الدوحة – موقع الشرق

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يوماً من العمل المتواصل.

و قال الصالح في منشور على حسابها بمنصة إكس: نُعلن اليوم عن السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يوماً من العمل المتواصل، أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لرجال الدفاع المدني وأفواج الإطفاء السوريين، وللأشقاء من قطر،تركيا  الأردن،  العراق، لبنان، ولكل المتطوعين والجهات الحكومية التي شاركتنا هذه المعركة الصعبة. هذه نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية، حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران.

وكان الصالح قد أوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ اللاذقية محمد عثمان، أن التحديات الميدانية التي واجهت فرق الإطفاء كانت كبيرة، أبرزها الألغام ومخلفات الحرب، إضافة إلى الرياح القوية المتبدلة الاتجاه ووعورة التضاريس وغياب خطوط الفصل الناري نتيجة الإهمال الطويل للغابات، محذراً من أن الكارثة الحقيقية لا تكمن فقط فيما خسرناه، بل في تداعياتها المستقبلية، ومنها خطر الانجراف وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.

وبيّن الصالح، أن الوزارة اعتمدت على مركز الإنذار المبكر للعوامل الجوية الذي رصد بشكل دوري سرعات الرياح واتجاهاتها في مواقع الحريق، ما أسفر عن إعداد إستراتيجيات تدخل دقيقة من غرفة العمليات، إضافة لاستخدام صور الأقمار الصناعية وطائرات “الدرون” الحرارية والعادية لتحديد بؤر النيران، ما ساهم بشكل مباشر في تسريع السيطرة على الحرائق.

ولفت الصالح، إلى أن الوزارة ستبدأ قريباً بتركيب نظام إنذار مبكر للحرائق ضمن خطة متكاملة، تشمل إنشاء منظومة وطنية لحماية الغابات وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية، مشدداً على أن “النار انتهت، لكن المهمة لم تنته، ومن اليوم تبدأ مهمتنا الحقيقية لإعادة الحياة إلى هذه الجبال”.

وتوجه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث بالشكر، إلى الفرق القادمة من تركيا والأردن والعراق ولبنان وقطر، وإلى جميع الفرق التطوعية التي كان لها دور مهم في الدعم اللوجستي، ووزارات الدولة ومؤسساتها التي عملت بتناغم ومسؤولية، وقال: “أنتم جميعاً صنعتم ملحمة إنسانية ستظل خالدة في ذاكرة هذا الوطن، وكنتم صورة مشرقة للتضامن والتكافل”.

بدوره، أشار محافظ اللاذقية محمد عثمان، إلى أن التنسيق الكامل بين فرق الإطفاء والدفاع المدني من مختلف المحافظات السورية، إلى جانب الدعم من الدول الشقيقة، ساهم في السيطرة على النيران، مبيناً أن المحافظة عملت خلال 12 يوماً من الحريق على تأمين جميع الاحتياجات الميدانية والإنسانية، بما في ذلك إنشاء مطبخ ميداني قدم أكثر من 2500 وجبة يومياً، وتأمين معدات الإطفاء بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع.

وأوضح عثمان أن الحرائق دمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وضررت 45 قرية، فيما بلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة، مشيراً إلى أن وفوداً وزارية زارت المناطق المتضررة، وبدأت بوضع خطة شاملة لتقييم الأضرار وتعويض المتضررين، كما أن المحافظة ستعمل على تنفيذ خطة إعادة التأهيل بالتنسيق مع الوزارات المعنية.

شاركها.
Exit mobile version