القدوة وبناء الإنسان

من أين تبدأ النهضة الحقيقية؟ إنها لا تُقاس بحجم المباني أو تطور الأنظمة بل تبدأ من حيث يبدأ الإنسان ولهذا تبدأ النهضة من الإنسان لا من البنيان فالمجتمعات لا تقاس بحجم مشاريعها بل بوعي أجيالها وقدرتهم على حمل المسؤولية، ولأن الإنسان يتلقى بعينيه قبل أذنيه والشاب يتأثر بما يراه أكثر مما يسمعه فقد جاء التوجيه القرآني ليعكس هذه الحقيقة في قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) وفي التحذير (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ليؤكد أن النموذج الحي هو أقوى وسائل التربية وأن القول بلا فعل يهدم القيمة وهكذا يصبح بناء القدوة ضرورة لحماية الوعي وتوجيه الأجيال.

شاركها.
Exit mobile version