غزة – قنا

توقفت جميع المخابز في قطاع غزة عن العمل، اليوم، بسبب نفاد الدقيق والوقود بعد منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالهما للقطاع على مدار شهر كامل، الأمر الذي يزيد من المخاوف بشأن تفشي المجاعة بين سكان غزة المحاصرين.

وقال عبدالناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة، في تصريحات له: “إن حرب التجويع تدق طبولها مجددا، إذ أغلقت المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي جنوب قطاع غزة أبوابها أمس الإثنين، وتوقفت مخابز غزة وشمال القطاع عن العمل اعتبارا من اليوم”.

وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي أبلغ الجهات المعنية في غزة رسميا بنفاد مخزون الدقيق من مستودعاته، ما يعني توقف المخابز التي كانت تعتمد عليه في إنتاج الخبز بشكل كامل عن العمل، تاركة مئات الآلاف من الأسر بدون مصدر رئيسي للغذاء.

ويعتمد سكان غزة بشكل أساسي على المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي، والتي يبلغ عددها 18 مخبزا موزعة على مختلف مناطق القطاع، وتشكل شريان حياة لعشرات الآلاف من العائلات التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، ولكن بعد توقفها التام عن العمل، يواجه القطاع خطرا غير مسبوق قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية.

وتابع رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة: “الوضع خطير جدا، إغلاق المخابز يعني أن آلاف العائلات لن تجد رغيف الخبز على موائدها، والكارثة ستتفاقم إذا لم يتم فتح المعابر بشكل فوري وإدخال المواد الأساسية.. نحن لا نستطيع تشغيل المخابز دون توفر الدقيق والوقود.. هذه الأزمة ليست فقط أزمة مخابز، بل هي أزمة حياة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على الخبز كغذاء رئيسي لهم”.

ووجه العجرمي نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إعادة فتح المعابر والسماح بإدخال المواد الغذائية والوقود لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.

وكانت تقارير أممية قد أفادت مؤخرا بدخول قطاع غزة أولى مراحل المجاعة بعد فقدان أكثر من مليوني إنسان أمنهم الغذائي بالكامل، وسط تحذيرات من أن تكون الأيام المقبلة كارثية وخطيرة للغاية إذا لم يتوقف عدوان الاحتلال على القطاع الذي يعاني سكانه من أوضاع معيشية وصحية متدهورة.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف في الثامن عشر من مارس الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، واستمر في قصفه لأماكن متفرقة من القطاع، ما أوقع شهداء وجرحى، كما رفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

شاركها.
Exit mobile version