الدوحة – موقع الشرق

تسبب خطأ مطبعي في تسريب الأسرار العسكرية الأمريكية إلى دولة أفريقية حليفة لروسيا، في حين تحاول واشنطن اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعاطي مع تسرب المعلومات المتعلقة بالأمن القومي.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ووسائل إعلام أمريكية فإن الأمريكيين وبشكل خاطئ وجهوا على مدى عقد كامل أسرارهم العسكرية وقضاياهم الحساسة إلى دولة مالي التي تعد حالياً أبرز حليف  لروسيا في غرب أفريقيا، وفق موقع الجزيرة نت اليوم الثلاثاء.

وتحتوي هذه الإيميلات على معلومات  حساسة للغاية، بما في ذلك الوثائق الدبلوماسية والإقرارات الضريبية وكلمات المرور وتفاصيل سفر كبار الضباط والغرف الفندقية التي يقيمون بها.

وبحسب ما نشرت صحيفة “فايننشال تايمز”  البريطانية، فإن سبب الخطأ يعود إلى تقارب النطاق الإلكتروني الأمريكي  “mil” مع النطاق المالي “ml”.

وقالت الصحيفة إنه رغم التحذيرات المتكررة على  مدار عقد من الزمان، يستمر التدفق المستمر لحركة مرور البريد الإلكتروني إلى نطاق ML، معرّف الدولة لمالي، نتيجة لخطأ الأشخاص في كتابة MIL، وهي اللاحقة لجميع عناوين البريد الإلكتروني العسكرية الأمريكية.

ونقلت سي إن إن ملايين الإيميلات أرسلت من غير قصد إلى حسابات إلكترونية في مالي خلال العقد الماضي، مضيفة أن هذا الخطأ يعرض الأمن القومي الأمريكي لمخاطر، حيث إن المعلومات الشخصية التي تتضمنها الرسائل الإلكترونية يمكن استغلالها في تنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية، ويمكن توظيفها في ملاحقة تحركات عناصر البنتاغون، مع العلم أنه لم يتم الإبلاغ عن حالة من هذا  القبيل.

واحتوت إحدى الرسائل على أرقام غرف فندقية لرئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جيمس ماكونفيل والوفد المرافق له في  رحلة قاموا بها إلى إندونيسيا في مايو الماضي.

خطر حقيقي

وقد تم تحديد المشكلة لأول مرة منذ ما يقرب عقد من الزمان من قبل يوهانس زوربير، وهو رجل أعمال هولندي لديه عقد لإدارة  نطاق على الإنترنت مع حكومة مالي.

ومنذ يناير الماضي يقوم زوربير بجمع رسائل بريد إلكتروني ضلت طريقها في اتجاه حكومة مالي، وحاول رجل الأعمال إقناع الولايات المتحدة بأخذ هذه القضية على محمل الجد.

ولديه حالياً ما يقرب من 117 ألف رسالة موجهة بشكل خاطئ إلى مالي، منها حوالي 1000 رسالة وصلت يوم الأربعاء الماضي وحده.

وفي رسالة أرسلها إلى الولايات المتحدة في أوائل  يوليو الجاري، كتب زوربير أن هذا الخطر حقيقي ويمكن استغلاله من قبل أعداء الولايات المتحدة.

وقالت فايننشال تايمز إن حكومة مالي استعادت الإثنين من رجل الأعمال زوربير السيطرة على نطاق ML، بعد انتهاء عقد إدارة  النطاق الذي استمر 10 سنوات.

وأضافت الصحيفة أن “حكومة مالي المتحالفة بشكل وثيق مع روسيا”، ستكون قادرة على جمع رسائل البريد الإلكتروني التي وجهت لهذا النطاق بشكل خاطئ.

من جانبها، اعترفت “البنتاجون” بحصول  هذا الخطأ، مؤكدة أنها تتخذ الإجراءات المناسبة للتعاطي مع تسرب معلومات  تتعلق بالأمن القومي.

شاركها.
Exit mobile version