أعلن سفير اليابان لدى الولايات المتحدة عن خطط لفتح مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي في طوكيو واتخاذ خطوات لتعزيز الدفاعات الوطنية وتقوية العلاقات الأمنية مع الدول الغربية. وقال النائب الأول لوزير الدفاع الياباني السابق وعضو مجلس النواب الياباني، كينجي واكاميا، لشبكة «فوكس نيوز»، إن بلاده ستشارك في قمة حلف الناتو في ليتوانيا. وأشار إلى الأهمية الكبيرة وراء تعزيز علاقات اليابان مع الناتو. ويخطط رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للقاء نظرائه من كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا في قمة الناتو في ليتوانيا، التي تبدأ هذا الأسبوع. وتشمل أجندة القمة نقاشات حول كيفية التعامل مع الوجود المتزايد للصين في بحر شرق وجنوب الصين، وتعزيز الصين لشراكتها في جزر جنوب المحيط الهادئ.

وقال واكاميا: «كان التحالف بين الولايات المتحدة واليابان في صميم نهج اليابان للأمن القومي، واستجابة للمناخ الدولي المتغير. وأعتقد أنه من الأهمية بمكان بناء شبكة أمنية متعددة الأوجه من خلال تعميق التعاون مع الناتو، وخاصة في أوروبا، مع الحفاظ على التحالف بين الولايات المتحدة واليابان في صميم سياستنا للأمن القومي». وأضاف واكاميا: «كما الحال مع تعميق العلاقات مع الناتو، فإن تعميق العلاقات مع أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية سيعزز شبكة الأمن في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي والمحيط الهادي. ومن الأهمية بمكان بالنسبة لليابان تقوية هذه العلاقات».

وشدد قائلاً: «أعتقد أن الدول التي تحاول تغيير الوضع الراهن بالقوة يجب ألا تواجهها دولة بمفردها، بل يجب ردعها من خلال بناء شبكة أمنية متعددة المستويات لتوفير شبكة أمان أوسع». مؤكداً أن بلاده تتجه للعمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الغربية الأخرى.

خطوات غير مسبوقة

ولطالما اتخذت اليابان نهج الاعتماد على الولايات المتحدة لتعزيز أمنها القومي منذ الحرب العالمية الثانية، لكن تنامي التهديد الصيني في آسيا دفعها إلى اتخاذ خطوات غير مسبوقة لتعزيز تعاونها مع الغرب ضد الصين. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الياباني كيشيدا قد صرح بأن اليابان لا تخطط للانضمام إلى الناتو، فإن اليابان تعمل على تعزيز العلاقات مع المنظمة الدفاعية متعددة الأطراف منذ أكثر من عام حتى الآن. ويعمل كل من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا لتمويل مشروع الكابلات البحرية لمكافحة التأثير الصيني في منطقة المحيط الهادئ.

ورداً على الإعلان عن فكرة إنشاء مكتب اتصال للناتو في طوكيو، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا ترحب بمواجهة جماعية، ولا ترحب بالمواجهة العسكرية».

وترى اليابان نفسها في جوار خطير بشكل متزايد مع الصين وكوريا الشمالية وروسيا على أعتابها. وقد ركزت قمة مجموعة السبع في اليابان في مايو (أيار) الماضي على التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا. وتشترك اليابان في حدود بحرية مع روسيا. ويتزايد القلق أيضاً من التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، فخلال الشهر الماضي فقط أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين في بحر اليابان. وأعلنت اليابان زيادة ميزانيتها الدفاعية، وأنها ستشتري 400 صاروخ «توماهوك كروز» من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تحرك اليابان للحصول على قدرات هجومية مضادة، بحيث لا تقتصر على دور دفاعي بحت، ما يعني وفقاً للخبراء أن القوات الأميركية ستكون مسؤولة عن جميع الإجراءات الهجومية إذا أمرت بذلك. ومع تبني قوات الدفاع الذاتي لأسلحة هجومية بعيدة المدى، يمكن لليابان والولايات المتحدة تقسيم مهام الضربات المضادة.

شاركها.
Exit mobile version