الدوحة – قنا

سلط خبراء بيئيون الضوء على الجهود الوطنية لتحقيق الاستدامة البيئية، في ظل التغير المناخي، خلال جلسة نقاشية ضمن فعاليات الملتقى البيئي الثالث، الذي نظمه مركز أصدقاء البيئة التابع لوزارة الرياضة والشباب، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي وعدة جهات وطنية.

شارك في الجلسة، التي أدارها السيد حسن أحمد الكثيري، مشرف فعاليات وبرامج شبابية بمركز أصدقاء البيئة، نخبة من المختصين، من بينهم السيدة لولوة علي الكواري، باحث بيئي ثالث بوزارة البيئة والتغير المناخي، والدكتور أحمد أبو عبيد، استشاري أرصاد جوية بالهيئة العامة للطيران المدني، والمهندس جابر جاسم آل سرور، مهندس بيئي ثالث بهيئة الأشغال العامة، إلى جانب ممثلين عن بيوت الشباب القطرية.

وأكد الخبراء أن دولة قطر قادرة على تحقيق التوازن بين تعزيز اقتصادها الوطني ومواجهة تحديات التغير المناخي، من خلال تبني استراتيجيات تعتمد على الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز.

كما أشار المشاركون إلى أهمية الابتكار التكنولوجي والبحث العلمي في تحقيق الاستدامة البيئية، مشددين على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي.

وأوضحوا أن تبني سياسات متكاملة يمكن أن يسهم في تقليل تأثيرات التغير المناخي على قطاعي النفط والغاز، مع دعم نمو قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا والابتكار.

وتطرق الخبراء إلى أبرز التحديات التي تواجه قطر، ومنها الاعتماد الكبير على قطاع النفط والغاز كمصدر رئيسي للإيرادات، والتكاليف المرتفعة المرتبطة بالتحول نحو الطاقة النظيفة.

وأوصوا بتطوير قطاعات التكنولوجيا الخضراء والسياحة المستدامة، وزيادة الاستثمارات في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي والاستفادة من التمويل المناخي.

وفيما يتعلق بالتكيف مع التغير المناخي، أوضح المشاركون أن قطر تتبنى تدابير تشمل تطوير بنية تحتية مقاومة للظروف المناخية المتطرفة، واستخدام أنظمة المراقبة المناخية لتحسين القدرة على التنبؤ واتخاذ التدابير الوقائية.

وأضافوا أن التكنولوجيا المتقدمة تسهم في تقديم حلول مبتكرة لتخفيف الآثار البيئية والتكيف مع التغير المناخي، حيث يمكن لدولة قطر استغلال مواردها الشمسية الوفيرة لتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، مثل تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء واستحداث تقنيات تخزين ذكي للطاقة. كما يمكن لتقنيات التقاط الكربون وتخزينه أن تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع النفط والغاز، بينما تساعد تقنيات إدارة المياه بالطاقة الشمسية على معالجة ندرة المياه.

وأكد الخبراء على أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة لتحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتطوير استراتيجيات للتكيف مع التغير المناخي، مثل تحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر واتخاذ التدابير اللازمة لتقليل الأضرار.

واختتم الخبراء بتأكيد أن تعزيز الاستدامة البيئية في قطر يتطلب استمرار الجهود المبذولة في البحث العلمي والتكنولوجي، إلى جانب تعزيز التعاون بين الجهات الوطنية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

شاركها.
Exit mobile version