أكد باحثون من جامعة حمد بن خليفة، أن مدينة الدوحة شهدت خلال العقدين الماضيين زيادة سكانية لافتة، حيث ارتفع عدد السكان من نحو 778 ألف نسمة إلى أكثر من 3.1 مليون نسمة، الأمر الذي أدى إلى توسع عمراني بنسبة 343 % وتفاقم ظاهرة «الجزر الحرارية الحضرية» بما يرفع درجات الحرارة بفارق يصل إلى 10 درجات مئوية.

شارك في البحث كل من الدكتور عزام بن محمد الرياشي، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة، والدكتور محمد رامي الفرا، العالِم الرئيسي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، والدكتور طارق علي الأنصاري، القائم بأعمال المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة والأستاذ المشارك في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة.  وأوضح الباحثون أن النمو الحضري السريع تسبب في ارتفاع متوسط درجات حرارة سطح الأرض في الصيف بنحو 7 درجات مئوية، محذرين من أن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي إلى زيادة حادة في الطلب على التبريد، ما يضع ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية ويرفع استهلاك الطاقة والتكاليف، فضلًا عن تأثيراته البيئية السلبية. وأضافوا أن ظاهرة الجزر الحرارية وما يرتبط بها من إجهاد حراري تُفاقم من المخاطر الصحية على الإنسان من خلال زيادة الأمراض والوفيات وانخفاض مستويات الراحة الحرارية في الهواء الطلق، إلى جانب ارتفاع الطلب على الطاقة وتدهور جودة الهواء وزيادة استهلاك المياه، مشيرين إلى أن هذه التحديات مرشحة للتفاقم مع التغير المناخي وتكرار موجات الحر الشديدة. وأشاروا إلى أن المدن الخليجية، ومنها الدوحة، تعاني صيفًا شديد الحرارة يدفع إلى الاعتماد شبه الكامل على أجهزة التكييف، حيث يشكّل التبريد نحو 80 % من إجمالي استهلاك الكهرباء في قطر.

وبيّن الباحثون أن التصدي لهذه التحديات يتطلب تبني إستراتيجيات متكاملة، مثل: تعزيز البنية التحتية الخضراء عبر زيادة الحدائق وزراعة الأشجار، واستخدام المواد الباردة ذات الانعكاسية العالية، وتطوير تصاميم عمرانية تقلل من حبس الحرارة في الأخاديد الحضرية، إضافة إلى إنشاء هياكل تظليل وتوسيع استخدام البنية التحتية الزرقاء مثل النوافير وأنظمة الترطيب.
وكشفوا أن أبحاث جامعة حمد بن خليفة حققت إنجازات مهمة في هذا المجال، من خلال استخدام النمذجة والمحاكاة الحاسوبية لتجريب السيناريوهات الحضرية المختلفة في الدوحة. وأظهرت النتائج أن تطبيق الإستراتيجيات المقترحة يمكن أن يخفض درجة الحرارة القصوى للهواء بأكثر من 4 درجات مئوية، ويقلل الطلب على تبريد المباني بأكثر من 20 %.

شاركها.
Exit mobile version