ترَحَّم على شهيد الوطن والشهداء الفلسطينيين..

فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة

الدوحة – الشرق

صمود الشعب الفلسطيني تجاه آلة الغدر فخر لكل مسلم

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن العَدْل أَسَاسُ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ، وَسَبَبُ المَصَالِحِ الدُّنْيَوِيَّة، تَوَاطَأَتْ عَلَى حُكْمِهِ وَفَضْلِهِ الرِّسَالاَتُ الإِلَهِيَّةُ، وَالعُقُوْل الحَكِيْمَةُ، والفِطَرُ السَّلِيْمَةُ.


وأضاف خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إِنَّهُ ضَرُوْرَةٌ مِنْ ضرُوْرَاتِ الأُمَمِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَركَانِ الحَضَارَاتِ، وَدِعَامَةٌ مِنْ دِعَامَاتِ بِنَاءِ الأجَيْالِ، وَقِيَامِ المُجْتَمَعَاتِ، وَانْتِشَارِ الأَمْنِ، وَبُلُوْغِ العَزِّ وَالمَجْدِ.


وقال إن العدل أَسَاسُ الاِطْمِئْنَانِ، وَجَامِعُ الكَلِمَةِ، وَمُؤَلِّفُ القُلُوْبِ، يَشْتَدُّ بهِ أَمْرُ الضَّعِيْفِ المَظْلُوْمِ، وَيَقْوَى رَجَاؤُهُ، وَيَهُوْنُ بِهِ أَمْرُ القَوِيِّ الظَّالمِ، وَيَنْقَطِعُ طَمَعُهُ، قَدْ قَاَلها الصِّدِّيْقُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – وَاضِحَةً صَرِيْحَةً لِصَحَابَةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: (الضَّعِيْفُ فِيْكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الحََّق لَهُ، وَالقَوِيُّ فِيْكُمْ ضَعِيْفٌ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الحَقَّ مِنْهُ)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة).


بغياب العدل يسود الظلم


وأكد فضيلته أنه إِذَا غَابَ العَدْلُ وَانْقَضَى، سَادَ الظُّلْمُ وَانْتَشَى، فَهُوَ نَقيْضُ العَدْلِ، وَقَرِيْنُ الهَلاَكِ وَالهَدْمِ، وَدَلِيْلُ الزَّوَالِ وَالانْقِرَاضِ وقرين الظلم الخيانة، وعدم الوفاء بالمواثيق والعهود، والمحافظة عليها، والحذر من نقضها وإخلافها، وهي سمة من سمات الغدر وخسة في الطبع والصفة.


أخلاق المسلمين


ولفت إلى أن توجيه النبي ﷺ لهذه الأمة عدم الغدر والخيانة والمغالة فقد صح عند مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِه بِتَقْوَى اللهِ ومَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْرَا. ثُمَّ قَالَ: (اغْزُوا بِاسْمِ اللّهِ فِي سَبِيلِ اللهِ … اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ).


وأشار إلى ما أصاب دولة قطر من عدوان صهيوني إسرائيلي غادر وجبان، استهداف الأبرياء وقتل الناس وترويعهم، على إثره وقع الشهداء الذين أقبلوا على الله سبحانه وتعالى بأعظم موتة يلاقي فيها العبد ربه، وكان بين هؤلاء الشهداء مواطن قطري يؤدي واجبه في حماية ضيوف الوطن، استشهد غدراً فكتب الله له الأجر والذكر في الدنيا والآخرة، في جنازة مشهودة شارك فيها جمع غفير، يتقدمهم أمير الدولة وكبار المسؤولين وجمع من المواطنين والمقيمين، في صورة تثبت تلاحم أفراد البلد حكومة وشعباً، وبيان عظيم ما لقيه هؤلاء الشهداء مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض) بل لهم الثواب العظيم والمرتبة العالية عند رب العالمين.


وأردف: إنها حكومة ودولة ضربت بأوامر الشرع وأعراف الإنسانية، وتعاليم العهود والمواثيق، والقوانين الدولية، ضربت بها عرض الحائط، تكبرت وتجبرت وطغت، وعاثت في الأرض الفساد ولكن هيهات هيهات أن يمكث الأمر ويستمر الطغيان.


إن ما تقوم به دولتنا الحبيبة قطر من وساطة لدعم قضية الأمة قضية فلسطين هو عمل جليل عظيم، ما برحت منذ بداية هذه الأزمة واعتداء العدو الصهيوني الظالم على أرض فلسطين، وانتهاك حرماتها وتدنيس مقدساتها وقتل الأبرياء من أهلها … ما برحت قطر حكومة وشعباً في دعم هذه القضية والوقوف مع إخواننا في الأرض المباركة، وقطر تدعم وتناصر أهل فلسطين بكل ما تستطيع من قوة ووسيلة.


إِنَّ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَفْخَرَ بِهَذَا الشَّعْبِ الفِلَسْطِيْنِيِّ المُسْلِمِ الصَّامِدِ المُجَاهِدِ، الذِي ضَرَبَ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ وَالبُطُولاَتِ للوُقُوفِ فِي وَجْهِ الاعْتِدَاءِ الصُّهِيُونِيِّ السَّافِرِ دُوْنَ اسْتِسْلَاَمٍ، وَلَا ذُل وَلا هَوَانٍ، فِي دَرْسٍ عَظِيْمٍ للأُمَّةِ جَمْعَاءَ، لِتَعِيْشَ عَزِيْزَةً كَرِيْمَة، أَوْ تَمُوتَ شَهِيْدَةً أبيّة.

شاركها.
Exit mobile version