الدوحة – الشرق

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن شريعة الله اهتمت بتربية الأبناء والناس والنفوس، وتنشئتهم على منهج الدين والملة السمحة، لأن دين الله تعالى يهدي القلوب ويرشدها ويهذب الوجدان ويعدلها ويقوم ويسدد للتي هي أحسن وأعدل وأحكم.

وذكر أن الإسلام ليس كغيره من المذاهب والأديان وإنه لا دين سواه اليوم صحيحا، “إن الدين عند الله الإسلام”، “وقال إنه دين التوحيد الخالص، دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، دين الله عز وجل يحفظ من الضلال والاعوجاج والانحراف، يحفظ من تربى في حياضه من العطب العقدي، والانحراف الفكري والثقافي، حتى البدني، يحفظ الإنسان في فكره وثقافته، وقبل ذلك في إيمانه، في إيمانه بربه ورسوله وقرآنه وسنته، يدل على الحق، ويحث عليه، ويحذر من الباطل، وينهاه عنه.

وأكد الشيخ د. محمد المريخي أن الأبناء والناشئة أمانة ومسؤولية في الدنيا والآخرة، “يوصيكم الله في أولادكم”، الأبناء قرة للعين، أو شقاء، لها راحة وطمأنينة، أو تعب ونصب وقلق، هم نعمة أو نقمة، وإن الله تعالى سائل عنهم وسائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع ؟.

اهتم المهتمون بالذرية وتنشئة الأبناء وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون، وسألوا الله أن يرزقهم الذرية ويعينهم على التربية، وحرصوا أن يكونوا صالحين، وكانوا عليهم الصلاة والسلام يدركون النعمة والغنيمة بهم، ولذا توجهوا إلى ربهم عز وجل يدعونه ويطلبونه المنح بالذرية ويسألونه صلاحهم “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين”.

“هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء”، “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما”، إنهم كرامة للعبد في الدنيا والآخرة، “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء”، “إذا مات ابن آدم قطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وتساءل الخطيب.. على أي أمر يربى الأبناء والناشئة اليوم؟ من المفروض أن يربوا على الملة والدين أولا وقبل كل شيء، لأننا في عصر التحديات وما أدراكم، ما عصر التحديات؟ التحديات التي تتحدى الإسلام ومعتقداته، وهي كثيرة جدا، الإلحاد والكفر، والتشكيك في الثوابت والغرور بالكافر غرورا تعدى حدوده والدعوة إلى الشهوات والقبائح والدعوة إلى التخفيف من الاستقامات والتمتع بالشهوات باسم الترويح عن النفوس، والاعتذار عنها كونها ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، وكثرة الانتكاسات وظهور الطامات في الأخلاق والتصورات، وتسمية العدو الصديق، تحديات لا مقاوم لها إلا الله سبحانه بالتسلح بدينه وتوحيده.

شاركها.
Exit mobile version