الدوحة – قنا

حرصت دولة قطر، حكومة وشعبا، انطلاقا من التزاماتها الإنسانية والأخلاقية والأخوية على الوقوف مع الشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس عام 2011، عبر تقديم المساعدات الإغاثية إلى اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج، ليبلغ حجم المساعدات القطرية لصالح الشعب السوري منذ بداية الأزمة ما يزيد على ملياري دولار أمريكي، تمت من خلال الدعم الحكومي المباشر أو عبر منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات القطرية المانحة.

كما أطلقت دولة قطر في مؤتمر المانحين الثالث لصالح الشعب السوري في الكويت عام 2015 مبادرة بتأسيس صندوق يعنى بالتعليم والتدريب المهني للسوريين، وتعهدت خلال المؤتمر بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي، تم تخصيص 20 مليون دولار منه لتمويل هذا الصندوق.

وحرصا منها على دعم الشعب السوري الشقيق في محنته، استضافت الدوحة في 14 يونيو الماضي الاجتماع العاشر لمجموعة كبار المانحين للشعب السوري، في ظل عجز المجتمع الدولي عن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة في ذلك الوقت، حيث كللت جهود دولة قطر الإنسانية التي سخرت لصالح دعم الشعب السوري.

واستنفرت دولة قطر جميع مؤسسات ووزارات الدولة في حملة وصفت بأنها “أكبر حملة تبرعات لنصرة الشعب السوري” في منطقة درب الساعي بالدوحة، حيث تم حشد ما يقارب مبلغ 330 مليون دولار ضمن حملة سميت /حلب لبيه/، وتلقت دولة قطر على إثرها خطاب شكر وتقدير خطيا من الأمم المتحدة، كما أن الدوحة استضافة مطلع شهر أبريل من عام 2017 اجتماعا إقليميا ضم الأمم المتحدة و25 منظمة غير حكومية قطرية وإقليمية من المنطقة، تمخض عن تعهدات بلغت 262 مليون دولار دعما للاستجابة الإنسانية لسوريا.

وفي السياق، فإن دولة قطر كانت سباقة في طرح العديد من المبادرات التي شكلت حلولا وأملا للسوريين خلال أزمتهم، منها مبادرات في مجالات التعليم والتدريب المهني، بالشراكة مع منظمات إنسانية إقليمية ودولية، بما في ذلك مبادرة لتعليم وتدريب اللاجئين السوريين لصالح 400 ألف طفل على مدى 5 سنوات، فضلا عن مبادرة /علم طفلا/ التي بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 985 ألف طفل سوري، إلى جانب ما أقدمت عليه الحكومة القطرية من لم شمل آلاف السوريين مع أسرهم المقيمة في الدولة.

وبعد التغيير السياسي الذي وقع في سوريا خلال ديسمبر الماضي، تمهيدا لانتقال جديد بعد معاناة طويلة، وإنفادا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصلت أول طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مدينة غازي عنتاب التركية في 10 ديسمبر الماضي، تحمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، وذلك ضمن جسر جوي تسيره دولة قطر، لإغاثة الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والمساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية، والوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق.

وفي إطار حل المشكلات الإنسانية العاجلة، دأبت دولة قطر على إيصال المساعدات الضرورية للنازحين واللاجئين السوريين حيثما كانوا، فقد وصلت في 23 ديسمبر الماضي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن مواد غذائية ومستلزمات إيواء، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، وذلك ضمن الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر، في إطار موقفها الداعم لسوريا، ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب السوري الشقيق.

وفي 30 ديسمبر الماضي، وصلت إلى مطار دمشق الدولي طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومواد غذائية وأدوية مقدمة من صندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى مساعدات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، بما يضمن انسياب المساعدات إلى سوريا، وتعد هذه الطائرة الأولى التي تهبط في مطار دمشق الدولي ضمن الجسر الجوي القطري، ما يؤكد اهتمام دولة قطر البالغ ودعمها الكامل للأشقاء في سوريا.

وتأتي كافة هذه المساعدات المتنوعة ضمن الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر لمساعدة أشقائها في سوريا على الاستقرار في أهم مرحلة من تاريخ بلادهم، وقد أكدت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي استمرار دعم دولة قطر لسوريا في كل المجالات، خاصة الإنسانية والتنموية لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون، وقالت سعادتها إن هذه الخطوة من شأنها تسريع صول المساعدات إلى القطاعات المستفيدة.

وما يؤكد دعم دولة قطر المتواصل للأشقاء في سوريا تأكيد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على تعزيز المساعدات الإنسانية القطرية لإغاثة الأشقاء في سوريا، لدى استقباله في يناير الحالي وفدا سوريا رفيع المستوى يضم سعادة السيد أسعد الشيباني وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، وسعادة السيد مرهف أبو قصرة وزير الدفاع.

لقد ظلت دولة قطر على الدوام تجدد التزامها بمبادئها الراسخة تجاه القضايا العربية والإنسانية، ومن هذا المبدأ جاء دعمها للشعب السوري الشقيق، وهو موقف ينبع من رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية وبناء دولة المؤسسات والقانون، استجابة لتطلعات الشعب السوري الشقيق في العيش الكريم، حيث إن الدعم القطري لسوريا ليس فقط موقفا سياسيا، بل هو جزء من التزام إنساني واسع النطاق.

شاركها.
Exit mobile version