غزة – موقع الشرق

اشتكى جنود من كتيبة (المدفعية 508)، التي يطلق عليها في الجيش الإسرائيلي اسم “وحدة الجبابرة”، من عدم توفير قيادة الجيش لملاجئ لجنود الوحدة، لتحميهم من القصف الصاروخي الذي يستهدف مواقعهم منذ الإعلان عن بدء التحرك البري الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وقال جنود من هذه الكتيبة الاحتياطية، وفق ما نقلته “الجزيرة” عن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الجمعة، إنه تم نشرهم منذ قرابة شهر قرب الحدود اللبنانية، وإنهم طالبوا قيادتهم مرارا وتكرارا بتوفير تحصينات في مواقع انتشارهم.

وقال جنود من الكتيبة، إن إهمال قيادة الجيش لمطالبهم، أدى في نهاية المطاف إلى مقتل رقيب أول وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح خطيرة، بعد استهداف المقاومة اللبنانية لموقعهم برشقة صاروخية، قرب منطقة نؤوت مردخاي في الجليل الأعلى.

وقال أحد جنود الكتيبة “منذ صدور الأمر بنشرنا في الميدان، طالبنا بتوفير ملاجئ لنا. صحيح أن الجيش قد وفر لنا عددا محدودا من هذه الملاجئ، لكنها غير كافية”.

وأضاف جندي آخر “كان لدى الدولة والجيش وقت كافٍ لتجهيز ملاجئ لنا قبل قصف موقعنا”. وتابع “أقل ما نستحقه هو أن يوفر الجيش لنا ملجأ آمنا نلجأ إليه حينما نتعرض للقصف”.

يذكر أن الأوامر قد صدرت بنشر الوحدة على مسافة 3 كيلومترات من الحدود اللبنانية، لتضطلع بمهام القصف المدفعي لقرى الجنوب اللبناني.

وقالت والدة الرقيب أول، ساعر نورسكي، الذي قُتل بقصف موقع الوحدة في ناؤوت مردخاي، للصحيفة، إنها شعرت بالاطمئنان حين علمت أن الموقع الذي تم إرسال ابنها إليه يقع داخل الحدود الإسرائيلية.

وأضافت “قلت لنفسي إنه لن يدخل إلى لبنان، فهو على الخط الدفاعي، وهذا يعني أنه في مكان آمن”.

واستذكرت آخر الرسائل التي أرسلها ابنها “أشعر بالخوف الشديد، لكنني لن أسمح له بأن يتحكم فيّ، آمل أن يصبح كل شيء على ما يرام، أنا أفكر بطريقة إيجابية”.

ويبدو أن التفكير الإيجابي لم يكن مفيدا في حالة ساعر، حيث سقط عليه صاروخ، بعد ساعة من إرسال تلك الرسالة لأمه، وسط نقطة تجمع جنود “وحدة الجبابرة”؛ مما أسفر عن مقتل نورسكي وإرسال ثلاثة آخرين من زملائه إلى المستشفيات مصابين بجروح بليغة. وبذلك، يضاف اسم نورسكي إلى قائمة من سبعة من جنود المدفعية الذين قتلوا منذ بداية الحرب.

لكن هذه ليست الحصيلة الكاملة للحساب المفتوح الخاص بـ “وحدة الجبابرة”، فهذه الوحدة التي قصفت قرى الجنوب اللبناني بأحزمة نارية شديدة منذ بداية التحرك البري، لديها تاريخ طويل من الحسابات التي لم تغلق بعد مع المقاومة اللبنانية، لعل أهمها العملية التي نفذتها المقاومة عام 1988 قرب نقطة “بوابة فاطمة” الحدودية، حيث انفجرت سيارة مفخخة في عناصر الوحدة؛ مما أدى إلى مقتل خمسة من عناصرها.

شاركها.
Exit mobile version