فرضت كوريا الجنوبية عقوبات أحادية الجانب على 4 أفراد و3 كيانات من كوريا الشمالية رداً على إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم (الجمعة).

وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من اختبار كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ «هواسونغ – 18»، الذي يعمل بالوقود الصلب تحت إشراف الزعيم كيم جونغ أون على الرغم من الإدانة الدولية لإطلاقها الصاروخي الأخير، وفقاً لوكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وقالت الوزارة: «رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً بعيد المدى يهدد السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمجتمع الدولي، قررت الحكومة فرض عقوبات أحادية الجانب ضد 4 أفراد و3 منظمات متورطة في تطوير وتمويل الأسلحة النووية والصاروخية».

ومن بين الأفراد الأربعة مسؤولون سابقون وحاليون رفيعو المستوى، من بينهم جونغ كيونغ تيك، مدير المكتب السياسي العام للجيش الشعبي الكوري الشمالي.

وتشمل الكيانات الثلاثة شركة تجارية كورية شمالية تعمل في أعمال بناء في أفريقيا والشرق الأوسط، بحسب الوزارة.

وأعلنت كوريا الشمالية (الخميس) أنها أجرت تجربة جديدة ناجحة على صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب، وفق وسائل إعلام رسمية، بعد أيام على تهديد بيونغ يانغ بإسقاط أي طائرة تجسس أميركية تنتهك مجالها الجوي.

وأفاد تقرير لـ«وكالة الأنباء المركزية»، التابعة لكوريا الشمالية أن صاروخ «هواسونغ – 18»، الذي يُزعم أنه يعمل بالوقود الصلب واختبره الشمال مرة واحدة فقط من قبل في أبريل (نيسان)، قد حلّق مسافة 1.001 كيلومتر على ارتفاع أقصى بلغ 6.648 كلم قبل سقوطه في بحر الشرق المعروف أيضاً باسم «بحر اليابان».

وذكر خبراء أن مدة تحليق الصاروخ بلغت نحو 70 دقيقة، وهي مطابقة لبعض عمليات بيونغ يانغ الأخرى لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وأضافت «وكالة الأنباء المركزية» أن عملية الإطلاق التي نُفذت بتوجيه من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كانت بمثابة «انفجار هائل» هزّ «الكوكب بأسره».

وأوردت الوكالة أن كيم تعهد أيضاً بشن «سلسلة من الهجمات العسكرية القوية» حتى تُغير الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سياساتهما تجاه الشمال.

وتأكيد عملية الإطلاق التي كان تحدث عنها الجيش الكوري الجنوبي (الأربعاء)، يأتي في وقت وصلت فيه العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها. وصف كيم جونغ أون وضع القوة النووية لبلاده السنة الماضية بأنه «لا عودة عنه»، ودعا إلى تطوير الترسانة العسكرية، خصوصاً الأسلحة النووية التكتيكية.

وفي مواجهة ذلك عززت سيول وواشنطن تعاونهما العسكري وتوعدتا بيونغ يانغ برد نووي و«إنهاء» الحكومة الحالية في كوريا الشمالية في حال استخدامها أسلحة نووية.

وعدّت هيئة الأركان لجيش كوريا الجنوبية أن عملية الإطلاق هذه «استفزاز خطر يقوض السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية»، وينتهك عقوبات الأمم المتحدة ضد بيونغ يانغ.

أما الولايات المتّحدة فأدانت «بشدة» إطلاق الصاروخ، قائلة إنه «يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي»، بحسب بيان صادر عن ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض.

وأعرب ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن «قلق» الأخير بشأن عملية الإطلاق، كما أدانت فرنسا عملية الإطلاق.

في فبراير (شباط)، أطلقت بيونغ يانغ أيضاً «هواسونغ – 15»، الذي عبر مسافة 989 كيلومتراً.

والاثنين، هددت كوريا الشمالية بإسقاط طائرات التجسس الأميركية التي تنتهك مجالها الجوي وأدانت خطة واشنطن نشر غواصة للصواريخ الباليستية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية فإن الولايات المتحدة «كثفت أنشطتها التجسسية بما يتجاوز مستويات زمن الحرب»، في إشارة إلى طائرات تجسس أميركية قامت بعدد من الطلعات في يوليو (تموز)، وُصفت بأنها «استفزازات»، لثمانية أيام متتالية.

وأشارت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم كيم جونغ أون ومستشارته المقربة، ليل الاثنين – الثلاثاء، إلى أن طائرة تجسس أميركية خرقت المجال الجوي الشرقي لكوريا الشمالية مرتين صباح اليوم نفسه. وحذرت في بيان من «إجراءات حاسمة» لبيونيغ يانغ إذا تجاوز الجيش الأميركي الخط العسكري لحدودها البحرية.

وأعلنت واشنطن في أبريل عزمها إرسال غواصة باليستية مسلحة نووياً في أول زيارة لميناء كوري جنوبي منذ عقود، دون تحديد موعد لذلك.

ورداً على ذلك، أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول تعزيز التعاون الدفاعي مع واشنطن، ونظم مناورات عسكرية مشتركة بأسلحة متطورة.

وأجرت كوريا الشمالية عدة عمليات إطلاق صواريخ هذا العام في خرق للعقوبات، بما في ذلك اختبار أقوى صواريخها الباليستية العابرة للقارات، وفي مايو (أيار) حاولت وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار.

شاركها.
Exit mobile version