أثار إعلان مكتبة الإسكندرية عن استضافتها الشاعرة المصرية الشابة أميرة البيلي في حفل شعري مساء الخميس المقبل، 12 أكتوبر (تشرين الأول)، في القاعة الكبرى بمركز المؤتمرات بالمكتبة، موجة من الانتقادات الواسعة في الأوساط الثقافية اعتراضاً على «قيمة» ما تكتبه الشاعرة، وكذلك على سعر تذاكر دخول الحفل التي تتراوح بين مائتي، ومائة وخمسين جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً مصرياً).

بوستر الحفل (صفحة المكتبة على فيسبوك)

وتفضل البيلي التي تبلغ من العمر 23 عاماً، شعر العامية لاعتقادها أن «شعر الفصحى لا يثير اهتمام الشباب» على حدّ تعبيرها، في لقاءات سابقة، وتعد الشاعرة الشابة من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحظى بملايين المتابعين، لكن نقادا وشعراء يصفون شعرها بـ«السطحي» و«الساذج».

وصدر للشاعرة ديوانان هما «من نصيبنا» 2020، و«هنتقابل» 2021.

وعدّ مثقفون أن الحفل لا يليق بمكانة مكتبة الإسكندرية بوصفها «بؤرة التنوير الأولى في مصر والشرق الأوسط»، مطالبين بإلغائه.

ومع تصاعد الأزمة، قال د. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية: «تابعت باهتمام ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف حول استضافة مكتبة الإسكندرية للشابة أميرة البيلي لعرض تجربتها في الإلقاء، وأود أن أوضح أمرين أرى أخذهما في الاعتبار، ونحن نحكم على مثل هذه الأمور».

وأضاف عبر صفحته بموقع «فيسبوك» مساء الأربعاء أن «المكتبة تضع شروطاً ومعايير لمن تقدمهم في هذه المناسبات، وأن هناك لجنة متخصصة تحكم وتأخذ القرار، كما أن المكتبة تؤمن بالتعددية وتأمل في أن تعطي الفرصة لكل الأصوات، ولا تحجر على رأي أحد، ولا تتسرع في الحكم لأن المجتمع الحي المتدفق مثل المجتمع المصري قادر على إفراز صور جديدة من السرد أو الدراما أو الشعر».

انتقادات عدة وُجهت للمكتبة (صفحة المكتبة على فيسبوك)

وأوضح «منح الفرصة (على ما قد يحيطها من خلاف) أفضل بكثير من منعها وحجبها، في الأولى تكون التعددية التي ننشدها وندافع عنها، وفي الثانية تكون الوصاية التي لا يرغب فيها أحد».

بدوره، قال الشاعر المصري إبراهيم عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط»: إنه «لم يسمع من قبل باسم هذه الشاعرة ولم يقرأ لها نصاً على الرغم من وجوده في هذا المجال على مدار أربعين عاماً»، مشيراً إلى أن «مكتبة الإسكندرية تحظى بمكانة رفيعة على المستوى العالمي وليس العربي فقط، وبالتالي يجب أن تأتي اختياراتها لتليق بمكانتها وتستضيف عمالقة الشعر عربياً ودولياً».

وأشار عبد الفتاح إلى أن وجود ملايين المتابعين على صفحات بعض الشعراء، لا يعكس أي قيمة شعرية لهم، وعدّ هذا الزخم مسألة تسويقية بحتة ولا يصلح معياراً في مجال مثل مجال الشعر.

شاركها.
Exit mobile version