كشف باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية عن أن دواء «الميتفورمين»، المستخدم على نطاق واسع لعلاج مرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة تكيّس المبايض لدى النساء، يمكن أن يساعد دجاج «الأمهات» على وضع عدد أكبر من البيض، والحفاظ على خصوبته لفترة أطول مع التقدم في العمر.

وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يُحدث نقلة نوعية في صناعة الدواجن وإنتاج الغذاء، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «Biology of Reproduction».

ويُقصد بدجاج «الأمهات» ذلك النوع المستخدم لإنتاج البيض المُخصب الذي يُفقس لاحقاً ليُصبح دجاج تسمين، أي الدجاج الذي يُربّى من أجل لحمه.

وقد خضع هذا النوع من الدواجن لسنوات من التهجين الانتقائي، بهدف إنتاج نسل ينمو بسرعة ويصل إلى الوزن التسويقي في وقت قياسي، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم البيضاء.

لكن هذا التحسين في صفات النمو جاء على حساب الخصوبة؛ إذ ينخفض إنتاج دجاج الأمهات من البيض بشكل كبير مع التقدم في العمر، ما يُقلّص فترة استخدامه في المزارع ويُشكّل تحدياً اقتصادياً لمربّي الدواجن.

وبيّن الباحثون أن هذا التراجع في الخصوبة يشبه إلى حد كبير ما يحدث في حالة متلازمة تكيس المبايض لدى النساء، وهي حالة تؤثر على وظيفة المبيض والخصوبة، وتُعد من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً لدى النساء وتُعد أحد الأسباب الرئيسية للعقم، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

نتائج واعدة

ويُستخدم دواء «الميتفورمين» أحياناً لعلاج هذه الحالة، من خلال تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وتقليل مستويات الهرمونات الزائدة، وتنظيم الدورة الشهرية، مما يُسهم في تعزيز الخصوبة.

وخلال الدراسة، أعطى الباحثون مجموعة من دجاج الأمهات جرعة صغيرة من «الميتفورمين» يومياً لمدة 40 أسبوعاً.

وجاءت النتائج لافتة؛ إذ أنتجت هذه الدجاجات عدداً أكبر من البيض المخصب، واحتفظت بكمية أقل من الدهون في الجسم، كما تحسّنت مستويات الهرمونات التناسلية لديها مقارنة بالدجاج الذي لم يتلقَّ العلاج.

ولفهم التأثيرات الداخلية للدواء بدقة، ركّزت الدراسة على تأثير «الميتفورمين» في كبد الدجاج، المسؤول عن إنتاج مكونات صفار البيض، باستخدام تحاليل جينية متقدمة.

ووجد الباحثون أن الدواء يُنشّط جينات تحسّن إنتاج البروتينات وتوازن السكر، ويثبط أخرى مسؤولة عن تراكم الدهون، وهي آلية مشابهة لعمله في الإنسان.

كما أظهرت النتائج أن «الميتفورمين» يُستقلب سريعاً في جسم الدجاج، مما يجعله آمناً ولا يؤثر على سلامة البيض أو اللحوم، ويساعد الدواء دجاج الأمهات على مواصلة إنتاج البيض بعد العمر المعتاد.

ويرى الفريق البحثي أن لهذا الاكتشاف فوائد كبيرة لصناعة الدواجن؛ إذ يمكن أن يُقلل من معدل استبدال الطيور، ويزيد من كفاءة الإنتاج، وذلك باستخدام دواء منخفض التكلفة وآمن، ولا يُشكّل خطراً على سلامة الغذاء، بفضل سرعة استقلابه في جسم الدجاج.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version