BETTER TO GO MAD IN THE WORLD
(وسط)
ميرو ريمو
جمهورية التشيك | تسجيلي
عروض 2025: مهرجان كارلوڤي ڤاري
فاز «الجنون أفضل في العالم» بالجائزة الأولى في مهرجان «كارلوڤي ڤاري»، الذي اختُتم قبل أسبوعين، وتناقل النقاد الذين حضروا هناك إعجابهم الشديد بعملٍ عدَّه كثيرون أقرب إلى التحفة.
لم أشاهد هذا الفيلم خلال الدورة، لكن الفرصة أُتيحت لي لاحقاً عندما شاهدته على شاشتي، مما أثار تساؤلي في كيف لفيلم محدود الحبكة والأهمية أن يفوز بتلك الجائزة.
الجواب هو إما أن هناك ما فات هذا الناقد (كاتب هذه السطور) من عناصر وخصال، وإما أنه كان بالفعل أفضل ما عُرض. نظرة على عدد آخر من الأفلام المشاركة في المسابقة تدفع إلى الاعتقاد بأنه – على الأرجح – كان أفضل ما توفر.
يروي الفيلم حكاية شقيقين توأمين في الستينيات من عمرهما، يعيشان في منطقة تشيكية نائية قرب الحدود الألمانية. يمكن التفرقة بينهما بذراع أحدهما المبتورة نتيجة حادث، أو بإدمان الآخر على الشرب.
الفيلم يصوّر اختيار حياة من الصعب معرفة أسبابها، ومن الأصعب قبول أحدهما برأي الآخر في أي شيء، مما ينتج عنه كثيراً من التذمّر والمواجهات. هناك لحظات هدوء بينهما (مشهد استلقائهما على العشب)، لكن اللحظات التي يناوئ كل منهما الآخر هي السائدة أكثر.ليس أن الفيلم خالٍ من القيمة، لكنها قيمة إجمالية من حيث إن الموضوع الماثل ينفرد بتسجيل حياة هذين الشقيقين، ولو أن السؤال يبقى: لماذا؟
WHEN A RIVER BECOMES THE SEA
(جيد)
بير ڤيلا بارشيلو
إسبانيا | دراما
عروض 2025: مهرجان كارلوڤي ڤاري.
في الحياة الواقعية، يستغرق الخروج من صدمة نفسية أسابيع وربما أكثر. ربما لهذا السبب سردت المخرجة الإسبانية بارشيلو أحداث فيلمها «عندما يصبح النهر بحراً» في ثلاث ساعات وثلاث دقائق.
ليس أن تقوله يتطلّب هذا الوقت؛ فبعملية إخراجية محكمة كان يمكن اختزال ثلاثة أرباع الساعة، لكن هذا كان سيؤثر على أسلوب المعالجة الذي أرادته المخرجة واقعياً وممعناً في التأمل.
بطلة الفيلم فتاة شابة تُدعى غايا (كلود هيرنانديز). منذ ظهورها على الشاشة، تبدو واجمة، تحدّق في الفضاء. يوحي الفيلم منذ اللحظة الأولى بأن حدثاً مهمّاً وقع لها أو لسواها وتأثرت به، لكنها تنكر وجود شيء عندما يسألها والدها. لاحقاً نكتشف أنها تعرضت لاعتداء جنسي من شاب تعرفه منذ طفولتها.
ردود فعل الفتيات في مثل هذا الوضع متنوعة: منهن من تبكي، أو تغضب، أو تسعى إلى الانتقام. لكن المخرجة اختارت الأصعب: الوجوم والكتمان (لمعظم الفيلم). هذا مقبول بوصفه حالة، لكنه سيكون أكثر قبولاً لو أن المخرجة أضافت إليه المبرر لهذا الصمت وحبس الحقيقة داخلها.
رغم ذلك، فإن ما قامت به المخرجة ليس سهلاً. عليها أن تُحوِّل تجربة بطلتها إلى بحث بصري يثير الاهتمام. إلى دراما نفسية من دون حوارات توضيحية. وعندما تنتقل غايا من مرحلة الصدمة إلى التعبير عن ثورتها، يبلور الفيلم معناه الكامل ويبرر عنوانه.
28 Years Later
(جيد)
داني بويل
بريطانيا | رعب
عروض 2025: تجاريةالفيلم الثالث في هذه السلسلة يعتمد المنظومة الناجحة للفيلمين السابقين «28 يوماً لاحقاً» و«28 أسبوعاً لاحقاً»، وهي عدم تمييع الفيلم بالسخرية أو بالكوميديا، بل إنجازه كحالة حتمية تحمل دلالات سياسية مختلفة، ولو أنها تبقى في نطاق أهوال ما يُعتقد أنه آت: «زومبيز» فقدوا الصلة بالواقع ينتشرون في كل مكان، وحضارة انتهت إلى الحضيض.
التفعيل الجدي للموضوع لا يفصل بين أفلام هذه السلسلة وعشرات أفلام «الزومبي» الأخرى فقط، بل يلتحق بما كان شيخ هذه الأفلام، المخرج جورج روميرو، قد عمد إليه في سلسلته المستقلّة التي بدأت سنة 1968 بفيلم «ليلة الموتى الأحياء».
«28 سنة لاحقة» من إخراج داني بويل، الذي حقق الفيلم الأول من هذه السلسلة سنة 2002 (الثاني من إخراج الإسباني خوان كارلوس فرناديللو سنة 2007). كسابقيه، يعني بوضع الصراع بين الآدميين و«الزومبيز» في نطاق مستقبلي وبصورة واقعية.
لا بد من إبداء الملاحظة هنا أن تأريخ كل جزء من هذه السلسلة يعمد إلى تحديد زمني لما هو قريب. بالتالي، ما بدأ قبل 23 سنة ما زال مستمراً، ليس بوصفه حكاية أساساً، بل كفترات زمنية لم تنجح فيها الحكومات في التخلص من هؤلاء الموتى الأحياء، بل زاد انتشارهم.
في هذا الفيلم الجديد، «الزومبيز» ما زالوا يهددون المجموعات البشرية التي تجاورهم. إنهم خطر ماحق يبدأ مع بداية الفيلم ويستمر حتى نهايته.
ما هو جديد، في نطاق الحبكة، هو استنساخ الواقع في صورة سياسية موحية. البشر في محميّتهم الصغيرة من دون أسلحة فعّالة، وحالهم أقرب إلى فترة تاريخية بعيدة مما هو مستقبل قريب.
كذلك، تبدو بريطانيا مفصولة، لا جغرافياً فقط عن باقي أوروبا، بل متروكة لمصيرها من قِبل جيرانها. لا حديث عن استفحال «الزومبيز» في باقي أوروبا والعالم، لكن هناك الإيحاء بأن ما يقع أمامنا منتشر في كل مكان.
كعادة الفيلمين السابقين، وبسبب جدّية التناول، «28 سنة لاحقة» مخيف، لا لمشاهدته، بقدر ما هو مخيف كتوقّع. هذا الناقد يذكر جيداً خروجه سنة 2007 ليلاً من العرض الخاص للجزء الثاني، وهو ينظر حوله وهو يتّجه إلى سيارته. الشعور نفسه يتكرّر اليوم، وفي أي فيلم «زومبيز» لاحق.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}