الدوحة – موقع الشرق

 

 

قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن دولة قطر تعرضت اليوم إلى هجوم غادر من قوات الاحتلال الإسرائيلية، ولا يمكن تفسيره إلا في سياق إرهاب دولة، وهذا الاعتداء استهدف مقر قيادات المكتب السياسي لحركة حماس أثناء انعقاد المفاوضات.

وأكد معاليه خلال المؤتمر الصحفي الخاص، على أن “الهجوم الإسرائيلي الذي تم اليوم على أرض قطر لا نستطيع أن نسميه إلا إرهاب دولة، يمارسه شخص مثل نتنياهو في سياق هذه السياسات الممنهجة ومحاولاته المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، وهي رسالة واضحة للمنطقة ككل، وهذه الرسالة تقول إن هناك لاعب مارق في هذه المنطقة وهناك عربدة سياسية في المنطقة وانتهاك لسيادة الدول.

وأكد معاليه أن “الهجوم كان عملية غادرة 100 %، ولم يتم العلم بها إلا في وقت حدوثها، وكل المعلومات التي تم تداولها والشائعات التي ينسجها نتنياهو كلها أكاذيب.

وتابع معاليه: فيما يخص بعض التصريحات التي تقول إنه تم إخطارنا من الجانب الأمريكي، نقول إن الجانب الأمريكي أبلغنا برسالة بعد وقوع الهجوم الأمريكي بعشرة دقائق، وقال إنهم استلموا رسالة تفيد بانطلاق صاروخ على دولة قطر.

وأكد معاليه أن الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت منذ اللحظة الأولى بتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله التعامل الفوري مع الحادث الذي وقع في تمام الساعة 3:46 مساءً، وتم حصر الإصابات والضحايا الذين استشهدوا في هذا الهجوم الغادر، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان السلامة العامة واحتواء التبعات لذلك، وفي هذا السياق، نتقدم بأحر التعازي لأسرة وذوي شهيد قوة الأمن الداخلي الوكيل عريف بدر سعد الدوسري الذي ارتقى نتيجة هذا الهجوم أثناء تأدية واجبه، ولأسر الشهداء الذين توفاهم الله في هذا الهجوم الغادر.

وأضاف معاليه: نتنياهو صرح بأنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط، هل هذه رسالة بأنه سيعيد تشكيل الخليج أيضاً؟، نعتقد أننا اليوم وصلنا إلى لحظة مفصلية بأن يكون هناك رد من المنطقة بأكمل على مثل هذه التصرفات الهمجية التي تعكس همجية هذا الشخص الذي يقود المنطقة إلى مستوى للأسف لا يمكن إصلاحه أو العمل وفق النظم والأطر والقوانين الدولية التي ضرب بها عرض الحائط.

وأكد معاليه في معرض حديثه، أن دولة قطر أنها لن تتهاون فيما يتعلق بالمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، وأنها ستتعامل بحزم مع أي اختراق متهور أو اعتداء يطال أمنها ويهدد استقرار المنطقة، وأنها تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر، وسوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للرد عليه.

وقال: توجيه حضرة صاحب السمو حفظه الله واضح بأن أمن المواطنين والمقيمين هو في سلم أولوياتنا، وعليه سيتم البدء منذ الغد إن شاء الله في عمل مراجعة شاملة لسياسات وإجراءات لضمان ردع هذه التصرفات وعدم تكرارها.

وأوضح معاليه أنه تم تشكيل فريق قانوني برئاسة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية الذي سيباشر اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للرد على هذا الهجوم الذي لا يعتبر إلا تصرف مارق.

وأوضح معاليه أن “التاريخ سيسجل هذه الحادثة، والقوانين والأعراف الدولية يجب أن تأخذ هذه الحادثة في عين الاعتبار، لأن العمل على انتهاك سيادة الدول بعدم مبالاة وباستهتار يجب عدم التغاضي عنه، ونحن عملنا على اتصالات متواصلة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة لاتخاذ إجراءات حيال هذا الهجوم وسنقوم بالإعلان عن كل ما نتخذه في الأيام القادمة”.

وأضاف معاليه بالقول إن هذا الهجوم لم يكن مجرد خرق صارخ لكل القوانين الدولية، بل تجاوز أيضًا أبسط المعايير الأخلاقية. نحن نتحدث عن دولة وسيطة تستضيف مفاوضات رسمية وبرعاية معلنة، وبحضور وفود رسمية، ثم تُوجَّه الصواريخ لاستهداف الوفد المفاوض من الطرف الآخر. بأي منطق أو معيار أخلاقي يمكن قبول ذلك؟ لا يمكن وصف ما جرى إلا بأنه غدر صريح. لكن نحن نستغرب أن يكون مثل هذا التصرف ممنهج من شخص يدعي أنه يحقق استقرار المنقطة وهو لا يحقق إلا زعزعة المنطقة بأوهام نرجسية لمصالحه الشخصية.

وتابع معاليه: نحن في الأيام الأخيرة كانت المفاوضات مستمرة، وكانت تتم على قدم وساق بطلب من الجانب الأمريكي لبحث الورقة الأخيرة التي تم استلامها من الجانب الأمريكي، ورغم ذلك، وبمعرفة الطرف الإسرائيلي الذي كان يرسل وفوده بشكل مستمر إلى الدوحة، عمل على تخريب كل محاولة لإيجاد فرص السلام، هل العالم يحتاج إلى رسالة أوضح من ذلك؟، من الذي يغلق هذا الباب للسلام؟، هل المجتمع الدولي يحتاج رسالة أكثر عن من هو المتنمر في المنطقة؟

** الوساطة مستمرة

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن الدبلوماسية القطرية لم تُبنَ على تصرفات دولة مثل إسرائيل أو أي طرف آخر، مؤكداً أنها بُنيت على أساس استقرار المنقطة.

جاء ذلك في رد من معاليه، خلال المؤتمر الصحفي الخاص، على سؤال رئيس تحرير الشرق الأستاذ جابر الحرمي، حول ما إذا كان الهجوم الإسرائيلي الغادر سيثني دولة قطر عن الاستمرار في الوساطة بشأن غزة؟

وقال معاليه: أود أن أوضح لك أن الدبلوماسية القطرية لم تبنى على تصرفات دولة مثل إسرائيل أو طرف على آخر، الدبلوماسية القطرية بنيت على أساس الاستقرار في المنطقة، والاستقرار في المنطقة نراه لن يتحقق إلا بحلول دبلوماسية وعمل دبلوماسي مكثف، ولن يحقق من خلال الحروب والصراعات.

وتابع معاليه: الوساطة في الدبلوماسية القطرية هي جزء من هذه الهوية، وستستمر ولن يثنينا أي شيء عن الاستمرار في هذا الدور في كافة القضايا المختلفة حولنا في المنطقة، وصولاً إلى الاستقرار في المنطقة، وصولاً إلى الاستقرار في شعوبنا في النهاية.

شاركها.
Exit mobile version