رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية

إسطنبول- قنا

 أكد السيد فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية غدا /الأحد/ هو الأجدر لقيادة البلاد واستكمال مسيرة التنمية والتقدم التي بدأها حزب العدالة والتنمية قبل 20 عاما، خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها العالم مؤخراً، مثمناً في الوقت ذاته الدعم القطري لتركيا لتجاوز كارثة الزلزال المدمر الذي ضربها في فبراير الماضي.

وقال فخر الدين ألطون في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن الرئيس أردوغان جعل الإرادة الوطنية التركية تسود من خلال النضال ضد مراكز الوصاية المحلية والأجنبية، مشددا على أن تركيا حققت مكاسب جدية للغاية في السنوات العشرين الماضية.

وتابع “إذا كانت تركيا تصدر منتجات دفاعية عالية التقنية، وتستفيد من احتياطيات الغاز الطبيعي، وتنفذ مشاريع بنية تحتية عملاقة، فلن يكون من الخطأ أن نعزو هذا النجاح إلى القيادة القوية والحازمة للرئيس أردوغان، ونتمنى أن يستمر في تنمية تركيا، التي تعد قوة إقليمية وعالمية مستقرّة، وأن تكون انتخابات الغد مفيدة لبلدنا وأمتنا”.

وتطرق إلى كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، ومدى تأثيرها على نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، مشيراً إلى أن تركيا لم تشهد زلزالاً واحداً، بل زلزالين كبيرين للغاية، قائلاً: نحن نتحدث عن كارثة غير عادية لا يمكن للعديد من البلدان التغلب عليها لسنوات، لقد تعرضنا لزلزال أصاب 11 مقاطعة، ومنطقة الزلزال أكبر من المساحة الإجمالية للعديد من الدول الأوروبية. لذلك، فإن أمتنا لا تبالغ في حجم الكارثة عندما تشير إلى الحدث على أنه “كارثة القرن”.

وأشاد ألطون باستجابة الدولة والحكومة التركية منذ اليوم الأول للزلزال من جهود البحث والإنقاذ إلى المساعدات الغذائية والمأوى في حالات الطوارئ، من الإجراءات القضائية إلى بناء مساكن دائمة، معتبراً “أنه في ظل القيادة القوية للرئيس أردوغان، فقد أظهرت الدولة أداء قويا، وأصبحت مؤسساتها ومنظماتها غير الحكومية ومواطنيها قلبا واحدا، وقدم أصدقاؤنا وحلفاؤنا مثل قطر دعما جادا للأمة التركية في هذه الكارثة ونحن ممتنون لهذه المساهمات”.

واعتبر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن وصف الزلزال بكارثة القرن لأنه تعلق بحياة الناس الذين شردتهم تلك الكارثة، وقال “وفي واقع الأمر، لدينا زعيم يتبنى مبدأ، دع الناس يعيشون حتى تعيش الدولة، وفي الأشهر الثلاثة الماضية، لم يكن لدينا أي تفكير سوى مداواة الجروح”.

وشدد على أن تركيا قد قطعت شوطا طويلا خلال 20 عاما من حيث قدرة الدولة في التعامل مع الأحداث، قائلا “نعتبر أن من مسؤولياتنا الرئيسية الاستعداد للكوارث التي قد تحدث في المستقبل بأفضل طريقة”.

وأكد أن الرئيس التركي وعد ببناء 200 ألف منزل للمتضررين في 11 مدينة تركية تضررت من الزلزال، والجميع يعلم أن أردوغان قادر على تحقيق ذلك، وتابع “في الواقع، بعد الزلازل الكبيرة التي حدثت في أماكن مثل /فان/ و/إلازيغ/ و/إزمير/، عالجت دولتنا الجراح بسرعة، وتم توفير مساكن جديدة وآمنة لمواطنينا، يجب أن يعرف مواطنونا الذين تضررت منازلهم في كارثة القرن أن الدولة معهم دائماً، وبدأنا في تسليم منازل لضحايا الزلزال”.

