ناصر راشد المسند الرئيس التنفيذي لشركة بيمة

الدوحة – موقع الشرق

المسند: قادرون على مواكبة التغيرات الاقتصادية بما يتماشى مع الأهداف الوطنية والقيم الإسلامية

في ظل التغيرات العميقة والمتواصلة التي يشهدها قطاع التأمين في دولة قطر، رسخت شركة الضمان للتأمين الإسلامي “بيمه” مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في السوق القطرية، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة أرسى دعائمها رئيس مجلس ادارتها الشيخ جاسم بن حمد بن جبر آل ثاني منذ تأسيسها عام 2009 واضعًا نصب عينيه الريادة في مجال التأمين التكافلي، ويرسم ملامح الشركة لتكون في مقدمة الشركات، وقد واصل مسيرة البناء والتطوير السيد ناصر راشد المسند الرئيس التنفيذي للشركة، فمنذ توليه المنصب في عام 2014، قاد المسند الشركة نحو مرحلة من النمو المتسارع والابتكار، معززًا دور “بيمه” كلاعب موثوق ومستقبلي في السوق.

وخلال هذا الحوار، بدا المسند واثقاً من قدرة “بيمه” على مواكبة التغيرات الاقتصادية والتنظيمية والتكنولوجية التي تعيد رسم ملامح القطاع، مؤكداً التزام الشركة بتقديم تأمين وفق أحكام الشريعة الإسلامية، تضع العميل في قلب أولوياتها، وتتماشى مع التوجهات الوطنية وتطلعات السوق المتطورة.

1-  كيف تقيّمون وضع سوق التأمين في قطر حالياً.. وكيف لنا من خلالكم أن نرصد أبرز التحولات التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة؟

سوق التأمين في قطر يشهد تطورًا كبيرًا، بدعم من بيئة اقتصادية مستقرة وجهود تنظيمية استباقية تهدف إلى تعزيز أسس القطاع. ومن أبرز التحولات التي شهدناها في السنوات الأخيرة هو التحول نحو الرقمنة. لم يعد التحول الرقمي خيارًا بل أصبح ضرورة، فقد ساهم في تبسيط العمليات الأساسية مثل إصدار الوثائق ومعالجة المطالبات، مما أتاح مرونة وشفافية واستجابة أكبر لاحتياجات العملاء.

وفي الوقت نفسه، نشهد تزايد الطلب على التأمين التكافلي الذي يتماشى مع القيم الإسلامية، ويزداد انتشارًا مع ارتفاع الوعي بين الأفراد. كما ساهم توسع البنية التحتية للرعاية الصحية في قطر في زيادة الطلب على التغطية الصحية الشاملة، مما يعكس استمرار استثمارات الحكومة في رفاهية المواطنين.

2-  دعنا  ننتقل إلى الجانب الفنّي للسوق.. برأيكم كمتخصص واحترافي ..ما أبرز التحديات التنظيمية التي تواجه شركات التأمين اليوم؟

التحديات التنظيمية والتشريعية من أكبر التحديات التي تواجه شركات التأمين اليوم. وتفرض هذه التحديات على الشركات التكيف المستمر مع الأنظمة المتغيرة، وهو ما يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا مستمرًا. إلى جانب ذلك، هناك تحديات مرتبطة بـ إدارة البيانات والأمن السيبراني، مما يوجب على شركات التأمين ضمان حماية البيانات وأمن المعلومات لعملائها بشكل دائم.

3- في ظل حالة عدم اليقين التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي، كيف تؤثر المتغيرات مثل التضخم وأسعار الفائدة على قطاع التأمين؟

للمتغيرات الاقتصادية الكلية، ولا سيما التضخم وتذبذب أسعار الفائدة، تأثير مباشر على قطاع التأمين. فالتضخم يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المطالبات، بينما تؤثر أسعار الفائدة على العوائد الاستثمارية. فرغم أن أسعار الفائدة المرتفعة قد توفر فرصًا استثمارية أفضل، إلا أنها تؤثر أيضًا على استراتيجيات التسعير والاحتياطات المالية. ولمواجهة هذه المتغيرات، ينبغي على شركات التأمين أن تتحلى بالمرونة، من خلال التقييم المستمر لحركة السوق ومواءمة منتجاتها واستراتيجيات التسعير بما يحافظ على الاستقرار وقيمة العميل.

