كشفت دراسة ألمانية عن أن «ببغاوات المكاو زرقاء الحنجرة»، تمتلك قدرةً فريدةً على تقليد الحركات غير المرتبطة بأهداف محددة وبشكل عفوي، وهي ظاهرة لم تُلاحظ سابقاً إلا لدى البشر.
وأوضح باحثون من «معهد ماكس بلانك»، في الدراسة التي نُشرت نتائجها الدراسة، يوم الجمعة، في دورية «iScience»، أن هذه الطيور تُظهر قدرةً متقدمةً على تقليد حركات غير مرتبطة بأهداف مباشرة، مما يشير إلى مستوى متطور من التعلم الاجتماعي والذكاء الحركي.
وتُعدّ «ببغاوات المكاو زرقاء الحنجرة» من الأنواع النادرة المهددة بالانقراض، التي تعيش في بوليفيا، حيث يبقى منها أقل من 350 طائراً بالغاً في البرية. وتتميز هذه الببغاوات بجمالها اللافت وذكائها الاستثنائي، مما يجعلها موضوعاً مهماً للأبحاث العلمية، وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتشتهر الببغاوات بقدراتها المذهلة على تقليد الأصوات البشرية وأصوات الحيوانات الأخرى بدقة، إلا أن الدراسة الجديدة كشفت عن أن «ببغاوات المكاو زرقاء الحنجرة» تمتلك أيضاً قدرةً فريدةً على تقليد الحركات بشكل عفوي، مما يجعلها مشابهةً للبشر في هذا السلوك.
ويمثل تقليد الحركات غير الهادفة أساساً مهماً لتطور الثقافة البشرية، حيث يلعب دوراً في نقل المهارات التقنية والاجتماعية. إذ يعتمد جزء كبير من الثقافة الإنسانية على تقليد الحركات والإيماءات بدقة، مما يعزز الترابط الاجتماعي والسلوكيات التعاونية.
واختبر الباحثون قدرة الببغاوات على تقليد الحركات غير المرتبطة بأهداف محددة، باستخدام إشارات يدوية لتدريبها على أداء حركات مثل «رفع الساق» أو «بسط الأجنحة».
وأظهرت الطيور قدرةً استثنائيةً على تقليد هذه الحركات بشكل تلقائي بعد مشاهدتها ببغاوات أخرى تقوم بها، وهي ظاهرة كانت تُعدّ حصريةً على البشر.
وأشار الباحثون إلى دور نظام الخلايا العصبية المرآتية في هذا السلوك، وهذا النظام عبارة عن مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ تنشط عندما يقوم الإنسان بفعل معين أو يشاهد شخصاً آخر يؤديه. وتلعب هذه الخلايا دوراً محورياً في التعلم بالملاحظة وفهم نوايا الآخرين وتعزيز التعاطف، ويُعتقد أنها تسهم في تطوير مهارات اجتماعية مثل التقليد والتواصل.
وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إيشا هالدير من «معهد ماكس بلانك»: «هذه النتائج تُظهر لأول مرة قدرة كائنات غير بشرية على تقليد الحركات غير الهادفة تلقائياً».
وأضافت عبر موقع المعهد: «على الرغم من أننا لم نثبت وجود خلايا عصبية مرآتية لدى الببغاوات، فإن النتائج تدعم هذا الاحتمال بقوة».
ووفق الباحثين قد يُسهم، التقليد التلقائي في تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد المجموعة، خصوصاً في مجتمعات الببغاوات التي تتغير فيها تشكيلات المجموعات باستمرار. وخلصوا في الدراسة إلى أن هذه النتائج تدعم جهود إعادة توطين «ببغاوات المكاو زرقاء الحنجرة» في البرية، إذ تُظهر قدرتها على تعلم السلوكيات الطبيعية من أفرادها، مما يزيد من فرص نجاح برامج إعادة التوطين.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}