وبشأن التطورات الإقليمية والعالمية، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على تركيا ومدى انعكاساتها على الانتخابات التركية، قال ألطون إن للحرب الروسية الأوكرانية تداعيات عالمية، وتركيا تأثرت بهذا الصراع بصفتها جارة للبلدين، مشيرا إلى أن هذه الحرب لن تفيد أحد وعامل سلبي على المنطقة والعالم.

وأشار رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية إلى الجهود التي قام بها الرئيس أردوغان لضمان تصدير المنتجات الزراعية لتفادي وقوع أزمة غذاء عالمية، وذلك من خلال رعاية تركيا لاتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا واستضافتها لبعض جهات الاتصال لأجهزة المخابرات الأمريكية والروسية، مشددا على أن هذا الاتفاق يدل على المكانة التي وصلت لها تركيا عالميا.

وتابع أن الأحداث في أوكرانيا أظهرت أن النظام العالمي يمر بعملية تحول، “وعندما يدلي مواطنونا بأصواتهم غدا، سيسألون أنفسهم بطبيعة الحال من يجب أن يحكم تركيا في بيئة عدم الاستقرار هذه، أعتقد أن أردوغان سيظهر في المقدمة بخبرته وقيادته القوية ومهاراته الدبلوماسية”.

وحول الأزمة التي رافقت طلب السويد وفنلندا الانضمام للناتو قال فخر الدين ألطون إن تركيا انضمت إلى الناتو منذ حوالي 70 عاماً، ولديها ثاني أكبر جيش في الناتو، وعلى الدول التي ترغب الانضمام للناتو إقناع تركيا بذلك وفي حالة فنلندا والسويد كانت لدى أنقرة تحفظات بشأن “مكافحة الإرهاب”.

وأوضح أن تركيا دعت الدول التي تسعى للانضمام للناتو بأن تأخذ المخاوف الأمنية لجميع الحلفاء، على محمل الجد، ونتيجة لذلك، وقعنا العام الماضي على مذكرة ثلاثية الأطراف وسجلنا المطالب التي يتعين على البلدان المعنية تلبيتها، ولقد أوفت فنلندا بمسؤولياتها في هذا السياق، وأوفينا نحن بوعدنا، لكن لم تحقق السويد توقعاتنا بعد، على الرغم من أنهم أعطوا رسائل دافئة، إلا أنهم لم يتخذوا خطوات ملموسة.

وأضاف أنه إذا تمكنت السويد من تبديد مخاوف تركيا، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فيمكنها الانضمام إلى الحلف، ومع ذلك، فإن الجانب السويدي سيحدد متى سيحدث ذلك.

وبشأن دور تركيا في الجهود الدولية لمكافحة التحديات الكبرى التي يفرضها التغير المناخي، أكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن بلاده تأخذ قضايا تغير المناخ والتلوث البيئي على محمل الجد وتتابعها عن كثب، منوهاً بأن تركيا صدّقت على اتفاقية باريس للمناخ، مشيراً إلى جهودها في انتقال البلاد إلى المصادر النظيفة، وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.

وأشار إلى تنفيذ بلاده مشروع “صفر نفايات” والذي حقق نجاحات كبيرة، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى أبداء تقديرها لهذه المبادرة بإعلانها يوم 30 مارس ليكون “اليوم العالمي لصفر نفايات”، مطالبا الاقتصادات المتقدمة بتحمل المسؤولية تجاه قضايا المناخ.

وحول ما إذا كان ملف الانضمام للاتحاد الأوروبي قد أغلق بالكامل، قال فخر الدين ألطون إنه في الوقت الذي تري فيه بلاده أن الانضمام للاتحاد الأوروبي هدفا استراتيجيا إلا أنها دائما تؤكد أن الأولوية هي حماية مصالح تركيا، “ولا يمكن للدول أن تصبح أقوى من خلال تعريض مصالحها وسيادتها للخطر، خاصة في هذه الفترة الحساسة التي نشهد فيها ولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب”.

شاركها.
Exit mobile version