4-  لنقيّم أداء “بيمه”. كيف كان أداء الشركة في عام 2024 من حيث النمو والحصة السوقية والربحية؟

حققت “بيمه” أداءً قويًا في عام 2024، حيث سجلت صافي ربح بلغ 84.62 مليون ريال قطري، بزيادة نسبتها 20.41% مقارنة بالعام السابق. ويعكس هذا النمو قدرتنا على الاستجابة بفعالية لاحتياجات السوق المتغيرة من خلال مجموعة متنوعة من منتجات التأمين التكافلي التي توفر حماية أخلاقية وشاملة. وقد نجحنا في توسيع قاعدة عملائنا، وتعزيز قدراتنا التشغيلية، والحفاظ على مكانتنا القوية في السوق. وكان لاستثماراتنا المستمرة في التكنولوجيا والتحليلات دور محوري في تحسين جودة الخدمات ودعم الربحية المستدامة.

5-  في سوق يتسم بالمنافسة المتزايدة وتداخل الخدمات، ما المجالات التي تركز عليها “بيمه”؟ وهل تغيرت تفضيلات العملاء في السنوات الأخيرة؟

تركز “بيمه” على تقديم مجموعة واسعة ومرنة من منتجات وخدمات التأمين التكافلي التي تتماشى مع القيم الإسلامية وتوفر قيمة حقيقية للمجتمع. لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة تزايد تفضيلات العملاء نحو الحلول الأخلاقية والشفافة والمتكاملة. فحملة الوثائق اليوم يبحثون عن المرونة والوضوح والمصداقية في مزودي الخدمة، وتلتزم “بيمه” بتلبية هذه التوقعات من خلال حلول مبتكرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية تُناسب أنماط الحياة الحديثة.

6 – يشهد العالم تسارعًا في التحول الرقمي. ما هي استراتيجية “بيمه” في هذا المجال؟ وهل تستثمرون في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات؟

التحول الرقمي هو ركيزة استراتيجية أساسية في “بيمه”. ومع إدراكنا لتغير سلوك وتوقعات العملاء، نستثمر في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وتحليلات البيانات لتعزيز الكفاءة وتحسين تقييم المخاطر وتقديم تجربة أكثر استجابة للعملاء. كما تتيح لنا هذه الأدوات التنبؤ باحتياجات العملاء، وتخصيص الخدمات، وتبسيط العمليات المعقدة في التأمين، بما يضمن تنافسيتنا في سوق سريع التغير.

7-  كيف غيّرت التكنولوجيا توقعات العملاء وطريقة تقديم الخدمات التأمينية؟

أعادت التكنولوجيا تشكيل مشهد التأمين. إذ بات العملاء يتوقعون تجارب رقمية سريعة وسلسة وبديهية – بدءًا من الحصول على عروض الأسعار وحتى تقديم المطالبات وتتبع تفاصيل الوثائق. ويتطلب هذا التحول من شركات التأمين إعادة ابتكار نماذج خدماتها وتقديم حلول فورية عبر التطبيقات والمواقع والمنصات المتكاملة. ونحن في “بيمه” نواكب هذه التغيرات من خلال تقديم تجارب رقمية متكاملة تركز على السهولة والسرعة والشفافية.

8-  ما هو أسلوب القيادة الذي تتبعه في إدارة الشركة.. وكيف تحفز فريق العمل في “بيمه”؟

أسلوبي القيادي تعاوني وشامل. أؤمن بالتواصل المفتوح، والتمكين، وتعزيز ثقافة الابتكار. نحن في “بيمه” نعتبر موظفينا أهم أصولنا. ومن خلال خلق بيئة داعمة ومحفزة على الأداء، نشجع الموظفين على تحمل المسؤولية، والمساهمة بالأفكار، والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة. ويُعد التطوير المستمر، والتقدير، والعمل بروح الفريق أسس تحفيزنا والحفاظ على كوادرنا.

