محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي

الدوحة – قنا

أشاد دولة السيد محمد شياع السوداني رئيس وزراء جمهورية العراق، بموضوع منتدى الأمن العالمي الذي يركز على الاهتمام بالأمن وحلوله المستدامة، لافتا إلى أن الأمن يشمل جميع الأوجه والمسارات التي تمس حياة الشعوب وتحكم سعيها لتحقيق معيشة كريمة في ظل سلام مستدام.

وقال دولة رئيس الوزراء العراقي في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي في افتتاح النسخة السادسة من منتدى الأمن العالمي المقام حاليا بالدوحة: “إن استضافة دولة قطر لهذا الحدث يؤكد ويعزز موقعها في طليعة التجارب الناجحة في التنمية والبناء”.

وشدد على أن الأمن لم يعد مقتصرا على القرار السياسي أو العمل الميداني فقط، بل أصبح يشمل حزمة متداخلة من الإجراءات والمصالح المتبادلة المشروعة، والنظم التجارية والاقتصادية العادلة.

وقال في هذا السياق “إذا دعمنا الأمن بكل مفاهيمه من خلال ترابط اقتصادي يساهم في إيجاد الحلول ويساند في مواجهة التحديات، سنجد أن أسباب الاضطراب ستتراجع وستقل فرص إثارة الفتن وتضمحل منابع الصراعات، مما سيمكننا من تخصيص المزيد من الموارد لقطاعات التنمية”.

وحذر من أن العدوان على المدنيين في غزة والأراضي المحتلة والموقف الدولي الضعيف تجاه الحق الفلسطيني، يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها من خلال انتشار الصراع وإهانة القانون الدولي وانتهاك حرمة الدماء، مضيفا أن هذا الوضع يمثل اليوم أكبر تهديد لشعوب المنطقة واستقرارها.

وأكد أن العمل على وقف الإبادة الجماعية الصريحة بحق الشعب الفلسطيني سيكون بداية لبناء منظومة الثقة المتبادلة في مساعينا نحو تحقيق الأمن لشعوبنا ومنطقتنا.

واستعرض دولة السيد محمد شياع السوداني ما عاناه الشعب العراقي عبر العقود الماضية من آلام وحروب استنزفت واستنفدت وقتا ثمينا لم يستثمر لصالح آمال الشعب، موضحا أنه رغم هذه العقبات تمكن العراق من الانتصار في معركة الإرهاب.

وتابع أن الحكومة العراقية آلت على نفسها أن تغير حال الاقتصاد العراقي نحو الانفتاح على الشراكات المثمرة، والتنوع في الموارد، ومواجهة التحديات المزمنة في البطالة والخدمات والفساد، ومحاربة الفقر، وتدعيم الإصلاح الاقتصادي بجميع أشكاله، فلم يمض إلا عام ونصف العام، حتى باتت الأرقام الاستقرائية للاقتصاد تتحدث عن صعود إيجابي متشعب ومتنوع.

وأوضح دولة رئيس الوزراء العراقي، أن بلاده تبذل جهودا حثيثة لتحقيق أهدافها التنموية رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها، منوها إلى أن قطاعات الصحة والكهرباء والخدمات العامة والبنى التحتية المدنية والنظام المصرفي السليم، إضافة إلى الإدارة الحكومية النزيهة، ومحاربة الفقر، واستغلال الطاقة والاستثمار، ومواجهة التغيرات المناخية والبيئية، وتوفير الغذاء والسكن والتعليم، أصبحت جميعها بنودا أساسية في العقد الرابط بين المواطن والحكومة.

وشدد على أن هذه المجالات تشكل دعامة لاستمرار الخيار الديمقراطي، وهي الدافع الرئيسي الذي يحفز المواطنين على المشاركة في الانتخابات كوسيلة دستورية لا بديل لها لاختيار الحكم وصنع القرار.

وقال: “نحث الخطى الواثقة في مشروعنا الأبرز، مشروع طريق التنمية، هذا الممر الاستراتيجي الذي سيربط مصالح المنطقة ربطا إيجابيا متكاملا، وسيؤكد دور العراق التاريخي بوصفه ساحة آمنة لصنع الفرص والتكامل الاقتصادي، وتشابك المصالح بين الشعوب قبل الحكومات، ونعتقد واثقين أن هذه هي دعائم أمن واستقرار في المنطقة”.

وتدور مناقشات منتدى الأمن العالمي 2024، الذي يقام تحت عنوان “المنافسة الاستراتيجية: تعقيدات الاعتماد المتبادل” ويستمر ثلاثة أيام، حول المنافسة الاستراتيجية على المستوى العالمي في ظل التعقيدات التي يفرضها الاعتماد المتبادل بين الدول والأطراف المختلفة، ويسلط الضوء على التحديات الأمنية العالمية التي يفرضها سياق المنافسة الاستراتيجية، كما يقوم المخاطر والفرص الناتجة عن الاعتماد المتبادل.

شاركها.
Exit mobile version