مع تراجع التغطية الإعلامية السلبية التي يتلقاها، خصوصاً من طرف المؤسسات الإعلامية المحافظة، يسعى المرشح الرئاسي الجمهوري رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، لتغيير مسار حملته عبر التقرّب مجدداً من الإنجيليين، أكبر قاعدة شعبية للجمهوريين. بيد أن ديسانتيس يواجه مشكلة أكبر، مع إعلان الكثير من المانحين الجمهوريين ابتعادهم عنه، لأسباب تتراوح بين رفضهم أجندته المتشددة جداً، وتراجع نسبة تأييده.

ويستعد ديسانتيس لحضور تجمع انتخابي ضخم في ولاية أيوا، التي يحظى الإنجيليون بهيمنة كبيرة فيها. ويسعى إلى استغلال الانتقادات اللاذعة التي وجَّهها منافسه الأول دونالد ترمب، إلى حاكمة الولاية الجمهورية كيم رينولدز التي تحظى بتأييد شعبي من القاعدة الإنجيلية. وسيلقي ديسانتيس، الجمعة، كلمة في الاحتفال الذي تنظمه منظمة مسيحية مؤثرة، تُدعى «فاميلي ليدر»، ويجتذب حشداً كبيراً من القساوسة المحافظين.

وقال فاندر بلاتس، الرئيس التنفيذي للمنظمة، في مقابلة: «أعتقد حقاً أن أميركا تريد قلب الصفحة. إذا كنت تبحث عن بديل لترمب، أعتقد أن ديسانتيس هو المرشح الأوفر حظاً الآن».

ولاية أيوا… قاعدة الإنجيليين

يَعد ديسانتيس الحصول على دعم الإنجيليين في ولاية أيوا أولوية، على الرغم من احتفاظ ترمب بتقدمه في استطلاعات الرأي في الولاية. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مجموعة العمل التي تدعم ترشيح ديسانتيس قولها إنها طرقت بالفعل أكثر من 165 ألف باب في الولاية. كما أنفقت أكثر من 4 ملايين دولار حتى الآن على الإعلانات فيها، بما في ذلك واحد هاجم موقف ترمب من الإجهاض، وفقاً لشركة «آد إمباكت» لتتبع الإعلانات. وقال أحد كبار مستشاري المجموعة إنها في طريقها أيضاً لفتح خمسة مكاتب في جميع أنحاء الولاية.

غير أن ديسانتيس لن يكون وحيداً في أيوا، على الرغم من أن المقابلة التي سيُجريها معه المذيع المطرود من محطة «فوكس نيوز» تاكر كرلسون، ستكون مختلفة عن مشاركة المرشحين الآخرين. وأعلن نائب الرئيس السابق مايك بنس، والسيناتور تيم سكوت، ونيكي هالي، وفيفك راماسوامي، وآسا هاتشينسون، عن مشاركتهم في الاحتفال، الذي اختار ترمب عدم حضوره. وهو ما أرجعه المتحدث باسمه، ستيفن تشيونغ، إلى «تضارب في المواعيد». وقال: «سيكون الرئيس (السابق) في فلوريدا في نهاية هذا الأسبوع، متصدراً المؤتمر الوطني الأول للناخبين الشباب».

وحسب مستشار ديسانتيس، سيُجيب والمرشحون الآخرون عن أسئلة أهمّها موقفهم من ترمب الذي يواجه صعوبات قضائية جدية. وقال بلاتس، رئيس المنظمة المسيحية، إنه «يصلّي من أجل ترمب» لكنه أعرب عن شكوكه في قدرته على الفوز في الانتخابات العامة.

سكوت بديلاً عن ديسانتيس؟

في الوقت ذاته، أعلن الكثير من المانحين الجمهوريين الأثرياء أنهم يعيدون النظر في رهانهم على ديسانتيس، ويبحثون عن بديل جمهوري آخر غير ترمب. وأعلن بعضهم أنهم يلقون نظرة جادة على السيناتور الجمهوري تيم سكوت. والتقى رجل الأعمال الملياردير رونالد لودر، وريث مستحضرات التجميل «استي لودر»، الذي دعم ترمب في عام 2020، أخيراً، مع سكوت وسط قلق واسع بين مؤيدي الحزب الجمهوري الأثرياء بشأن ميدان السباق، وتعثر ديسانتيس. ويعبر الكثير من المانحين الأثرياء في مدينة نيويورك، مسقط رأس ترمب، عن تعبهم منه، ويقلقون بشأن فرصه للفوز في الانتخابات العامة. لكنهم يقولون إن إيمانهم بديسانتيس قد اهتز بسبب انطلاقة حملته المرتبكة، ومواقفه المتشددة من الإجهاض وغيرها من قضايا الحرب الثقافية. ويخشون أن تؤدي إلى استقطاب الناخبين المستقلين الذين تتزايد أعدادهم في رفض تلك الأجندة، حسب استطلاعات الرأي، ما قد يضعهم في مأزق نفاد الوقت للعثور على مرشح آخر. ويرى هؤلاء أن سكوت يمكنه أن يكون بديلاً جمهورياً تقليدياً مقبولاً، عن ترمب والمرشحين الشعبويين الآخرين.

ووحسب صحيفة «بوليتيكو» فقد ناقش لودر مع سكوت، خريطته الانتخابية للفوز، ويخطط للقائه مجدداً، ومرشحين آخرين، قبل توقيعه على «شيك» المساعدة. بدوره قال الملياردير الجمهوري، آندي سابين، قطب صناعة التعدين، إن «الكثير من المتبرعين الذين قابلتهم لديهم فضول ويريدون مقابلة سكوت ومعرفة ما يدور حوله. إنه الرجل الوحيد الذي يترشح ويتمتع ببعض الشخصية والكاريزما». وبينما أشاد بمواقفه المعتدلة من الإجهاض وغيره من القضايا، قال سابين إنه يخطط لاستضافة حملة لجمع التبرعات لسكوت الشهر المقبل في منزله.

شاركها.
Exit mobile version