طالبت تركيا «حزب العمال الكردستاني» وجميع امتداداته في مختلف المناطق بحل نفسه وتسليم أسلحته فوراً دون قيد أو شرط، مؤكدة أن دعوة زعيمه السجين عبد الله أوجلان في هذا الشأن لا تتضمن نصّاً على وقف إطلاق النار.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وجميع امتداداتها العاملة في مناطق جغرافية مختلفة، يجب أن تُقرّر إنهاء أنشطتها وتسليم أسلحتها فوراً، ودون قيد أو شرط». وأضاف غولر أنه «لا ينبغي إثارة قضايا غير مدرجة على جدول الأعمال، مثل وقف إطلاق النار»، لافتاً إلى أن هذه القضية غير مشمولة في النص، في إشارة إلى النداء الذي وجهه الزعيم التاريخي للحزب، أوجلان، لعقد المؤتمر العام للحزب لإعلان حل نفسه وإلقاء جميع المجموعات المرتبطة به أسلحتها.

وزير الدفاع التركي يشار غولر (الدفاع التركية)

وتابع غولر، في كلمة، السبت: «يجب عليهم تسليم أسلحتهم فوراً ودون قيد أو شرط. في النقطة التي وصلنا إليها اليوم، أدركت المنظمة (العمال الكردستاني)، التي هي أطول وأشمل حركة تمرد وعنف في تاريخ الجمهورية التركية، ولو متأخراً، أنها لا تستطيع أن تصل إلى أي مكان بالإرهاب، وأن حياتها انتهت، وأنه ليس لديها خيار آخر سوى حل نفسها».

وأكد وزير الدفاع التركي أنه يجب على «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية»، وجميع امتداداتها العاملة في مناطق جغرافية مختلفة وتحت أسماء مختلفة، بغض النظر عن مكان وجودها، اتخاذ قرار فوري بإنهاء وجودها وتسليم أسلحتها فوراً ودون قيد أو شرط، ولن يكون هناك أي رد على أي بيان أو إجراء مخالف».

القضاء على «الإرهاب»

قال غولر إن «هدفنا النهائي هو القضاء على الإرهاب، وهو الرغبة المشتركة لمواطنينا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. لذلك، لن نسمح بتخريب أو إساءة استخدام أو تمديد العملية (حل العمال الكردستاني بموجب دعوة أوجلان)، وسيتم اتباع نهج حذر وعقلاني».

وأطلق أوجلان، الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي منعزل، في سجن يقع في جزيرة إيمرالي منذ القبض عليه في كينيا قبل 26 عاماً، دعوة في 27 فبراير (شباط) الماضي، لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء جميع مجموعاته أسلحتها. وجاء ذلك بعد مبادرة أطلقها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي، الحليف الوثيق للرئيس رجب طيب إردوغان. ورحب إردوغان بدعوة أوجلان، واعتبرها «فرصة تاريخية للتضامن بين الأتراك والأكراد ولهدم جدار الإرهاب في تركيا بعد 40 عاماً».

وأعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، في بيان في 1 مارس (آذار) الحالي، أن الحزب أوقف إطلاق النار فوراً، ولن يرُدّ إلا في حالة استهدافه، واشترط في الوقت ذاته أن يترأس أوجلان «شخصياً» المؤتمر الذي سيؤدي إلى حل الحزب، وهو ما تؤكد السلطات التركية عدم إمكانية حدوثه.

جانب من مؤتمر صحافي تم خلاله إعلان دعوة أوجلان لحل «العمال الكردستاني» في 27 فبراير (رويترز)

وكان من المنتظر أن يعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره العام في أبريل (نيسان) المقبل، بحسب توقعات مصادر في حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد لتركيا، الذي يخوض جولات من الاتصالات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، وقادة الأحزاب السياسية في تركيا، امتدت إلى قيادات إقليم كردستان العراق والحزبين الرئيسيين هناك. إلا أن الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لاتحاد المجتمعات الكردستانية، جميل باييك، أكد استحالة عقد المؤتمر في ظل الظروف الراهنة.

موقف «العمال الكردستاني»

قال باييك، في لقاء مع قناة «ستريك» التلفزيونية، نقلته وكالة أنباء «فرات» القريبة من الحزب: «كل يوم، تحلق طائرات استطلاع تركية، كل يوم يقصفون، كل يوم يهاجمون بالطائرات والدبابات والمدفعية»، مشدداً على أن عقد مؤتمر في هذه الظروف «مستحيل وخطير».

القيادي في حزب العمال الكردستاني جميل باييك (إعلام تركي)

وأضاف باييك: «يُلقي بعض الأشخاص في الدولة التركية خطاباتٍ مُعينة في مؤسساتهم، وفي الصحافة، وفي السياسة، نرى من خلالها أنهم يُريدون خلق الفوضى وإرباك الأجواء. هذا لا يبعث على الثقة بأحد. إذا كانوا يُريدون حل القضية الكردية، وإذا كانوا يُريدون إنقاذ تركيا من الخطر، وإذا كانوا يُريدون أن تُصبح تركيا أكثر ديمقراطية، فعليهم التخلي عن هذه التصريحات».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

في المقابل، دعا وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، حزب العمال الكردستاني إلى انتهاز ما وصفه بـ«الفرصة التاريخية»، وحلّ نفسه استجابة لدعوة زعيمه أوجلان.

وقال فيدان، في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة إلى السبت: «على التنظيم (حزب العمال الكردستاني) الإنصات إلى الدعوة، واعتبارها فرصة تاريخية، والاعتماد عليها أساساً لعملية حل نفسه». وأضاف أنه «في حال استغلّ التنظيم الفرصة، فسيكون هناك انفتاح بالنسبة لتركيا والمنطقة. أما إذا تعرضوا للإغواء، كما حدث في عام 2013، فهذا شأنهم، ونحن مستعدون لجميع السيناريوهات».

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version