مع اقتراب مرور سنتين على سيطرة حركة «طالبان» على كابل، في أغسطس (آب) 2021، تواجه الحركة تحدياً متصاعداً من تنظيم «داعش – خراسان» الذي يركّز حالياً على استهداف قياداتها بتفجيرات انتحارية، من دون أن يشكّل ذلك تهديداً حقيقياً لسلطتها.

ويأتي استهداف «داعش – خراسان» لقيادات «طالبان» بعدما تخلَّى التنظيم عن أي خطة للسيطرة على الأراضي في أفغانستان، علما بأنَّه كان قد فقد أجزاء كبيرة من معاقله في شرق البلاد نتيجة للقصف الجوي الأميركي بين عامي 2016 و2019. وبعد استعادتها السلطة قبل عامين، شنَّت «طالبان» حملة واسعة ضد مناطق انتشار «داعش» وقتلت العديد من قادته، وهو أمر رد عليه هذا التنظيم بحملة تفجيرات انتحارية. وأفادت معلومات قبل أيام بأنَّ «طالبان» نجحت في قتل زعيم «داعش – خراسان»، المعروف بـ«شهاب المهاجر»، في ولاية كونار (شرق)، لكن ذلك لم يتأكد رسمياً.

ويقول خبراء إنَّ هناك مخاوف من تزايد نفوذ التنظيم في باكستان وأفغانستان، ويبدو أنَّ «داعش – خراسان» يركز على إثبات فشل «طالبان» فيما يتعلق بوعدها للمجتمع الدولي بأنَّها لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في شنّ هجمات إرهابية على دول المنطقة والولايات المتحدة.

وفي المراحل الأولى من تشكيله في هذه المنطقة، كان «داعش – خراسان» يعمل تحت سيطرة إدارية واحدة. ومع ذلك، أعلنت قيادة التنظيم، عام 2019 تشكيل منظمتين متميزتين لأفغانستان وباكستان.

ويقول خبير أمني باكستاني: «أنشطة (داعش – خراسان) تركز الآن بشكل صارم على الانخراط في الحرب الحضرية واستهداف قيادات حركة طالبان في أفغانستان». وفي باكستان، ينخرط التنظيم في هجمات منسقة ضد الشيعة في إقليم بلوشستان. ونجح التنظيم الإرهابي مؤخراً في تجنيد عدد كبير من كوادر «طالبان باكستان» في صفوفه، ما يثير مخاوف من تصاعد العمليات الإرهابية في باكستان.

شاركها.
Exit mobile version