في حفل موسيقي استثنائي استضافته العاصمة السعودية بعنوان «الحياة حلم»، وجّّه النجم العالمي أنتوني هوبكنز، مساء الجمعة، رسائل إنسانية وفنية عميقة عكست فلسفته في الحياة والفن، وذلك على «مسرح بكر الشدي» بمنطقة «بوليفارد سيتي» ضمن فعاليات «موسم الرياض».
استهل هوبكنز كلمته التي قدمه فيها النجم العالمي مورغان فريمان، مبتدئاً بـ«السلام عليكم»، ثم باقتباس للأديب الأميركي إدغار آلان بو، الذي قال: «لقد كنت أؤمن دائماً بأن كل ما نراه أو نعتقده ليس سوى حلم داخل حلم».
وأبدى امتنانه العميق للمستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية على دعوته مجدداً إلى «هذه المدينة الجميلة»، معرباً عن شعوره «بتواضع كبير، وامتنان بالغ»؛ لتقديم العرض الأول لمقطوعته «الحياة حلم» ضمن «موسم الرياض».
وتحدَّث الموسيقار العالمي بتأمل عن مسيرته: «لطالما تساءلت طوال حياتي كيف لطفل من جنوب ويلز، وابن لخبازٍ بسيط، أن يصل إلى هذه اللحظة المميزة»، ووصفَ حياته بـ«لغز عميق»، و«من المستحيل أن أفهم أو أن أنسب الفضل لنفسي في أي من النعم التي أعيشها».
ويقول إن مقطوعته استُلهمت من طفولته الحالمة، و«من والدتي الداعمة الرائعة التي آمنت بي، ومن والدي الذي كان أكبر من الحياة نفسها، وعمل بجد طوال حياته».
واستشهد هوبكنز بقول الفيلسوف الأميركي رالف والدو إمرسون: «الموسيقى والفن هما الطريقان إلى الله، والطريقة الأساسية لربط أرواح البشر جميعاً»، معلِّقاً: «لقد كان يعلم أن لمس روح واحدة يعني لمس جميع الأرواح، وأنا أيضاً أؤمن بأن الموسيقى قوة تحويلية، ولطالما رغبت أن أكون ملحِّناً، لكنني لم أكن أعرف كيف».
وعدَّ هذا الحفل «امتيازاً لا يُمكِن تصوُّره»، باعتبار أنه قدَّمه «في السعودية، مهد الإسلام، حيث وُلد النبي محمد وتلقى رسالاته، وفي موطن المدينتين المقدستين مكة والمدينة».
وأكد الموسيقار العالمي أهمية التكاتف الإنساني في ظل التحديات التي يواجهها العالم، وقال: «لا أستطيع أن أتخيل مكاناً أفضل من هنا لنتحد، ونجسر خلافاتنا، ونتخيّل عالماً يسوده السلام والتوازن والمحبة».
ويُدرِك بـ«عُمق»، في السابعة والثمانين من عمره، أن «الموت أمر لا مفر منه»، لكن يرى موضوع هذا الحفل هو أن «الحياة عبارة عن وداع طويل لكل ما نحب. وداع ممتد، لكنه مملوء في نهايته بالغفران والدهشة».
وفي ظل ما يواجهه العالم من كوارث، وصفها بـ«غير المسبوقة»، بما فيها الحرائق المدمرة الأخيرة جنوب كاليفورنيا، أعرب هوبكنز عن أمله مع هذا الحفل أن «تكون الموسيقى قادرة على الشفاء، وجمعنا معاً»، مختتماً كلمته بتقديم الشكر باللغة العربية.
ويؤكد الحفل المميز الذي قدّمه الموسيقار العالمي أن الموسيقى والفن هما الجسر الذي يربط الشعوب، ويجمعهم على قيم التسامح والمحبة، ليترك بصمة إنسانية وفنية خالدة في ذاكرة «موسم الرياض».
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}