رمضان في قطر مذاق أصيل وتراث متجدد..

❖ غنوة العلواني

لا تزال المأكولات الشعبية تحتل مكانة مميزة على المائدة الرمضانية، إذ أكدت سيدات منتجات لـ «الشرق» أن الإقبال يتزايد على أنواع معينة من الأطعمة والحلويات التي اعتاد الناس على تناولها خلال الشهر الكريم. وأشرن إلى أنه، رغم التطور الذي طرأ على المأكولات في العصر الحالي وامتلاء الموائد بأنواع فاخرة من الحلويات الشرقية والغربية، فإن الحلوى التراثية والمأكولات الشعبية لا تزال تحظى برواج كبير، خاصة عندما يتم تقديمها بأسلوب عصري.

وفي هذا السياق، أوضحت السيدة مريم محمد، صاحبة مشروع منزلي للمأكولات الشعبية، أنها تعمل حاليًا على الترويج لمنتجاتها من خلال معرض كتارا، حيث تلقى إقبالًا واسعًا. وأضافت أنها تستقبل الطلبات عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تمتلك قاعدة واسعة من الزبائن، يزداد نشاطها بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان المبارك.

وأشارت السيدة مريم إلى أن أشهر المأكولات التي تتصدر المائدة القطرية في رمضان تشمل الهريس، الثريد، البرياني، المجبوس، المشغوثة، المضروبة، وغيرها من الأطباق الشعبية والتراثية، مؤكدة أن هذه المأكولات لا تزال تحظى بإقبال كبير خلال الشهر الفضيل.

وأكدت أن المائدة القطرية تزخر بتشكيلة واسعة من الأطباق التقليدية، ورغم التنوع الكبير في الأصناف الحديثة التي دخلت عليها، فإن المأكولات التراثية تظل الأكثر رواجًا خلال الشهر الفضيل.

وأوضحت السيدة مريم محمد أن الحلويات الشعبية القطرية تحتل مكانة خاصة في رمضان، حيث تعد الساقو، الخنفروش، البلاليط، واللقيمات من أكثر الحلويات شهرة، نظرًا لغناها بالنكهات العطرية التي تبرز فيها الزعفران والهيل بشكل واضح. وأضافت أن هذه الروائح الزكية تكاد لا تخلو منها المنازل القطرية خلال الشهر الكريم والأعياد.

   – تحضيرات رمضان تبدأ مبكرًا

من جهتها، تحدثت السيدة صافية العتيبي، صاحبة مشروع منزلي متخصص في المأكولات التراثية، عن التحضيرات المكثفة التي تسبق حلول شهر رمضان بعدة أيام، حيث تبدأ ربات المنازل بتجهيز الخلطات والمكونات الأساسية المستخدمة في طهي الأطباق التقليدية. وأكدت لـ «الشرق» أن الإقبال على منتجاتها يكون في ذروته خلال الشهر المبارك، خاصة على المأكولات التراثية التي يتم إعدادها بأسلوب احترافي. وأشارت العتيبي إلى أن هناك أطباقًا لا تكاد تخلو منها موائد الإفطار القطرية، مثل الهريس، الثريد، المضروبة، المرقوقة، المحمر، كباب النخي، شوربة الهريس، البلاليط، والخنفروش، مؤكدة أن هذه الأطعمة تظل المفضلة لدى العائلات القطرية رغم الحداثة التي طرأت على المائدة المحلية ودخول أصناف جديدة. مؤكدة أن القطريين يحرصون على أن تكون موائدهم عامرة بالأكلات الشعبية، التي تعكس العادات والتقاليد الغذائية الأصيلة خلال شهر رمضان المبارك.

وأوضحت أن الأسرة القطرية تفضل أن تتصدر الأكلات الشعبية مائدتها طيلة أيام الشهر الفضيل وخلال العيد أيضًا، مشيرة إلى أن بعض الأطباق التقليدية لا تزال تحظى بإقبال كبير، وفي مقدمتها الثريد، الذي يعد من أكثر الأكلات طلبًا حتى يومنا هذا.

   – الثريد.. أكلة رمضانية أصيلة

وقالت السيدة صافية العتيبي إن الثريد يتميز بمكوناته البسيطة، التي تشمل اللحم والخضار مثل البطاطس، القرع، الباذنجان، والكوسا، إلى جانب تشكيلة من البهارات التي تضفي عليه نكهة زكية وعطرة. وأضافت أن مرق الثريد يقدم في صحن عميق يحتوي على خبز الرقاق، الذي يعد العنصر الأساسي في هذه الأكلة، مشيرة إلى أن تحضير خبز الرقاق يتم على «التاوة»، وهي صفيحة دائرية سميكة من الحديد، حيث تقوم المرأة بمسح طبقة رقيقة من العجين فوقها بعد أن تسخن جيدًا.

وأكدت العتيبي أن المأكولات الشعبية والتراثية لا تزال تتصدر موائد المناسبات الاجتماعية والأعياد، حيث يفضلها الكثيرون نظرًا لنكهتها المميزة وارتباطها بالعادات والتقاليد القطرية العريقة.

   – إقبال متزايد على الذبائح والحلويات والمنتجات التراثية

كما لفتت إلى أن الإقبال يزداد على الذبائح خلال شهر رمضان، إلى جانب الحلويات بكافة أنواعها، مؤكدة أن القطريين يحرصون على شراء العود والبخور والخلطات العطرية التي تمنح الشهر الفضيل رونقه الخاص ونكهته الجميلة.

وأضافت العتيبي أن الأسر القطرية تستعد لرمضان بطرق خاصة، حيث يزداد الطلب على القهوة القطرية والتمور، مشيرة إلى أن هذا الشهر يشهد انتعاشًا كبيرًا في سوق المنتجات التقليدية، سواء من حيث الإقبال على الذهب، الملابس التقليدية، أو الجلابيات المطرزة ذات الطابع التراثي الأصيل. وختمت حديثها بالتأكيد على أن الشعب القطري لا يزال يحتفظ بعاداته وتقاليده الأصيلة، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث تبقى المائدة القطرية عامرة بالمأكولات التقليدية، وفي مقدمتها الذبائح والمأكولات الشعبية التي تحمل عبق الماضي وتاريخ الأجداد.

شاركها.
Exit mobile version