الدوحة – قنا
ناقش خبراء ومتخصصون التحديات والمزايا الحالية للنقل الذاتي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك خلال حلقة نقاشية عُقدت في إطار فعاليات أسبوع الذكاء الاصطناعي 2024، الذي تنظمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا احتفالاً بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها.
وأكدت الحلقة أن قطر مهيأة لتكون من أوائل الدول التي تتبنى تكنولوجيا النقل الذاتي لأسباب عديدة، منها التركيز البحثي القوي، والدعم المؤسسي من مؤسسات مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بجانب البنية التحتية القوية، والبيئة التنظيمية المواتية.
وأوضح الخبراء أن هذا التوجه يأتي بدعم من الأهداف الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030 التي تسعى إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة توفر مستوى معيشيا مرتفعا لجميع سكانها وللأجيال القادمة.
وتناولت الحلقة آخر التطورات في مجال السفن ذاتية القيادة، التي تُعرف بأنها آلات متقدمة قادرة على العمل دون وجود بشري أو تحكم مباشر، باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأداء مهام مختلفة.
وشهدت الحلقة التي أدارها السيد ماجد لبابيدي رئيس قسم تكامل النظم في شركة /ألكيميست/ الدوحة، مشاركة خبراء في مجال التكنولوجيا من بينهم الدكتور جاك لاو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر والسيد باينستون شي المدير العام لشركة بلو فيوتشر، وهي شركة تكنولوجية واعدة موجودة في الواحة والسيد محمد السقطري مدير أمن المعلومات بشركة ميزة، والدكتور علي صفا أستاذ مساعد بجامعة حمد بن خليفة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور جاك لاو، في معرض حديثه عن العلاقة التاريخية بين التطورات التكنولوجية وصناعة النقل، أن قطاع النقل كان دائماً أرضاً خصبة للابتكار، وأنه “يمكن للشرق الأوسط أن يستفيد بشكل كبير من تطوير المركبات ذاتية القيادة، سواء في الحد من البصمة الكربونية أو تعزيز النمو الصناعي، حيث تمثل المركبات ذاتية القيادة الخطوة التالية، حيث توفر فرصاً لتعزيز الاستدامة والكفاءة، لا سيما في منطقة مثل الشرق الأوسط”.
وأشار إلى التحديات التي تواجهها المنطقة، مثل الظروف الجوية القاسية التي تؤثر على أجهزة الاستشعار والبطاريات، مؤكداً أهمية الحاجة الحقيقية لهذه التكنولوجيا، وتصور مستقبلاً تساعد خلاله الروبوتات في المهام العادية، وهو ما يوفر الوقت للأفراد ويمكنهم من التركيز على مهام تحظى بأولوية أعلى.
وسلط السيد محمد السقطري الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه الأمن السيبراني في حماية نماذج الذكاء الاصطناعي وضمان الاستخدام الآمن للمركبات ذاتية القيادة، مشيراً إلى أن دور الأمن السيبراني يتمثل في حماية نماذج الذكاء الاصطناعي من التهديدات مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمخاطر والاستجابة لها.
وشدد على أهمية تثقيف المستخدم النهائي وتحقيق مبادئ الشفافية والامتثال لأفضل الممارسات، محذراً من أن الثغرات الخفية في التكنولوجيا قد تقوض الثقة، مع ضرورة تبني المصنعين لمبادئ الشفافية بشأن هذه القضايا.
وبدوره، أوضح الدكتور علي صفا أن “الأبحاث تجري اليوم للنظر في جدوى إرسال مساعدات طبية سريعة مباشرة إلى مواقع الحوادث على متن طائرات بدون طيار، ويمكن لهذه التطورات أن تمكن الجيل القادم من الاستمتاع فعلياً بميزات وسلوكيات المدن الذكية”، مشيراً في ذلك إلى التكنولوجيا والأنظمة المتقدمة المستخدمة في المناطق الحضرية لتحسين جودة الحياة والكفاءة والاستدامة.
ومن جهته، تعرض السيد باينستون شي، لدور سفن الخدمة ذاتية القيادة في الاستكشاف والدفاع البحري، لافتاً إلى أن سفن الخدمة ذاتية القيادة تتميز بفعاليتها من حيث التكلفة مقارنة بالسفن التقليدية، كما أنها منخفضة الانبعاثات الكربونية، وقادرة على العمل في بيئات خطرة.