الدوحة – قنا

تحت رعاية سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي /لخويا/، افتتح سعادة الشيخ عبد العزيز بن فيصل بن محمد آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية اليوم، أعمال المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا الأمن الداخلي والسلامة.

حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وضيوف البلاد من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء، وقادة الشرطة في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، والخبراء والمختصين والباحثين والمهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي .

وأكد اللواء ناصر بن فهد آل ثاني رئيس لجنة /ميليبول قطر/ في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نموا متسارعا في جميع المجالات، وخصوصا في المجالات الأمنية حيث أصبحت التقنيات الذكية تمثل حلولا فعالة لمساعدة أجهزة الأمن الداخلي في تحليل البيانات والوقاية من الجرائم، وحماية البنية التحتية من الهجمات السيبرانية وأية تهديدات محتملة.

وأضاف: إن هذا التسارع المتزايد في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يفرض علينا عددا من التحديات التي يجب مواجهتها اليوم قبل الغد، وذلك من خلال تعزيز التعاون فيما بيننا لتطوير معايير دولية لاستخدام هذه التكنولوجيا، والاستثمار والعمل المشترك لتطويرها بطريقة أكثر أمنا وفاعلية في خدمة السلم والأمن الدوليين. ومواجهة الانتهاكات والتهديدات الأمنية التي ربما تنتج عنها.

وقال رئيس لجنة ميليبول قطر، نأمل أن يخرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي تلبي الحاجة الماسة لتبادل الخبرات، وتبني أفضل الممارسات في استخدام الذكاء الاصطناعي في منظومة العمل الأمني، بما يتناسب مع حماية خصوصية الأفراد والمؤسسات، والقواعد والمبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكمه.

وشهدت الجلسة الأولى، تقديم ورقة بعنوان “التوصيات المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع الأهداف الأربعة الرئيسية”، قدمها المقدم مهندس علي عبد الله السويدي مدير إدارة النظم الأمنية بالإدارة العامة للاتصالات ونظم المعلومات، حيث تناول تجربة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، بهدف تقديم تجربة غير مسبوقة لمواجهة التحديات الأمنية وتوفير وتسهيل متطلبات الجمهور.

وأشار إلى أن توفير البيانات والموارد وتوظيف مؤشرات مراقبة العمل، أسهم في مساندة أصحاب القرار وقدّم أكثر من 40 خدمة لمساعدة غرف العمليات والقيادة الميدانية لإدارة العمليات والطوارئ في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وإدارة الحركة المرورية، ومراقبة الحشود وغيرها.

كما أشار إلى تسهيل متطلبات الجمهور من خلال بطاقة (هيا)، حيث تم ربط البيانات التحليلية لتقديم خدمات النقل والدخول والخروج من وإلى الملاعب، واستخدام المرافق، وكذلك تقديم الخدمات الصحية، مما ساهم في خفض التكاليف وتقليل الوقت، والتخصيص الفعال للموارد على أساس التنبيهات.

وأوضح أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الفيديو، عزز من مراقبة الوصول إلى المناطق المحظورة، وتسريع عمليات البحث، وتعزيز الأمن من خلال توفير نظرة شاملة على الطرق والمرافق العامة، وملاعب البطولة، ومناطق الحشود لاتخاذ الإجراءات اللازمة في وقت قياسي.

وقدمت الورقة الثانية السيدة أوديت ميلي، مدير مركز المستقبل بالشرطة الفيدرالية الأسترالية وكانت بعنوان ” موازنة القيم الإنسانية في الذكاء الاصطناعي: زيادة الابتكار في عمليات الأمن” حيث تناولت أهمية تناغم أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الأعراف المجتمعية الأخلاقية، وكذلك مع حقوق الإنسان، وأن تتسم بالحوكمة والشفافية والمساءلة والمرونة التنظيمية.

وأشارت إلى أن من أكبر المخاطر والتهديدات التي يجب مواجهتها بحزم هي تحيز البيانات والتمييز، وانتهاك الخصوصية، مشددة على ضرورة أن يتضمن تعريف الذكاء الاصطناعي عدة أبعاد بما في ذلك السياقات الثقافية والتأثير المجتمعي.

وتطرقت إلى أهمية التوعية والتثقيف بشأن المسؤولية الأخلاقية التي يجب أن تدمج في أنظمة الذكاء الاصطناعي، بهدف استدامته بصورة تعزيز قيم التعايش والتعاون الإنساني.

فيما استعرضت الورقة الثالثة التي قدمها الأستاذ الدكتور جونك هيوك كيم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والتي كانت حول “كشف الأسلحة باستخدام الطائرات المسيرة المدمجة بالذكاء الاصطناعي”، تجربة الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة للكشف عن الأسلحة والتقنيات المستخدمة فيها، مشيراً إلى أن هذه التجربة يمكن نقلها إلى قطاعات أمنية أخرى بما في ذلك مراقبة الحدود، وعمليات الدفاع المدني، وإدارة الحشود، حيث إن هذه التقنيات يمكنها الاستشعار والكشف والتعلم لاتخاذ القرارات عبر الوصول إلى مكان الحادث وجمع المعلومات.

وأوضح أن هذه التجربة لا تزال تواجهها بعض التحديات مثل صعوبة استكشاف الأجسام الصغيرة، والتعامل مع التقلبات الجوية وغيرها.

أما الورقة الرابعة والتي كانت بعنوان “ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني بمعهد قطر لبحوث الحوسبة” فقدمتها الدكتورة مشاعل الصباح من جامعة حمد بن خليفة والتي تحدثت حول الأمن السيبراني في معهد قطر لبحوث الحوسبة، وركزت على أربعة اتجاهات بحثية اشتملت على أمن المؤسسات، تهديدات الإنترنت، أمن وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأمين المواقع.

وتناولت الصباح في ورقتها أهم الإنجازات التي تحققت كالأبحاث المنشورة وبراءات الاختراع والأنظمة الجاهزة للتسويق والعلاقات مع أصحاب المصلحة، متطرقة إلى أمن النماذج اللغوية الكبيرة وجرائم الاحتيال المالي وما صاحب ذلك من حملات توعوية وحلول تكنولوجية.

بينما تناولت الورقة الخامسة تجربة “منصة بالانتير فاوندرى الرؤية الحاسوبية لوضع التعليقات على الصور” وقدمها السيد أوميد ركيجي، المدير العام ورئيس قسم الأمن السيبراني العالمي بشركة بالانتير تكنولوجيز، وقدم في بدايتها لمحة تعريفية عن المنصة باعتبارهم مبرمجين لبناء المنصات وتقديم الحلول التكنولوجية وكيف تقوم قوة الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرارات والركائز المحددة لذلك.

واختتمت الجلسة الأولى بورقة سادسة قدمها السيد کاران بينتو المدير العالمي بشركة تيرا كوانتم، بعنوان ” شريكك نحو مستقبل آمن باستخدام التقنية الكمّية”، تحدث فيها عن التكنولوجيا الكمية والأمن كمسألة مهمة والتحديات التي تواجه العالم وكذا التهديدات، وكيف يمكن أن نفهم التحولات التي تحيط بنا. كما تناول عمل الألياف الضوئية وضرورة الحصول على ألياف رقمية قوية والحوسبة الكمية الهجينة لحل المشكلات المعقدة.

واختتمت الجلسة الأولى للمؤتمر بنقاشات جادة بين الحضور والمتحدثين في الجلسة.

ومن المقرر أن تتواصل صباح غد /الأربعاء/ أعمال المؤتمر بثلاث جلسات يتحدث فيها عدد من الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

شاركها.
Exit mobile version