مركز رائد للتعليم التطبيقي

جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا

الدوحة – الشرق

تعتبر جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا من المؤسّسات التعليميّة الرائدة التي تضع الاستدامة في صلب العمليّة التعليميّة والخدمات التي تقدّمها، وحتّى من خلال المشاركة المجتمعية. وفي إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، تلتزم الجامعة بالمساهمة في بناء مستقبل مستدام ومتنوّع لدولة قطر والمنطقة.

تضم جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا خمس كليات: كلية الهندسة والتكنولوجيا، كلية الأعمال، كلية الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، كلية العلوم الصحية، وكلية التعليم العام. تقدم هذه الكليات أكثر من 70 برنامجًا أكاديميًا متنوعًا، مصمّماً لتعزيز بيئة تعليمية حيوية تمكّن الطلاب من استكشاف إبداعاتهم وتطبيق معارفهم في بيئة عملية واقعية. وتزوّد هذه البرامج الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات العالمية، مما يجعل الاستدامة قيمة جوهرية في رحلتهم التعليمية.

 

تجسد جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا مفهوم الاستدامة برؤية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال الحلول المبتكرة والمبادرات التي تعزز جودة الحياة، تؤكد الجامعة ريادتها في تحقيق مستقبل مستدام.

كلمة الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا

“في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، لا تُعتبر الاستدامة مجرد هدف، بل هي التزام أساسي متجذر في برامجنا الأكاديمية، ومبادراتنا البحثية، وعملياتنا التشغيلية في الحرم الجامعي. وبصفتنا مؤسسة رائدة في التعليم التطبيقي، ندرك أن مستقبل مجتمعاتنا وصناعاتنا يعتمد على قدرتنا على تطوير وتنفيذ حلول مستدامة. لهذا السبب، نستثمر في التقنيات المتطورة والأبحاث المبتكرة التي تعالج التحديات البيئية الملحّة، بدءًا من الطاقة المتجددة والحفاظ على المياه، وصولًا إلى الزراعة المستدامة والبنية التحتية الذكية. يشارك أعضاء هيئتنا التدريسية وطلابنا في أعمال رائدة في مجالات التكنولوجيا من أجل الاستدامة وتوفير الطاقة، والتقنيات المتقدمة لتعزيز كفاءة استخدام المياه وغيرها. ومن خلال هذه المبادرات، نعمل على تزويد الجيل المقبل من الكفاءات بالمهارات والمعرفة التي تمكنهم من قيادة التنمية المستدامة في قطر والعالم. إنّ جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تعمل على تنمية جيل من الروّاد للمستقبل وتساهم بفعالية في بناء عالم أكثر استدامة.”

تعزيز الأمن المائي والغذائي في ظل تغير المناخ

استضافت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا المؤتمر الدولي حول المياه والأمن الغذائي في ظل التغير المناخي: التحديات والفرص لتعزيز القدرة على الصمود، تأكيدًا على التزامها بمعالجة التحديات البيئية العالمية. جمع هذا الحدث البارز بين الباحثين وقادة الصناعة لاستكشاف حلول مبتكرة لقضايا الأمن المائي والغذائي التي تفاقمت بفعل تغير المناخ.

 

تميز المؤتمر بنقاشات وجلسات تفاعلية تناولت مواضيع محورية مثل تأثير تغير المناخ على الموارد المائية، وتطورات التكنولوجيا الزراعية المستدامة، واستراتيجيات تحقيق الأمن الغذائي العالمي. كما شملت ورش العمل تدريبات عملية حول تطبيقات إنترنت الأشياء في إدارة المياه، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن الغذائي، مما يبرز دور التكنولوجيا في بناء أنظمة قادرة على مواجهة التغيّرات.

ومن أبرز فعاليات المؤتمر مسابقة الشباب العربي، التي حفّزت المشاركين على تقديم حلول مبتكرة لقضايا الأمن المائي والغذائي باستخدام أحدث التقنيات وأساليب التنمية المستدامة. وقد عززت هذه المبادرة البحث التطبيقي، كما أكدت على التزام الجامعة بتمكين قادة المستقبل في مجال الاستدامة البيئية.

ريادة الاستدامة من خلال ابتكارات إدارة النفايات

يمتد التزام جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بالاستدامة ليشمل معالجة تحديات النفايات العالمية. فقد نظّمت الجامعة ندوة “الإدارة المستدامة للنفايات العضوية والابتكارات في تحقيق صفر نفايات”، بالشراكة مع وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية.

جمعت هذه الندوة كبار الباحثين وصناع القرار وخبراء الصناعة لمناقشة أساليب مبتكرة في إدارة النفايات. وتناولت النقاشات مواضيع مثل التسميد التقليدي، وتخمير بوكاشي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بجودة التسميد ورصد الانبعاثات. كما شددت على أهمية إدماج سياسات “صفر نفايات” داخل المجتمعات والمؤسسات.

