> بحث الناقد عن فيلم عربي لمشاهدته مسألة صعبة تتطلب علاقات عادة مقطوعة وثقة غالباً مفقودة.

> هناك عدد كبير من المخرجين الذين لا يريدون للناقد مشاهدة فيلمهم. المتطوّعون الذين يبعثون للناقد بوسيلة لمشاهدة الفيلم قليلون والغالبية في المقابل تعتقد أن دور الناقد ليس مهماً، وإنهم يفهمون شغلهم أكثر مما يفهمه الناقد، علماً بأن هذا ليس صحيحاً، لا على نحو دائم ولا على نحو شامل.

> وهناك الشللية، يرتاح المخرج لمجموعة قليلة من النقاد (الجيدين منهم والمتطفلين) لأنهم مرتبطون معه بحلقة واحدة. «سأبعث لك اللينك لتشاهده بشرط عدم الكتابة عنه إذا لم ينل إعجابك». وهناك من يرضى بذلك فيغدق على الفيلم آيات إعجابه حتى وإن ارتأى، في قرارة نفسه، غير ذلك.

> مهرجانات السينما العربية لا تستطيع بدورها أن تفيد الناقد الذي لا يحضرها. هناك، وهذا مفهوم ومقبول، حقوق توزيع وملكية على المهرجان الموافقة عليها وعدم تسريب الفيلم إلى أحد.

> بالنسبة للناقد الذي يستحق اللقب، فإنه من غير المقبول لديه لا التوسل من المخرج لكي يشاهد فيلمه ولا التسوّل عبر اتصالاته وقنواته. مما يعني أن معظم ما سيكتب عنه سيبقى منوطاً بالأفلام التي يشاهدها في صالات السينما أو عبر اشتراكاته في بعض المنصّات مدفوعة الثمن.

> الحال هذه، لا بد أن يشد الرحال إلى المهرجانات العربية كلها ليؤلف ذخيرة عربية لنفسه ولكي يلبّي طلب الجمهور الذي من حقّه أن يقرأ عنها ما يكتبه ناقده المفضّل.

> كان الحلم السابق هو بناء جسر من الثقة بين صانعي الأفلام وبين النقاد، لكن هذا لم يتم ولا يبدو أنه سيتم. الناقد تمر عليه تجارب أكثر ويشاهد أفلاماً أكثر ويستوعب العمل على نحو أفضل. وحقيقة الأمر أن المخرج يحتاج إلى النقد ليتأكد من خطواته.> في شتى الأحوال، قلّما يتسلم الناقد كلمة شكر من المخرج إذا ما كتب عن فيلمه إيجاباً، وكثيراً ما يتسلم جام غضبه إذا كتب سلباً. الناقد لا يكتب لكي يتقرّب أو يُشكر، لكنه بالتأكيد كذلك لا يكتب ليكسب عداوة.

شاركها.
Exit mobile version