعة فنية لا يمكن الاستغناء عنها في التشكيل، لكن رحلته مع الفريق لم تخلُ من التحديات.
قال عوار، في حوار مطوّل مع اليوتيوبر الفرنسي الشهير زاك ناني، إن تجربته مع المدرب لوران بلان تركت بصمة خاصة لديه: «استمتعت بالعمل مع بلان. علاقتي به ومع طاقمه كانت رائعة. وجود طاقم يتحدث الفرنسية جعلني أشعر بأنني ما زلت في بلدي».
وأضاف أن وجود لاعبين يتحدثون الفرنسية جعل بداية مشواره في جدة أكثر سلاسة، قبل أن ينتقل للحديث عن مرحلة المدرب سيرجيو كونسيساو: «كونسيساو مدرب كبير، لكن العمل معه مرهق. تدريباته مكثفة وتتطلب جهداً استثنائياً. نحاول التأقلم، وهذا يحتاج إلى وقت».
ويعترف عوار بأن الاتحاد لم يبدأ الموسم كما كان يأمل، دون أن يخفي تفاؤله بقدرة الفريق على استعادة توازنه تدريجياً.
وكشف لاعب الاتحاد كواليس انتقاله إلى دوري روشن، قائلاً: «خلال المفاوضات تلقيت اتصالاً من كريم بنزيمة. حديثه معي كان مؤثراً ودفعني لاتخاذ قراري. اللعب بجواره كان حلماً بالنسبة لي، وكان أحد أهم أسباب قبولي عرض الاتحاد».
وأوضح عوار أنه وجد في جدة مدينة تتنفس كرة القدم: «شغف الجماهير بالاتحاد يفوق أي شيء تخيلته. أنت تتحدث عن مدينة تعيش اللعبة في تفاصيلها اليومية».
وتحدث عوار بإسهاب عن الأجواء داخل غرفة ملابس العميد، مشيداً بالدعم الذي تلقاه من زملائه، وخاصة اللاعب سعد الموسى: «استقبال اللاعبين لي كان رائعاً. سعد الموسى على وجه الخصوص قدّم لي دعماً كبيراً وجعل الأمور أسهل في الأيام الأولى».
وتطرق إلى التحديات المناخية قائلاً إن حرارة جدة تختلف تماماً عن برودة روما شتاءً، لكنه اعتاد على التكيف أينما لعب.
أما عن مركزه المفضل، فأكد: «ألعب على الأطراف وفي العمق. لا مشكلة لدي. المهم أن أخدم الفريق».
ولا يخفي عوار حجم الإرهاق الذي يشعر به اللاعبون بسبب جدول المباريات المزدحم: «نخوض مباراة كل ثلاثة أيام. وهذا يستهلك الكثير بدنياً وذهنياً».
ورغم ذلك يرى أن الموسم الحالي قد يكون الأهم في مسيرته: «هو موسم مليء بالتحديات. أحلم بحصد كأس أمم إفريقيا مع الجزائر، ودوري أبطال آسيا مع الاتحاد، وأن أكون ضمن قائمة كأس العالم».
ويعترف بأن البداية كانت صعبة محلياً وقارياً، لكنه يؤمن بأن الفريق يحتاج فقط إلى وقت إضافي للتأقلم مع أسلوب كونسيساو.
ولا يُعد حسام عوار مجرد لاعب مهاري في قائمة العميد، بل هو أحد أهم محركات الفريق. منذ وصوله، منح الاتحاد بعداً جديداً في السيطرة على وسط الملعب، وبناء الهجمات بثقة أكبر.
عوار يجيد التحرك بين الخطوط، ويمتلك رؤية مميزة، ويجيد خلق الحلول حين تضيق المساحات. كما يشكل ثقلاً هجومياً واضحاً، سواء من خلال صناعة الفرص أو تسجيل الأهداف.
ويُجمع المتابعون داخل النادي وخارجه على أن وجوده عنصر توازن مهم في المنظومة الهجومية للفريق، وأن قيمته الفنية تزداد كلما اشتدت المنافسة.

