جامعة قطر تعرض مسرحية رحلة إلى الغد برؤية محلية ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الـ35

الدوحة – قنا

قدم فريق جامعة قطر مساء اليوم العرض المسرحي “رحلة إلى الغد” ضمن عروض الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان الدوحة المسرحي، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة تحت شعار “خمسون عاما وأكثر” على مسرح الدراما في /كتارا/ والذي يستمر حتى 29 مايو الجاري.

وجاء العرض المسرحي عن نص للكاتب الراحل توفيق الحكيم، تمثيل كل من أحمد العبادي، مشعل حسن، إبراهيم النجار، ناصر عيسى وهو مخرج العرض أيضا والذي قدمه برؤية قطرية محلية.

وتدور أحداث المسرحية حول شخصين- طبيب ومهندس- حكم عليهما بالإعدام ويتقرر إرسالهما بصاروخ إلى الفضاء للاستفادة من علمهما وقدراتهما في المساعدة على تحقيق بعض الفرضيات العلمية، وبعد تدريبهما يصل الصاروخ إلى كوكب مجهول وبعد فترة من الوقت لا يعلمان مداها يعودان إلى الأرض، فيكتشفان أن الرحلة قد استغرقت ثلاثة قرون، وقد تغيرت الحياة تغيرا تاما وغلب عليها التقدم العلمي مما جعلها شبه مستحيلة لأن يعيشا فيها في ظل هذا التقدم العلمي المذهل.

ويحاول النص من خلال هذه الفرضية العلمية دراسة إمكانية التعايش بين بنى البشر خاصة أمثال هذين الاثنين اللذين سيصابا بالملل والشقاء بعد أن خاضا هذه الرحلة العلمية مما يظهر المخاوف من الغد المقبل ومن سلبيات التطور العلمي وليس من العلم ذاته.

وخلال ندوة أقيمت عقب العرض المسرحي قال الكاتب والمخرج القطري أحمد المفتاح : “يكمن الجانب الإنساني في هذا النص من خلال الشخصيات التي تتكون من بعض النماذج الموجودة في أي مجتمع وإن علا شأنها علميا وثقافيا، فالجانب الإنساني يكون هو الملاذ والمآل لكل شخص منهما”.

وأضاف أن أحداث المسرحية أظهرت الصراع الذي حدث بين الطبيب والمهندس ورؤية كل منهما، فالطبيب حكم على الأمور بمشاعره، خلافا للمهندس الذي ابتعد عن المشاعر إلى الواقع، مشيرا إلى أن الفريق استطاع إنجاز العمل في وقت قياسي، كما استطاع المعد في تجربته الأولى أن يقوم بإجراء الإعداد اللازم والذي لم يخرج عن الفكرة الأساسية، مشيدا برؤيته في تقطير العمل وتقريبه من المحلية القطرية.

وأشار إلى أن المخرج نظر نظرة طبيعية للنص مع اجتهاد بسيط.. فجاء الديكور بالسجن بقضبانه الكثيرة.. ليحصر حركة الممثلين في بقعة صغيرة، مما ساهم في تقليدية الحركة وقلل انطلاقهم.

وأضاف المفتاح أن الممثلين كانوا في مستوى مقبول نحو توصيل الأبعاد الشخصية والفنية لكل منهم، منوها بأن الموسيقى كانت مرادفا جميلا واستطاعت توصيل الحالة الشعورية وأدت الغرض من وجودها وتماشت مع الجو العام للعمل، كما ساهمت الإضاءة في الاتساق مع متطلبات المشاهد، وأدت دورها المنوط بها في توصيل الحالة الشعورية للشخصيات بنسب جيدة، مؤكدا أن العرض كان بحاجة إلى إعداد أكثر للممثلين وتكثيف البروفات شرط أن يكون هناك متسع من الوقت، حسب طبيعة المسرح الجامعي، قائلا في النهاية إننا بحاجة إلى تطوير هذه المواهب والقدرات لتكون إضافة للمسرح القطري.

ويشهد المهرجان مساء غد الجمعة العرض المسرحي الأول للجاليات / مات سيزوي بانزي/ عن نص عالمي للكاتب الجنوب إفريقي أثول فوجارد، والإخراج لمحمد السني، فيما سيكون العرض الثاني للجاليات للجالية اليمنية بعد غد السبت مع مسرحية / الطاهش/ عن نص للدكتور عبدالغفار مكاوي، وإخراج صفوت الغشم .

ويحتفي المهرجان هذا العام، بمسيرة المسرح القطري منذ تأسيسه وحتى اليوم، وذلك من خلال عرض مسرحي في الليلة الرسمية للمهرجان في 21 مايو الجاري تحت عنوان /خمسون عاما مسرح/ وبحضور نخبة من المسرحيين والمثقفين والإعلاميين من دول مجلس التعاون والدول العربية.

ويتضمن المهرجان 13 عرضا مسرحيا متنوعا، ليكون نسيجا فنيا بين مختلف عناصر الإبداع المسرحي سواء الفرق أو المؤسسات أو الهواة او الجامعات أو الجاليات.

شاركها.
Exit mobile version