بروكسل – قنا

 أشاد الاتحاد الأوروبي بالإصلاحات الكبيرة التي أنجزتها دولة قطر في مجال حماية حقوق العمال والجهود التي بذلتها من أجل تحسين بيئة العمل.

وقال بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش لقاء تعريفي نظمه الاتحاد لوفد من الصحفيين الخليجيين بمقره في بروكسل، “إن الاتحاد الأوروبي دائما من بين أولئك الذين يقدرون جميع الخطوات التي قامت بها دولة قطر فيما يخص العمال.. هذا مسعى لا ينتهي لذلك نحن نشجع شركاءنا في قطر على الاستمرار في مسار الإصلاحات العمالية”.

من ناحية أخرى، أشاد المتحدث الأوروبي بالتنظيم الرائع لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مشيرا إلى أن هذا النجاح في التنظيم ساهم في تعزيز صورة قطر وتغيير الكثير من المعتقدات الخاطئة.

في سياق آخر، أكد الاتحاد الأوروبي حرصه على تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية عامة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل خاص، مؤكدا أن دول الاتحاد لديها أدوات لمكافحة الكراهية ضد الإسلام في القارة الأوروبية.

وقال لويس ميغيل بونيو الناطق باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول عدم صدور تشريع يجرم الإساءة للإسلام في أوروبا خلال لقاء مع الصحفيين الخليجيين، إن هناك توجيهات قانونية من مجلس الاتحاد الأوروبي لتجريم الكراهية على أساس ديني.

وأشار في سياق متصل إلى أن المفوضية الأوروبية تحدثت مع الدول الأعضاء بهذا الشأن، ووجهت بضرورة فرض عقوبات أو غرامات للحد من الكراهية على أساس ديني، مبينا أن القرار الآن بيد برلمانات الدول المعنية.

كما استعرض المبادرات التي تبناها الاتحاد لمكافحة رهاب الإسلام، حيث تم مؤخرا تعيين السيدة ماريون لاليس منسقة لدى المفوضية الأوروبية لمكافحة الكراهية ضد المسلمين.

كما ينظم الاتحاد تدريبات للقضاة ببعض دول التكتل للتعامل مع قضية الكراهية ضد الإسلام، حيث بدأ تنفيذ المشروع في إيطاليا ويشرف عليها مدربون مسلمون، بالإضافة إلى أن هناك مشروعا آخر يستهدف الصحفيين في إحدى دول الاتحاد الأوروبي بحيث يتعاملون مع القضايا المتعلقة بالكراهية ضد الإسلام بكل حياد، لا سيما في ظل انتشار معلومات مضللة حول الإسلام في أوروبا بشكل كبير.

وتابع: “لدينا أيضا مشروع مهم لترجمة القرآن الكريم إلى 22 لغة أوروبية، وهو مشروع يموله الاتحاد الأوروبي، ويمثل بعدا آخر في التصدي للكراهية ضد الإسلام”.

وحول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكد لويس ميغيل بونيو أن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون، موضحا أن لكل دولة من دول الاتحاد علاقاتها الخاصة مع دول المجلس، كما أن التكتل الأوروبي لديه كذلك أدواته لتعزيز العلاقات مع مجلس التعاون من خلال الاجتماعات واللقاءات الدورية بين الجانبين، فضلا عن جهود الاتحاد لتعزيز علاقاته مع دول الخليج من خلال بعثاته ومن خلال السيد لويجي دي مايو الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج.

وفي الشأن الاقتصادي، قال بونيو إن الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء لدول الخليج في مجالي التجارة والاستثمار، ومن شأن توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين أن تعزز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين.

وأضاف أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لديها استراتيجيات لتطوير اقتصاداتها بعيدا عن النفط، كما بدأت تتجه للطاقة النظيفة، وهناك دول أوروبية بدأت تنحو هذا المنحى أيضا، وتسعى الدول الأوروبية للتعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة النظيفة وتبادل الخبرات في هذا المجال.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون بعد الصين، بنسبة 12.3 بالمئة في عام 2020 من إجمالي التجارة الخارجية للدول الخليجية، كما أن نسبة 17.8 بالمئة من الواردات الخليجية في نفس العام جاءت من الاتحاد الأوروبي، وبلغت قيمة التبادل التجاري من البضائع بين الجانبين 97.1 مليار يورو في 2020.

وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، أكد لويس ميغيل بونيو الناطق باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رفض الاتحاد الأوروبي واستنكاره لسياسة الاستيطان الإسرائيلي التي تقوض فرص إيجاد حل سلمي وتقضي على المفاوضات السلمية.

وأضاف الناطق الأوروبي، خلال لقائه مع الصحفيين الخليجيين، أن هناك مبادرة أوروبية لإحياء عملية السلام، وأن الاتحاد يعول على جهود دول مجلس التعاون لإنجاح هذه المبادرة، مبينا أن الاتحاد الأوروبي أصبح أكبر مانح للفلسطينيين ويمول 63 بالمائة من عمليات /الأونروا/، وهناك إجماع من الدول الـ27 الأعضاء على دعم السلطة الفلسطينية.

شاركها.
Exit mobile version