واستعرضت الندوة إنجازات الجامعة، ومنها إدخال تقنية التخمير العضوي “بوكاشي” إلى قطر، وتنفيذ أنظمة تحويل النفايات إلى سماد، وإجراء أبحاث رائدة في إعادة تدوير المخلفات الغذائية والزراعية. تحاكي هذه التطورات أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، مما يعكس دور الجامعة في تقديم حلول مستدامة وقابلة للتطبيق لمواجهة التحديات البيئية الملحّة.

الطاقة المتجددة وابتكارات الجامعة لمستقبل مستدام

يعد تطوير السيارة العاملة بالطاقة الشمسية من قِبل طلاب وأعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة إنجازًا يعكس التزامها بالتعليم التطبيقي والاستدامة. على مدار ستة أشهر، صمم وبنى فريق من 13 طالبًا وأربعة أعضاء هيئة تدريس سيارة مبتكرة تعمل بالطاقة الشمسية، وقادرة على السفر لمسافة تصل إلى 2800 كيلومتر اعتمادًا على الطاقة الشمسية فقط.

 

لم يكن الهدف مجرد بناء مركبة، بل تقديم نموذج ملموس لتطبيقات الطاقة المتجددة، حيث اكتسب الطلاب خبرة عملية في تحسين كفاءة الخلايا الكهروضوئية، وتصميم الأنظمة المستدامة، والتعاون في بيئة متعددة التخصصات.

تؤكد هذه المبادرة الأثر الأوسع لأبحاث الطاقة المتجددة في التخفيف من آثار تغير المناخ. ومن خلال تسليط الضوء على إمكانيات الطاقة النظيفة، تلهم الجامعة جيلًا جديدًا من المهندسين والمبتكرين لاستكشاف حلول مستدامة، مع تعزيز التزامها العالمي بخفض انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة.

مبادرة “الارتواء من أجل مستقبل أفضل”

أطلقت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا حملة “الارتواء من أجل مستقبل أفضل” لتعزيز الاستدامة والحد من استعمال البلاستيك الأحاديّ الاستخدام في الحرم الجامعي. شجعت هذه المبادرة الطلاب على تبني ممارسات ترشيد استهلاك المواد البلاستيكيّة من خلال توزيع زجاجات ماء قابلة لإعادة الاستخدام، وتركيب محطات تعبئة المياه في مختلف أنحاء الجامعة.

 

تماشياً مع مبادئ الاستهلاك والإنتاج المسؤولين، ساهمت هذه الجهود في تقليل الأثر البيئي للجامعة، وترسيخ ثقافة الاستدامة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظّفين، مما يعزز من دور الجامعة كمؤسسة تعليمية رائدة في مجال الاستدامة البيئية.

مكافحة التصحر

أطلق نادي البيئة بجامعة الدوحة حملة تشجير لمواجهة التصحر، وهي مشكلة بيئية ملحّة في المناطق الجافة مثل قطر. تضمنت هذه المبادرة، التي جاءت بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، زراعة الأشجار وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

تعكس هذه الحملة هدف التنمية المستدامة الخامس عشر الخاص بالحفاظ على الحياة البرية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتزيد من مشاركة الطلاب في جهود حماية البيئة في قطر.

تشجيع الشباب على مواجهة تحديات الاستدامة

حرصاً على التوعية بالاستدامة لدى أجيال المستقبل، نظّمت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا مسابقة وطنية في الاستدامة لطلاب المدارس الثانوية، حيث قدّم المشاركون حلولًا مبتكرة من خلال ملصقات ونماذج أولية لمواجهة تحديات مثل إدارة النفايات، والطاقة المتجددة، والحفاظ على المياه.

تم تقييم المشاريع بناءً على الابتكار، وإمكانية التنفيذ، والتأثير من قبل لجنة خبراء وأعضاء هيئة التدريس، مما يعزز الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو التعليم النوعيّ، والهدف الثاني عشر وهو الاستهلاك والإنتاج المسؤولين. من خلال تشجيع الطلاب على التفكير النقدي وتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعيّة، تسهم جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في تشكيل الجيل المقبل من مناصري البيئة.

التزام جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بالاستدامة

تعكس مبادرات جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا نهجًا شاملاً للاستدامة، حيث تتناول التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويضمن دمج أهداف التنمية المستدامة في عمل الجامعة وبرامجها الأكاديمية أن يكون الطلاب على دراية بهذه الأهداف، فضلاً عن تزويدهم بالمهارات اللازمة للمساهمة الفعالة في تحقيقها.

 

 

من خلال تعزيز الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، وتقليل النفايات، واستعادة النظم البيئية، تجسد الجامعة الدور التحويلي للتعليم في بناء مستقبل مستدام. ومن خلال ريادتها والتزامها بالمشاركة المجتمعية، تُحدث الجامعة تأثيرًا ملموسًا في مسيرة قطر نحو تحقيق رؤيتها الوطنية 2030.

شاركها.
Exit mobile version