يحيى السنوار.. مصدر الصورة: وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”

الدوحة – موقع الشرق

لا يزال استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية بين الخبر والتحليل والرصد والتقرير لسنوات الرجل منذ مولده في 29 أكتوبر 1962 حتى رحيله في 16 أكتوبر 2024، ورغم تباين الآراء فإن العنوان الأبرز الذي لا خلاف عليه هو أن “أبو إبراهيم”  ترك بصمة لا تمحى في تاريخ فلسطين.

وأعلنت حماس على لسان رئيسها في قطاع غزة خليل الحية، أمس الجمعة، عن استشهاد السنوار، مؤكداً أن الحركة تسير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.

وفي تقرير لموقع الجزيرة نت عن أحد جوانب حياة يحيى السنوار من خلال شهادات من السجن حيث أُعتقل عام 1988 وحكم عليه بـ4 أحكام بالسجن المؤبد (مدتها 426 عاماً) بتهمة تدبير اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين و4 مخبرين فلسطينيين، قبل أن يُطلق سراحه في أكتوبر 2011، جاءت الشهادات كالتالي:

قال المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، مايكل كوبي، الذي استجوب يحيى السنوار لمدة 180 ساعة، إن الرجل كان لديه قدرة فريدة على القيادة والترهيب،وأنه عندما سأله عن سبب عدم زواجه في ذلك الوقت وكان عمره 28 أو 29 عاماً، أجابه: “حماس هي زوجتي، وحماس هي ابنتي. حماس بالنسبة لي هي كل شيء”.

وبعد إطلاق سراحه في صفقة “وفاء الأحرار” لتبادل الأسرى عام 2011، تزوج السنوار. وعلى الرغم من ذلك، ظلت مواقفه الحازمة تجاه المقاومة دون تغيير، حيث كان يرى أن المفاوضات مع إسرائيل لن تؤدي إلى استعادة الأرض الفلسطينية، بل القوة وحدها هي التي يمكن أن تحقق ذلك.

وصفقة “وفاء الأحرار” هي اتفاقية تبادل أسرى تمت بين حركة حماس وإسرائيل في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية، بموجب الصفقة، تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كانت قد أسَرته كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس – في عام 2006، مقابل الإفراج عن ألف و27 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

كيف كان السنوار؟

وأكد نبيه عواضة، مناضل شيوعي لبناني سابق كان مسجونا مع السنوار بين عامي 1991 و1995، أن السنوار كان معارضاً لاتفاق أوسلو للسلام، ووصف الاتفاقية بأنها “كارثية” وحيلة إسرائيلية تهدف لسرقة الأرض الفلسطينية بالقوة وليس بالمفاوضات دون أي نية للتخلي عنها.

وأوضح عواضة أن السنوار – الذي وصفه بـ”العنيد والعقائدي” – كان يحتفي عند سماع أي هجمات تنفذها حماس أو حزب الله اللبناني ضد إسرائيل ويطير فرحاً، معتبراً أن المواجهة العسكرية هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. بالنسبة للسنوار، الكفاح المسلح يظل هو السبيل الوحيد لفرض إقامة دولة فلسطينية.

وقال عواضة إن السنوار كان “نموذجاً مؤثراً لجميع الأسرى، حتى أولئك الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين”، متابعاً: “وفي السجن، واصل السنوار مهمته في تعقب الجواسيس الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال. ومكنته مهاراته القيادية وحدسه الحاد من كشف المخبرين المتخفين لصالح الشاباك، وحتى في ظروف الأسر، استغل وقته لتعلم اللغة العبرية بطلاقة.

وبينما كان يلعب تنس الطاولة في سجن عسقلان حافي القدمين، كان السنوار يقول إن مشيته بلا حذاء تمثل رغبته في أن تلامس قدماه أرض فلسطين، مضيفاً: “أنا لست في السجن، أنا على أرضي. أنا حر هنا، في بلدي”. ويتذكر عواضة أن السنوار كان يكرر مراراً أن عسقلان، حيث سجنا معاً، هي مسقط رأس عائلته.

شاركها.
Exit mobile version