بعد أن أنهى أنج بوستيكوغلو صيام نادي توتنهام هوتسبير الطويل عن الألقاب وحقق لهم أول بطولة منذ 17 عاماً، كان من الطبيعي أن يتوقع أن يكون مستقبله آمناً في شمال لندن. لكنه، على عكس التوقعات، يدخل الأسبوع المقبل تحت ضغط كبير، مع تزايد الحديث داخل أروقة النادي عن إمكانية إقالته، رغم التتويج بلقب الدوري الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد.

مصادر مطّلعة داخل النادي أكدت لـ«تلغراف» البريطانية أن المدرب الأسترالي البالغ من العمر 59 عاماً يواجه «مخاطر حقيقية» بفقدان منصبه.

وعلى الرغم من أن مشهد التتويج بالكأس الأوروبية رافقه موكب احتفالي مهيب بالحافلة المكشوفة في شوارع لندن، فإن صورة الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم كانت كابوساً لا يمكن تجاهله: 22 هزيمة في 38 مباراة، وهو أسوأ سجل في تاريخ توتنهام بالدوري الممتاز دون أن يتعرض للهبوط.

رئيس النادي، دانييل ليفي، لم يكن موجوداً في بريطانيا خلال الأيام الأخيرة، في حين يقضي بوستيكوغلو إجازة خاصة، إلا أن القرار النهائي بشأن مصيره متوقع خلال أيام.

مصادر «تلغراف» تؤكد أن ليفي منفتح على تغييرات كبيرة هذا الصيف، ليس فقط في الجهاز الفني، بل في أقسام الطب والعلوم الرياضية أيضاً، حيث يتهيأ النادي لإعادة هيكلة موسعة.

وفي هذا السياق، بات تغيير المدرب خياراً مطروحاً على الطاولة، رغم أن بوستيكوغلو لا يزال في منتصف عقده الممتد لأربع سنوات منذ قدومه من سيلتيك في صيف 2023. وفي موسمه الثاني، أوفى بوعده الذي أطلقه في سبتمبر (أيلول) حين قال: «في أفضل المسلسلات التلفزيونية، يكون الموسم الثالث دائماً أفضل من الثاني».

في حال اتخاذ قرار بالإطاحة ببوستيكوغلو، يبرز اسم توماس فرانك، مدرب برينتفورد، خياراً رئيسياً. المدرب الدنماركي يحظى بتقدير كبير داخل إدارة توتنهام بفضل عمله التطويري مع اللاعبين الشباب في ملعب جي تيك.

كما أن اسم ماركو سيلفا، مدرب فولهام، مطروح بقوة هو الآخر، بينما يُحترم عمل أندوني إيراولا في بورنموث، رغم أنه يُتوقع أن يواصل مهمته هناك.

أما أوليفر غلاسنر، مدرب كريستال بالاس المتوّج بكأس الاتحاد الإنجليزي، فقد أكد رئيس النادي، ستيف باريش، أنه باقٍ في «سيلهرست بارك»، مما يبعده نظرياً عن المنافسة على المنصب.

رغم تحقيقه للقب الدوري الأوروبي، أصبح بوستيكوغلو ثاني مدرب فقط لتوتنهام يفوز بلقب رسمي في هذا القرن، بعد خواندي راموس الذي حصد كأس الرابطة في 2008. ومع ذلك، فإن الهزيمة القاسية في الجولة الأخيرة من الدوري أمام برايتون بنتيجة 4-1 على أرض الفريق، أعادت تسليط الضوء على واقع الفريق المحلي الصعب.

بوستيكوغلو نفسه، وفي تصريحات ما بعد المباراة، بدا مندهشاً من الأسئلة المتعلقة بمستقبله، قائلاً: «فزت ببطولة وأعدت الفريق لدوري الأبطال، لماذا يُطرح هذا السؤال؟». لكنه في الوقت ذاته، أقرّ بأن ما قدمه الفريق في الدوري «بعيد تماماً عن المستوى المطلوب وغير مقبول».

تجدر الإشارة إلى أن بوستيكوغلو هو رابع مدرب دائم يتولّى قيادة الفريق منذ رحيل ماوريسيو بوكيتينو في 2019، بعد جوزيه مورينيو، نونو سانتو، وأنطونيو كونتي. من بين هؤلاء، وحده المدرب الأسترالي نجح في رفع كأس.

وفي الوقت الذي يُثار فيه الجدل حول مستقبله، يستعد مساعده رايان ماسون لمغادرة الطاقم الفني، حيث يضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لقيادة وست بروميتش ألبيون مدرباً رئيسياً.

بين تتويج أوروبي ونتائج محلية مخيّبة، يعيش أنج بوستيكوغلو مفارقة نادرة في عالم كرة القدم. رجل أعاد المجد لتوتنهام من بوابة أوروبا، لكنه يجد نفسه مهدداً بالإقالة لأن الفريق لم يكن قادراً على المنافسة محلياً. القرار النهائي في يد إدارة النادي، وقد يُعلن خلال أيام، في لحظة قد تُحدد مستقبل مشروع كاد يكون نقطة تحوّل في تاريخ «السبيرز».

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version