حض وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن نظيره الإسرائيلي ايلي كوهين، على اتخاذ «خطوات إضافية» لإحلال الهدوء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشدداً على أهمية الاجتماعات التي عقدت في العقبة وشرم الشيخ بهدف خفض التوتر، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس جو بايدن إلى توسيع اتفاقات إبراهيم للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، بأن الوزيرين ناقشا «قضايا عالمية ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك التطورات الأخيرة في السودان، والعدوان الروسي على أوكرانيا، والتعاون في مواجهة النفوذ الإيراني الخبيث»، ناقلاً عن بلينكن أن «دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل لا يزال فولاذياً».

وإذ أشار كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى «أهمية الاجتماعات الأخيرة في العقبة وشرم الشيخ الهادفة لتهدئة التوترات»، حض إسرائيل والسلطة الفلسطينية على «اتخاذ خطوات إضافية لإحلال الاستقرار في الضفة الغربية وتعزيز الهدوء الدائم».

ولم يذكر ميلر ما إذا كان الوزيران ناقشا قرار السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدس، التخلي عن منصبه خلال الصيف المقبل. لكن الاتصال جاء بعد اجتماعه مع المنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية وأمن الطاقة العالميين في البيت الأبيض، آموس هوكشتاين، لـ«مناقشة تعزيز المبادرات الدبلوماسية في المنطقة».

ووفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، أفادت بشكل منفصل، بأن المكالمة بين بلينكن وكوهين «بحثت خطوات تطبيع العلاقات مع دول أخرى في الشرق الأوسط» و«دفع الخطوات الدبلوماسية في المنطقة»، من دون أن تسمي أي دولة.

وأضافت أن كوهين أطلع بلينكن على «أحدث تحركات إسرائيل بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة، كما ناقش الجانبان اتخاذ خطوات تطبيع إضافية في إطار توسيع وتعميق اتفاقات إبراهيم»، التي توسطت فيها الولايات المتحدة وأدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين ثم المغرب والسودان بدءاً من عام 2020.

وأفاد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، بشكل منفصل، بأن بلينكن وكوهين ناقشا «التحديات المشتركة، بما في ذلك إيران، فضلاً عن الجهود المبذولة لتعزيز المصالح المشتركة، مثل المزيد من التكامل الإقليمي لإسرائيل». وكرر «استمرار التزام الولايات المتحدة حل الدولتين»، مرحباً بـ«الجهود الأخيرة لتهدئة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال اجتماعات العقبة وشرم الشيخ». وشدد على «أهمية الامتناع عن الإجراءات الأحادية، التي تؤدي إلى تفاقم التوترات».

استقالة نايدس

في غضون ذلك، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي، أنه بعد قرابة عامين من عمله سفيرا للولايات المتحدة، قرر نايدس ترك منصبه في الصيف، على أن تقوم بأعماله نائبة رئيس البعثة في السفارة ستيفاني هاليت. وأضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تبلغ الأمر.

وكان نايدس قد أبلغ كلاً من بلينكن ومستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض جايك سوليفان، بهذا القرار الأسبوع الماضي. ونقل «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين عن نايدس، أن «قراره ليس مرتبطاً بالوضع السياسي في إسرائيل»، مضيفاً أن «دافعه الرئيسي هو رغبته في العودة إلى بيت عائلته، الذي ابتعد عنه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021».

وقال بلينكن لـ«أكسيوس»، إن نايدس «عمل بطاقة ومهارة مميزتين لتوطيد العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وللمصالح الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية الأميركية»، مضيفاً: «أعلم أنه يتطلع إلى بعض الوقت الذي يستحقه مع أسرته».

ومع ذلك، يترك نايدس منصبه على خلفية العلاقات المتوترة بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإدارة الرئيس جو بايدن التي أعلنت معارضتها لخطوات حكومة نتنياهو بخصوص الإصلاح القضائي. وصرح نايدس علناً ضد التشريع، قائلاً إن «الأمر الوحيد الذي يربط بلادنا سوية هو الإحساس بالديمقراطية والشعور بالمؤسسة الديمقراطية. هكذا ندافع عن إسرائيل في الأمم المتحدة، هكذا ندافع عن القيم التي نتقاسمها».

وعبر نايدس عن رأيه أيضاً في بودكاست، قائلاً إن الولايات المتحدة ليست في وضع يمكنها من إخبار إسرائيل والإملاء عليها كيفية اختيار المحكمة العليا. ومع ذلك، فإن ما يربط بين بلدينا هو الإحساس بالديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية. مشددا: «هكذا ندافع كما أخبرت نتنياهو 100 مرة، لا يمكننا العمل في قضايا مثل إيران أو اتفاقية إبراهيم إذا كان الفناء الخلفي على النار».

شاركها.
Exit mobile version