ملتقى السرد الخليجي الخامس في الدوحة

الدوحة – قنا

انطلقت مساء اليوم فعاليات ملتقى السرد الخليجي الخامس الذي تستضيفه وزارة الثقافة، بمشاركة أدباء ونقاد من قطر والدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب أدباء من الأردن والمغرب ضيوف الملتقى.

حضر افتتاح الملتقى سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية وعدد من المسؤولين بوزارة الثقافة وضيوف الملتقى.

ويقام الملتقى على مدى يومين بالتعاون مع قطاع الشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يأتي انعقاده تنفيذا لمنطلقات الاستراتيجية الثقافية الخليجية التي تضمنت العديد من الفعاليات الخليجية المشتركة.

ويهدف ملتقى السرد الخليجي إلى تعزيز التواصل الثقافي وتأصيل فن السرد في الثقافة العربية في دول المجلس، وتأكيد أهمية اللغة العربية الفصحى وتعزيز التوجه للتعبير بها من خلال فن السرد باعتباره أحد الفنون الرئيسية في الثقافة العربية.

ورحب السيد عبد الرحمن عبد الله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة في كلمته الافتتاحية، بالأدباء والنقاد والمبدعين المشاركين، مشيرا إلى أن الملتقى يمثل فرصة سانحة لابتكار المزيد من المسارات الإبداعية، نتثاقف فيها بين عبق التاريخ واستشراف المستقبل.

وأضاف أن “الملتقى يناقش كذلك ثنائية قائمة على التمازج بين التقليد بأصالته والتجديد بواقع آلته، ما يستلزم منا إدارة حوار عميق بين أهل الشأن الإبداعي”.

وأكد مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة أن مسؤولية المثقف والناقد هي مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع، فالكاتب حينما يكتب لا يدري إلى أي مدى يصل مداه، لأن النص له والتأويل يكون لغيره، معربا عن أمله في يصل الملتقى إلى مخرجات تسهم في تطور السرد الخليجي.

وفي أولى جلسات الملتقى قدمت الكاتبة والناقدة العمانية الدكتورة عزيزة الطائي ورقة بعنوان /الخطاب السردي الراهن في عمان/ تناولت فيها الخطاب السردي في الكتابات العمانية الحديثة في الفترة الممتدة من (2000 – 2024)، موضحة أن التجربة القصصية في عمان طيلة العقود الماضية أظهرت العديد من كتاب القصة التي شكلت منعطفا ملحوظا، ومؤثرا متجاوبا مع المرحلة الحديثة للدولة العصرية، وما جاءت به من تغير اخترق جذور المجتمع العماني وعاداته، بحضور إصدارات قصصية متنوعة أسهمت في تطور الخطاب السردي من حيث البنية والمضمون.

كما قدم الكاتب والروائي السعودي طاهر أحمد الزهراني، ورقة بعنوان “القرية والمدينة ثنائية السرد الحميم” أكد خلالها على أن المكان عنصر حيوي وفاعل في السرد، ففيه يتخلق الحدث، وتسير الشخوص، وتظهر الثقافات، والعادات والإرث الإنساني، وتطفو فوقه الحالات الإنسانية التي هي روح الأدب ومبتغاه الأسمى.

وفي الجلسة الثانية من جلسات ملتقى السرد الخليجي، قدم الروائي البحريني عبدالقادر عقل ورقة بعنوان /الحكاية الشعبية في الخليج العربي/، استعرض فيها تجارب جمع وتدوين الحكايات الشعبية في دول الخليج العربية، مشيرا إلى أن دول الخليج العربية سعت منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي إلى اتخاذ خطوة مهمة لجمع وتدوين وتحقيق كل ما له علاقة بالتراث الشعبي في دول الخليج العربية، فتأسس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في عام 1982 كمؤسسة إقليمية خليجية مشتركة واتخذ من مدينة الدوحة مقرا رئيسيا له، حيث قام المركز بتنفيذ مشاريع كبرى وندوات مهمة تخدم التراث الخليجي، وتدريب فرق عمل للجمع الميداني في دول الخليج، وإصدار مجلة المأثورات الشعبية في عام 1986، التي صدر منها خمسة وتسعون عددا قبل أن تتوقف، عدا الإصدارات المتعددة عن التراث الشعبي الخليجي التي تجاوزت المائتي عنوان.

أما الكاتب الروائي القطري فهد الكواري فقدم ورقة بعنوان /تساؤلات في غرضية الميثولوجيا ومكانة السرد القصصي/ حيث أشار فيها إلى أن القصة ليست مجرد وسيلة للترفيه أو التوثيق، مؤكدا ضرورة أن تخدم القصة غرضا بغض النظر عن تغير المكان والزمان، مشيرا إلى التطور الحاصل في السرد القصصي منذ القدم وحتى اليوم مع دخول مجال الذكاء الاصطناعي.

وتضمن الملتقى ندوة بعنوان أشكال السرد في المحتور الرقمي وتحدي الاقتباس قدمها الكاتب المصري محمود مهدي حيث تناول الطبيعة السردية في المحتوى الرقمي على الانترنت وبالتحديد أهم المنصات التي تقدم إمكانيات سردية سواء المحتوى القصير أو الطويل، مشيرا إلى أن الأدباء والمبدعين يمكن أن يستفيدوا من هذه المنصات في إثراء تجاربهم السردية. والتي تختلف بحسب المناطق واهتماماتها.

وفي الجلسة الثالثة من أعمال الملتقى قدم الكاتب الأردني مفلح العدواني ورقة بعنوان /تجليات السرد بين القصة والمسرح/ حيث استعرض تجربته الإبداعية وانتقاله من كتابة القصة على المسرح ، لافتا إلى أن علاقته بكتابة المسرح فيها اكتمال واستمرارية لكتابته للقصة القصيرة.

أما الكاتبة الأردنية هيا صالح، فجاءت ورقتها بعنوان /القصة الجديدة في الأردن.. نماذج مبشرة/ قدمت فيها قراءة في ثلاثة نماذج للكتاب الشباب وهم عامر الملكاوي وجماليات السرد الريفي ، وسوار الصبيحي وتحويل العادي إلى المدهش، وهشام مقداد وتحول الإنسان إلى حالة .

وجاءت الورقة الثالثة والأخيرة في فعاليات اليوم الأول بعنوان /السارد الشامل وتمثلات الموت والفجيعة/ للكاتب والناقد المغربي محمد المعزوز.

هذا وسيناقش ملتقى السرد الخليجي الخامس غدا مجموعة من الأوراق البحثية عبر 3 جلسات ومن ثم تعقد ندوتان الأولى بعنوان /سحر السرد القصصي في البودكاسيت/، والثانية ندوة فكرية عامة.

جدير بالذكر أن ملتقى السرد الخليجي الأول انطلق في الدوحة عام 2012 بهدف تعزيز التواصل الثقافي وتأصيل فن السرد في الثقافة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي.

شاركها.
Exit mobile version