9.  – التأمين يؤدي دورًا اقتصاديًا واجتماعيًا في آنٍ واحد. كيف توازن “بيمه” بين الربحية والمسؤولية في حماية الأفراد والممتلكات؟

تقوم “بيمه” على قناعة بأن التأمين مسؤولية اجتماعية واقتصادية في آنٍ واحد. ونموذج التأمين التكافلي يعكس هذا الهدف المزدوج بطبيعته – حماية الأفراد والمجتمعات مع ضمان الاستدامة. ونهدف إلى تقديم قيمة طويلة الأمد من خلال حلول عادلة وأخلاقية وشاملة. كما نحرص على أن تظل أسعارنا في متناول الجميع دون المساس بجودة الخدمات أو نزاهتها. داخليًا، نعتمد على أدوات تحليل البيانات لتحسين تقديم الخدمات والوفاء بمسؤوليتنا في حماية الأرواح والممتلكات وسبل العيش.

10-  ما أولويات “بيمه” الاستراتيجية في المرحلة المقبلة؟

تركز أولويات “بيمه” على تعزيز مكانتنا في السوق المحلي، وتحسين تجربة العملاء، وتوسيع عروضنا في مجال التأمين التكافلي. نسعى إلى تقديم حلول تعكس احتياجات السوق المتغيرة، مع الاستفادة من التكنولوجيا لتبسيط العمليات وبناء علاقات طويلة الأمد. وتستند استراتيجيتنا للنمو إلى مبادئ التأمين الأخلاقي، والتميز التشغيلي، وتحقيق تأثير مجتمعي فعّال.

11-   كمزود لخدمات التأمين التكافلي، كيف ترى مستقبل التأمين التكافلي؟ وهل تعاملتم مع المخاطر الناشئة مثل التغير المناخي؟

مستقبل التأمين التكافلي في قطر واعد. ومع تزايد وعي الجمهور بالحلول المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، نشهد ارتفاعًا في الطلب على النماذج التأمينية الأخلاقية والتعاونية. وتتمتع “بيمه” بموقع قوي لقيادة هذا المجال من خلال تقديم منتجات تجمع بين المبادئ والقابلية للتطبيق العملي.

أما بخصوص المخاطر الناشئة، فإن المخاوف المتعلقة بالمناخ باتت أكثر إلحاحًا، ومع ازدياد الظواهر الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية، أصبح من الضروري أن تبتكر شركات التأمين لمواجهة هذه التحديات. ونحن في “بيمه” ندرس هذه المخاطر ونطور حلولًا تتعامل معها بما يتماشى مع مبادئ التأمين التكافلي.

12-   في عالم مليء بالمفاجآت والتغير السريع، كيف يمكن لشركات التأمين الاستعداد للمستقبل؟

يجب أن تتحلى شركات التأمين بنظرة مستقبلية ومرونة عالية. ويشمل ذلك الاستثمار المستمر في التكنولوجيا وذكاء البيانات وأتمتة العمليات. في الوقت نفسه، يجب الحفاظ على الانضباط المالي وتطوير نماذج تقييم مخاطر تأخذ بعين الاعتبار السيناريوهات الاقتصادية والبيئية الناشئة. والأهم من ذلك، يجب أن تركز الشركات على بناء الثقة من خلال التواصل الواضح، وتثقيف العملاء، وتقديم منتجات قابلة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة.

13-  ما الرسالة الختامية التي تود توجيهها إلى الجهات التنظيمية والعملاء والشركاء في سوق التأمين القطري؟

التأمين جزء أساسي من مجتمع آمن ومرن – وليس ترفًا. نؤكد للجهات التنظيمية التزامنا بالعمل التعاوني لبناء إطار تأميني شفاف ومستدام. وإلى عملائنا، نُشدد على أهمية اختيار حلول تأمينية تتماشى مع احتياجاتهم وقيمهم. أما شركاؤنا، فنُقدّر الثقة والتعاون اللذين يجعلان النجاح طويل الأمد ممكنا. ونحن في “بيمه” نُواصل التزامنا بتقديم خدمات تأمينية مسؤولة ومبتكرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية لجميع عملائنا.

شاركها.
Exit mobile version